مصر بوصلة الحق ومفتاح الخريطة

بقلم
أسامة سامح
منذ عقود طويلة، ومصر تقف على ضفاف القضايا المصيرية لأمتها العربية، ثابتة لا تحيد، صلبة لا تنكسر واعية لمكانتها ومسؤولياتها. ولا حاجة اليوم لإضافة الكثير من الكلمات فالتاريخ يشهد، والحاضر يثبت، أن مصر لم تفرط يومًا في القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مهما علا الصراخ، ومهما تصاعدت المزايدات
لم تكن مصر يومًا تاجرًا في وطن أو دين، ولم تضع مصالحها القومية رهينة شعارات خاوية أو خطابات غوغائية. وبينما يتسابق المتاجرون بالقضية على المنابر، كانت مصر تعمل بصمت، وتتحرك بحكمة، متمسكة بثوابت سياستها الخارجية، ومبادئها التي لا تتغير بتغير الظروف
وفي ظل ضجيج اللعنات وصرخات الثكالى والأطفال، كانت القاهرة هي صوت العقل والبصيرة، تُمارس قوتها العسكرية عند الحاجة، وتخوض السياسة بعقلانية الدولة ذات السيادة، بعيدًا عن الانفعال، وقريبًا من جوهر الفعل المؤثر
لقد حكم التاريخ، وأثبتت الجغرافيا أن مصر ليست مجرد دولة في الخريطة، بل هي مركزها ومفتاحها. ولأنها كذلك، ستظل حاضرة في معادلات الحرب والسلم، بطلاً قائداً، لا تابعًا، ولا موظفًا في مشروع غير مشروعها الوطني والقومي
هذا هو القول الفصل. هذا هو الموقف الذي لا يتغير، كُتب بمداد الحقيقة، لمن أراد أن يسلك طريق الحق، لا طريق الشعارات.



