صيدة: خيانة التيار
صيدة: خيانة التيار
في ظلام الليل، تحت أضواء الشوق،
تسللت الأفكار، كذئب بين الأشواق،
تتراقص الألسن، تنشد بسمات،
لكن في القلب، جراح لا تُطاق.
يا قوس قزح، يحمل ألوان الأمل،
كنت بستاناً، والآن أصبحت زهرًا ذابل،
استغلوا ذاك التيار، حجبت عيونه،
فبدل النور، جاء ليل ساغب.
أيها الحلم الذي كان في الوريد،
كيف خِنْتَ عهدك؟ وأنت وعودٌ كالحديد،
تلاعبت بك القوى العظمي بلطف،
فصرت كالعصفور، في قفص واهٍ بعيد.
أخواتك يسقطن، في معركة الظلام،
أين الأبطال؟ أم أن الارتماء استقام؟
تحرق الشمعة، تُضيء الآلام،
فهل من نجاة؟ أم سئمنا الأوهام؟
المصير المحتوم، يدق الأبواب،
القوى العظمى تُحرك الأعراب،
فتراهم في خندق، يتراقصون بالمال،
بين صدقٍ وزيفٍ، يمزق قلب الأجيال.
لكن في الخفاء، ينمو بصيص الأمل،
فكل فجرٍ جديد، يأتي كالزهر،
ايها التيار، عد إلى صورتك،
فنحن من نكتب القصائد، لا نعيش تحت القمر.
فما زال في الصدر، إيمانٌ يحيا،
لا الخيانة تحني الرأس، ولا الموج يفلّ،
فالشعب المحروم، لديه صبرٌ لا ينضب،
والحلم عائد، كما يعود الورد لمنزل.
أصبنا أسرى، في زُمَر العذاب،
تتوالى الأيام، والأمل في سراب،
صرخات في القلب، كالرعد في السكون،
هل من فجرٍ لنا، أو صوتٍ ينجاب؟
يا رفقة الطيف، أين الحلم الذي وعدنا؟
أين ذاك السلاح، الذي كنا به نغرسُ وعدنا؟
أليست لنا أرض، وأجدادٌ كتبوا،
في نبض التاريخ، قصصًا لن تنفدُ؟
نجمع شتاتنا، كنجومٍ في السماء،
ليتداول القلب، مشاعر الشقاء،
فكم من يدٍ أُحفرت، في صخور السنين،
تسعى للحرية، تُحطم قيد الفناء.
يا زهر الرّوح، هل ننجو من الجحود؟
أم نعيد بناء المجد، نغسل غبار الوجود؟
فكل قافلة كادت أن تضيع،
لكنها في العزم، تجد العبور والمجد.
فلنُجمع أيدينا، ونكتب صفحة جديدة،
نحن الرّوح، وهذه هي القصيدة،
لا يأس في الطريق، ولا درب ينتهي،
فالمحبة باقية، رغم كل عناءٍ وحيدة.
يا عروس الفجر، يا حلم الأحرار،
أعدي إلى النفوس، كالنور في الأنوار،
نعيد بناء الأرض، بالحلم والمقاومة،
لننبذ الخيانة، ونجمع قلوبًا تبارى.
فهل من مفرٍ؟ أم أننا المحررون؟
فلنحمل الحلم، ونضيء كل السجون،
فالعصر آتٍ، والجراح ستندمل،
مع كل قلبٍ بالفجر، لا يخاف التحدي
إن العدو يضرب أعناقنا وأعلامنا،
ويهرب من الخزي، عزمنا كالنار في العيدان،
كم من دمٍ سال، وكم من زهرٍ ذاب،
لكننا في العزيمة، لن نرضى بالخذلان.
تجري الدماء في شرايين الأرض،
تغني للأحرار، وللحرية فوق كل ظرف،
فلا تنسى الأجيال، في صرخات الأنين،
أن الحق لا يموت، مهما ازداد الظلم والفِتن.
كم من شمسٍ أشرقت على آلامنا،
تنسج الأفراح، وتحمل أحلامنا،
ألا تراك الأُمم، تتحد في قلبٍ واحد،
تسابق إلى العلى، لا ترى الخوف في القيد.
هيا لا نركع، ولن ينكسر ظهرنا،
فالصبر كالبحر، لا ينتهي زمنه،
نُعلي شعارنا، في وجه كل غشيم،
فلا عجز يوقفنا، ولا ظلام يطوي الحلم.
نخطف من الليل نجوم الانتصار،
نجمعها في قلب، كقوة من أحرار،
ففي كل زفرةٍ نشعر بالنصر،
وعلى كل شعاعٍ نكتب السيرة والمحتار.
فلنطلق النداء، من أعماق الفؤاد،
يا أيها الأحرار، لنجتمع بحبٍ ووداد،
فلنقهر الخيانة، ولنرفع راية النضال،
فلو اجتاحت العواصف، سنعود كالجبال.
تؤلمنا الجراح، ولكننا نبتسم،
فالمستقبل آتٍ، يحمل لنا الخير قادم،
في كل هتاف، يسكن نغمة الحياة،
لم نأتِ لنخضع، بل لنصنع القدر والمصير.
ماذا نخوت البلاد، ولماذا نخون،
الأعلام ترفرف، والنهر قد سقاها،
في بخره لا يرضى، الخزيان بالأحضان،
إرهاب بإسم الدين، يُخفي في القلب جراحًا.
بإسم الدين قتل، وبتسميات لا تتوانى،
تشويه لكلمة سلام، لدين الإسلام،
أليس لنا تاريخ، يحكي عن المحبة،
أليس في قلوبنا، نورٌ ينير الظلام؟
كيف يرتضي القلب، أن يُسفك الدمُ الطاهر،
على مذابح الخداع، في زمنٍ صار غادر،
ففي كل دعوة، تُشوه السبل البيضاء،
نحن نقتل الروح، ونعدم آمال الأحرار.
يا أحرار هذا العصر، انظروا حولكم،
في كل ركنٍ، تُسطر قصة الألم،
فالحضارة ليست سرابًا، بل هي حقيقة،
تسكن بقلوبنا، رغم كل زيفٍ ومنايا.
لنعيد بناء ما انهدَّ من قيم الإسلام،
فهو دين المحبة، والشهادة والمكفوف،
سنُضيء دروب الحقيقة، بشجاعة الأبطال،
نحمي الأعلام، وندافع عن الأوطان.
فلنرفع أصواتنا، وكلمتنا واحدة،
نغني لحلمٍ، مع نورٍ مُجدَّد،
نرسم الأمل في ملامح الحياة،
فالمستقبل لنا، رغم كل كيدٍ وذكريات.
لن نترك الساحة، للأقلام المتجنية،
ولن نرضى بالخيانة، لنكتب تاريخًا مشينًا،
الإنسان أسمى، من كل زيفٍ وكذب،
وعدُ الحرية، نحمله بأرواحنا، عزمًا واستبسالًا.
لا أمل إلا النيل بعد جفاف العراق،
ولم يبقَ إلا جند مصر بعد أن تعاون الغربان،
على الإسلام والعروبة، تكسيرٌ في الأوطان،
ولم يبقَ إلا الجيش، إلا الشعب، إلا مصر.
لم يبقَ إلا صوتها، وكلمة الحق في كل مكان،
لم يبقَ إلا بارقة علمها، تتوهج بين الأذهان،
بعد العراق سوريا، وبعد اليمن ليبيا،
ثم يريدون الصومال، لكن مصر لا تسمح بالانهزام.
بل مصر لا تعرف إلا الكرّ في الميدان،
فهي مدرسة الشجاعة، وفخر الثوار والأبطال،
تاريخها ينطق بالحكمة، وصوتها الكرامة،
فلا يحني العراق رأسه، فهو في قلب الأحرار مدى الزمان.
في كل زاوية تتعانق، أرواح الشهداء،
ليزرعوا الأمل في قلوب الأوفياء،
مصر الأبية كانت، وستبقى بلا جدال،
صوت الحرية ينادي، في زمن كلُه انكسار.
وفي خضم العواصف، ستظل صامدة،
فلا قوى غاشمة تجتث جذورها العريقة،
تاريخها بحور، وشموخها جبال،
شهداؤها ضياء، لن ينسوا في كل حال.
فليكتب التاريخ، أن مصر هي الرمز،
في سياق العز والسيادة، هي الشعلة والمقصود،
لن تذل الأمة أمام محاولات السحق،
فهي منبع النصر، والغلبة في كل حدود.
فيا ثوار الأوطان، ها نحن نلبي النداء،
مصر التي تُعلي من شأن الكرامة، والإباء،
لن نسمح بتشويه، أو بعثرة للأمل،
ففي صميم قلوبنا، النصر آتٍ بلا احتمال.
إسم الصمود مصري، والعمار مصري،
والصوت للحق مصري، فنداء للعرب وللإسلام،
ونداء للحق أيا كان،
على الأرض هذه مصري، هذه صدى ريح الصدر وما يحمل من أحرار.
هنا تسطر العزائم، تتجلى في الفعال،
ففي كل شبرٍ من أرضنا، روحٌ لا تعرف الانكسار،
وإرادة الأبطال لا تُقهر، بل تعبر البحر،
فمصر هي القلب، وهي الشريان لكل الأقدار.
أيا كان ما يحيط بنا، من ظلمٍ أو انكسار،
نظل نرفع الرايات، شامخة في كل الأقطار،
فتاريخنا يحكي، عن صمودٍ لا يتزحزح،
وعن عزةٍ تتجلى، في عيون الأحرار.
هنا مُلتقى الأحبة، نفوسٌ لا تعرف الخضوع،
أحلامٌ ترتسم في الأفق، رغم كل غيومٍ وسموم،
فلنجعل من الأخوة، سلاحًا في يد العطاء،
ونرسم ملامح مستقبل، حرًا في كل الوجوه.
مصر العزيزة، أنتِ الحضارة والعلم،
وفي قلبكِ تكمن الأماني، وكنوز من الحلُم،
فلتكن خطانا ثابتة، والطريق مشرقًا دائمًا،
حيث النصر حليفنا، وإرادتنا بلسماً للآلام.
في دروب الكفاح، نرسم لوحةً من النور،
أبطالٌ يقفون في وجه الباطل، بكرامةٍ وفخر،
فإلى الأمام يا مصر، نحو مستقبلٍ واعد،
فكل صوتٍ ينادي، هو صدى للحق والمجد.
مصر الفجر والفجر، فادعوا لمصر بالعمار،
ولا يجف النهر، ولا يغيب النهار،
والحب مصر، والدفء مصر،
والراحة والأمان، فاحفظوا مصر واسمعوا لها.
أرض الكنانة، يا منبت الأبطال،
فيك الشموخ والأصالة، وفيك نبض الجمال،
فدعائنا لكِ دائم، كما هو السحاب،
ودماؤنا فداء، للأرض الطيبة والأحباب.
يا نيلُ، يا شريانَ الحياة، استمر في عطاءك،
فقد جرت عبرك أحلامٌ، ونقشت التاريخ بك،
منذ فرعون إلى الحاضر، تبقى عالياً صداك،
يا مصرُ، فيكِ روحي، وقلبي أبداً لن ينساك.
فاحفظوا مصر، فهي أمانةٌ على الأجيال،
وفي عيون أبنائها، نرى نور الأمل البال،
فكل شبرٍ فيكِ يحكي، حكاية الأوفياء،
تاريخٌ عريقٌ، يضمن النجاح والوفاء.
والغدُ مشرقٌ، بشمسكِ ساطعةً في القلوب،
فالصدقُ يعودُ فيكِ، وينمو مع كل شعاب،
فلتكوني دائماً رمزاً، للحرية والكرامة،
مصرُ العزةِ، والشموخ، وأرضُ كل الأوطان.
فلنهتف معًا بصوتٍ واحد، ينادي للحق،
وكل من يحبكِ، يعمل بجدٍ، ليصنع الفلك،
مصرُ البهية، في عيوننا تظل دائمًا،
حضارةٌ حيةٌ، وأملاً لا يغلبه انكسار.
مع تحياتي
إيهاب محمد زايد القاهرة
7 ديسمبر 2024
القاهرة
الساعة الخامسة و الربع