السفر والغربة كلمة تحمل في طياتها كل معاني التعب والألم

بقلم / محمد عمر الزعتري
الغربه تعب لا يشعر بها إلا من عاش تجربتها، ويبحث العديد من الأشخاص خاصةً الشباب منهم وهم في مقتبل العمر عن فرصة للسفر وهو لأسرة غير الجزء المليء من الكأس فهو يبحث عن المال ولا يعرف كم حجم المعاناة التي سوف يعيشها كضريبة فرضت على كل من سافر بعيدًا عن وطنه.
يحلم الكثيرين بالسفر ولكنهم بعد أيام قلائل بعد تحقيق هذا الحلم سرعان ما يشعرون بمعاناة الغربة المتمثلة في الوحدة والبعد عن الأهل والأحباب والعيش داخل مجتمع غريب عنه وعن عاداته وتقاليده التي تربى عليها.
إن معاناة غربة الوطن تبدأ عندما تقوم بجمع أغراضك وتحزيم أمتعتك وتوديع الأهل والأصدقاء عند تلك اللحظة لن تستطيع تمالك نفسك في لحظات الوداع فأنت لا تودع أشخاصًا فقط بل تودع كل ذكرياتك الجميلة مع الشوارع والأماكن والمقاهي وكل ماكنت تراه سيئًا في نظرك سيحلو لك تذكره في الغربة، فالعربة ليست غربة الوطن الذي ولدت وربيت فيه بل هي غربة أوطان صغيرة بداخلنا نغادرها رغمًا عنا، وأحيانًا قد نعاني من الغربة ونحن داخل الوطن وبين الأهل ولكن تلك الغربة سرعان ما يزول أثرها بعد زوال السبب الذي نعاني منه، أما الغربة عن الوطن بالسفر تترك آثارًا نفسية سلبية وأخرى إيجابية لا نستطيع أن ننساها أبدًا.
وهناك أسباب عديدة تدفع الشخص إلى السفر والغربة عن الوطن فهناك من يسافر بحثًا عن إيجاد فرصة أفضل للعمل والربح وهو السبب الشائع وأهم دوافع الغربة عن الوطن من أجل الحصول على حياة أفضل في المستوى المعيشي والحقوق والعدالة والأمن والتي يعاني الكثيرين في العديد من الدول من عدم توافرها داخل الوطن وبذلك تكون غربة الوطن إجبارية فرصتها عليه الواقع المؤلم.
وهناك من يسافر من أجل الحصول على العلم واستكمال الدراسة والحصول على درجات علمية متميزة، وهناك من يسافر من أحل تحقيق الاستقلال والاعتماد على النفس في تكوين مستقبله، وقد يسافر البعض حبًا في التنقل والترحال واكتشاف المزيد من الأماكن والتعرف على ثقافات أخرى
لا شك أن كل التجارب التي يمر بها الإنسان تترك آثارًا في حياته، وتجربة مثل تجربة غربة الوطن تترك العديد من الآثار السلبية والإيجابية داخل الإنسان المغترب
الوهلة الأولى التي يأخذها المغترب نتيجة لاختلاف الثقافة بين وطنه وبين المجتمع الذي انتقل إليه، مثل اختلاف العادات والتقاليد والسلوكيات تلك الصدمة التي سرعان ما تشعرك بغربة الوطن والحنين إلى العودة لعاداتك وتقاليدك التي نشأت عليها.
مشكلة اللغة وكيفية التواصل مع الآخرين ولا يساعدك في تخطي تلك العائقة غير تعلم اللغة الأم التي تتيح لك التواصل داخل البلد الجديد.
الحصول على عمل أو وظيفة يعتبر من أحد المشاكل الكبرى التي تواجه الشخص المغترب بجانب مشكلة فرق العملة.
الشعور القاتل بالوحدة أو ما يعرف بمتلازمة الطفل الجديد ويصاحب هذا الشعور الإحساس بالخوف من وجودك بين غرباء ولكن ما يساعدك في التخلص من هذا الشعور هو أن تتذكر السبب والدافع وراء هجرتك لتلك المدينة
أما عن إيجابيات غربة الوطن فهي أيضًا تعتبر بمثابة خبرات لن تستطيع اكتسابها إلا من خلال السفر مثل:
أول شيء يكتسبه المغترب عن وطنه هو التعرف على الثقافات الأخرى واكتشاف المزيد من المعلومات عن المدن.
اكتساب العديد من الخبرات المعرفية وزيادة التوسع الإدراكي نتيجة للتعرف على أنماط حياة جديدة.
غربة الوطن تكسب الفرد قوة في الشخصية نتيجة الاعتماد على النفس في تأسيس حياة كاملة.
توسيع دائرة المعارف الاجتماعية بالتعرف على مزيد من الأصدقاء من خارج الوطن من أعراق وديانات مختلفه



