مقالات

قمة شرمً الشيخ بين دولة قدرها الرياده ومنطقه تحتاج الي الهدؤ

بقلم: د عمرو عبد الفتاح 

قمة شرم الشيخ اليوم تعيد لمصر صدارة لمشهد متشابك وتعيد صياغة مشهد إقليمي معقد حاولت فيه دولا عديده لعب ادوار لقيادة المنطقه في محاولات عديدة لتحييد وتحجيم الدور المصري.. لكن كعادة مصر دوما المدعومه بتاريخ مميز من التأثير الإيجابي والمتزن والواعي في منطقه تجاذبتها الأهواء والصراعات..

المشهد الحالي لايمكن اختصاره في توقيع هدنه او ايقاف واحدة من أشرس المجازر التي مورست ضد مدنيين عزل في التاريخ الإنساني الحديث بل وفي تاريخ الإنسانية بوجه عام.

هنا يجب تحليل ما ادي الي الوصول لطاولة المفاوضات بعقلانية و موضوعية لفهم الموقف المتشابك ..

ان احداث السابع من اكتوبر تجعلنا امام واقع يجب فهمه حتي لا تجاذبنا المشاعر ولوضع بعض النقاط علي الحروف.

اولا: ان المقاومة حق مشروع للشعوب التي تسعي لاستقلال ارضها من الاحتلال وبأي حال لا يمكن ادانة شعب يسعي للحرية ولكن…. هل المقاومة الغير محسوبه تعتبر شجاعه ام رعونه ؟ سؤال ليس من السهل الإجابة عنه وهو يضعنا امام ضرورة تقييم مسار المقاومة الفلسطينية وخاصة المقاومة الإسلامية حماس في تاريخ الصراع الفلسطيني لتحرير الارض..

فبعيدا عن الأخطاء السياسية التي انتهجها قيادات الحركة وتعكير العلاقات مع دول داعمه تاريخيا للنضال الفلسطيني كمصر والتسبب في شق الصف الفلسطيني وتعريض سكان قطاع غزه الي الدخول في نفق مظلم من حالة معيشية غير إنسانية ناتجه عن التمسك المطلق بالسلطه وفصل غزة تماما عن باقي فلسطين لتختزل القضية في غزه وليست فلسطين ككل.

الشعب الفلسطيني اصبح في حاجه ماسة لاعادة تنظيم الصف الفلسطيني والعمل المحترف سواء بالمقاومة او الوصول الي حل عادل يصل بالقضية الي حل يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعه في وطنهم وفي الحياة.

لقد تعرضت مصر لضغط عنيف لتهجير سكان قطاع غزه بسبب اندلاع الاحداث بعد اكتوبر وهي العملية الحمساوية التي افتقدت الي ادني معايير التخطيط الشامل لحل القضية بل وفوجئنا بقيادات حماس تبارك فكرة التهجير مادفع الكثير لاعادة النظر في الأهداف الحقيقية لعملية السابع من اكتوبر بل ايضا ومن يقف خلفها.

ثانيا: ما هية نوعية الجهود لدعم الفلسطينيين امام حالة الهجوم الشرسة التي تعرضوا لها خلال العامين الماضيين ؟

ذهب كثير من مواطني الدول العربية علي الضغط علي مصر لاتخاذ موقف عسكري مدافع عن الفلسطينيين بينما حكوماتهم كانت تستغل هذا الزخم لتمثيل دور بطولة زائفه بينما لم تقدم دوله عربية واحده علي اي تحرك عسكري من شأنه ردع الكيان واكتفي الجميع بمهاجمة مصر والجعجعة إعلاميا ببطولات زائفه.. واقولها هنا ان مصر لن تستدرج في الدخول الي حرب وحدها بينما الدول العربية تهرول للتطبيع وستكون اول الضاربين في ضهر مصر في حالة الصدام المسلح وما تمويل سد النهضه عنا ببعيد 

ثالثا هل الهدنه انتصار

الهدنه في حد ذاتها ليست انتصاراً لكنها حماية حقيقية للشعب الفلسطيني من الانتحار نتيجة قرارات عشوائية لقيادات تعيش في دول خليجية علي استعداد للتضحية بالشعب الفلسطيني بينما هم في فنادق دول الخليج…

في الصورة ورقه مكتوبه بخط اليد سلمها احد مساعدي ترامب له في مؤتمر صحفي يبلغه بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار ويقترح عليه المبادره بإعلان ذلك ليأخذ اللقطه ويعلنها قبل الجميع..

وهذا يأخذنا الي دور مصر

لقد حشدت مصر قواها الدبلوماسية ومارست ضغوطا وسياسات كانت خلف اعتراف دول متتالية بالدوله الفلسطينية وعملت علي كشف جرائم الاحتلال اماً قادة الدول الداعمه له ويكفي زيارة ماكرون للعريش والتي منها بداء تحول دراماتيكي في موقف فرنسا التي كانت داعمه بقوة لما يفعله الاحتلال وبعدها بدات الحملة المصرية لتجميع قادة العالم للوصول علي الاقل لفرض وقف فوري للمجزرة في تصرف ينم عن الرؤية الواقعية للقيادة المصريه التي عملت علي اساس الواقع وموازين القوي العالمية مع قراءة عقلانية للمشهد الإقليمي والعالمي في خطوة يجب ان تكون قاعدة لاعادة التحركالجاد للوصول الي الحل العادل بعيدا عن الجعجعة والمزايدات

لن أتحدث عن فضيحة دولة عربية فضحها اعلام الكيان وهي تدفع الملايين للإعلاميين الصهاينه لتخريب اي محاولات حل إلا عن طريقها

ولن أتحدث عن الدول العربية التي دعمت خطة التهجير ومارست ضغوطات علي مصر

ولن أتحدث عن قيمة مصر وقدرتها علي حماية المفاوضين بينما ضربت دول اخري تحاول اخذ دور لا يتناسب مع حجمها 

المهم الان ان لا تعمل. الفصائل والكيان علي افشال الخطه لضمان استمرار السبوبه

وينصرك الله نصرا عزيزا

وحفظ الله مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى