البحث عن السعادة

يكتبها : عبد الفتاح موسي
في رحلة البحث عن السعادة كثيراً ما نجد أنفسنا نسير في متاهات الحياة نبحث عن شيء لا نعرف منه إلا أسمه وليس لدينا عنه الكثير من العلامات او الدلالات التي تدل على مدي القرب أو البعد من الهدف.
ولذا قررت قبل أن أبدأ رحلة البحث ان أجد هذا الشئ و أتعرف عليه أولاً الشيئ المبهم والباعث للسعادة فقررت أن أقرأ وأطلع لأصل إليه.
و بدأت بالفعل و في رحلة الإطلاع وجدت أن هناك آخرون حاولوا تفسير و توضيح الامر فعلى سبيل المثال وجدت أطباء يتحدثون عن وجود هرمون في الجسم يسمى هرمون السعادة “السيروتونين” ويُفرز هذا الهرمون حينما تتغلب الطاقة الإيجابية على الطاقة السلبية بالجسم ويشعر الشخص وقتها بالسعادة.
كما وجدت فلاسفة يتحدثون و يفسرون نفس الأمر فمثلا ينظر أفلاطون إلى السعادة على أنّها عبارة عن فضائل الأخلاق والنفس؛ كالحكمة والشجاعة والعدالة والعفة بينما عرّف أرسطو السعادة على أنّها هبة من الله وقسمها إلى عدة أبعاد وهي: الصحة البدنية، والحصول على الثروة وحسن تدبيرها واستثمارها، وتحقيق الأهداف والنجاحات العملية، وسلامة العقل والعقيدة، والسمعة الحسنة والسيرة الطيبة بين الناس.
كما كان أيضاً وبلا شك للعلماء المسلمين رأي في ذلك وهو أنّ السعادة هي وصول الفرد إلى حالة من تحقيق التوازن بين ما يتطلّبه الجسم والروح، وبين متطلبات الفرد ذاته وبين متطلبات المجتمع الذي يعيش به، وبين الحياة الدنيوية للفرد وبين آخرته وعمله إستعداداً للآخرة.
و من كل هذه الآرآء بالطبع زادت الحيرة وطُرحت في ذهني العديد من التساؤلات:
هل الاكتفاء المادي هو الطريق الي السعادة؟
هل التحلي بالصحة هو ما يجعلنا سعداء ؟
هل الأهداف و تحقيقها هي السعادة؟
هل السعادة في منْ رزق البنون او في النجاح في العمل؟
وفي النهاية توصلت إلي أن السعادة هي كل ما سبق من دراسات و آراء و تساؤلات و لكن ينقصنا شئ صغير جدا و هو أن نتخذ السعادة قراراً و اختياراً .
فليس هناك هرمون يفرز دون إرادة صاحبه!!! ومن هنا بدأت أحدد الطريق الصحيح للوصول إلى السعادة . فالسعادة قرار يتخذه المرء و يعمل على تحقيقه بالمال والبنون والخلق الحسن وحب الناس وحب الخير للناس وكل ما قاله الفلاسفة و العلماء والأطباء ولكن علي رأس كل هذا الرضا يا سادة بما قسمه الله لنا فالرضا هو حقاً مفتاح باب السعادة .
ولكن اعلم يا عزيزي أنا الرضا ايضاً لم يكن بالأمر السهل و ان هذه الكلمة البسيطة تحقيها يحتاج عناء وجهاد للنفس الطماعة والأمارة بالسوء .
فعلينا أن نرضي بما قسمه الله لنا فمن رُزق بالمال يرضى ومن قُسم له بالبنون يرضى و من أُنعم عليه بالصحة يرضي … وهكذا .
فكل هذه الأشياء أو بعضها يكفي لنرضى كل الرضا ونحمد الله عز وجل ومن ثم يُؤخذ قرار السعادة فنصبح سعداء . ولنعلم أن الله لم يخلقنا في الحياة إلا لنكون سعداء راضين بما قُسم لنا و من بعدها وبالرضا و الإيمان و قبلهما رحمة الرحمن ننال السعادة التامة في جنة الخلد اسعد الله أيامكم وأضاء قلوبكم بنور الرضا والقبول.



