مقالات

مراجعة قرارنا الزراعي

 مصر:إيهاب محمد زايــــــــد

هناك لعبة جميلة وهي الغميضة التي تترك وراءها البحث عن أحد الافراد ويمسك به ثم يمارس هو الغميضة. هذه لعبة جميلة للأطفال ولا يصح أن تكون لعبة الشعوب. نعم الشعوب تلعب الغميضة يلعبها معهم الغزاة، المستعمرين وأخيرا المدسوسين بين أفراد الشعب لم تفلح معها أن ندس بينهم رجل منا حتي الأن علي الأقل أو مستوي ما وصلت له من معلومات حتي الأن. هذا ما يحدث عندما تأتي الحملة الفرنسية تجرد مصر من نباتاتها وتضع نسخه منه في كتاب وصف مصر وتنشأ المجمع العلمي ويأتي ثائرون بلا سبب ليحطموه وكأنهم حطموا رأس مصر. هذه ليست الحقيقة. إن فرنسا جمعت من المستعمرات مخزونا زراعيا وفرت لها الاستدامة والاستمرارية والاستقرار في محاصيلها الزراعية والبستانية. الأدهي أن شركاتها تشرب الماء وخصوبة التربة والعوامل الجوية عندما تستثمر في محاصيل إستراتجية في بعض البلدان في أفريقيا حتي الأن ظاهره الاستثمار الزراعي بينما هو بباطن الأرض نحر لهذه الموارد الزراعية وهي رغيف عيش هذه الشعوب وأكلها. من ينصر فرنسا إلا كل مستبد، لم يقرأ تاريخ وهو جينات إستعمارية في عقل الامبراطورية الفرنسية قبل وبعد الملك في فرنسا وأن الثورة الفرنسية لم تكن إلا رحم لمصاصي دماء العالم والشعوب حضر إلينا الإستعمار الانجليزي كمن يأتي ليأخذ نصيبه مما فعلته فرنسا لكن هناك جانب فرنسي وهذا هو الجانب الانجليزي سبعون عاما من الذل والعار في شئونا الادارية حتي جاء الضباط الأحرار وخرج فاروق تاركا رسالة لهم” إن حكم مصر صعب للغاية”” لم يكن هو حكم الطائفة السياسية التي كانت تغير الحكومات كل يومين أو ثلاثا علي الأكثر بل هو هذه الموارد التي تملكها مصر إلي العالم. لا يعرف المصريون مقدار هذه الخزائن ولا المدائن بينما ينظرون بهتافات طائفية في لعبة غميضة جديدة بأن الرئيس الراحل مبارك لدية ثلاثة وسبعون مليار دولار ترك الناس الموارد والعمل واتجهوا إلي مطالبة العدالة في التوزيع كانت معلومات مدسوسة وليست صحيحة وهناك مؤشر ليس أسف ياريس بل هو الدولة المصرية نفسها في تكريم جنازة الرجل لأنه لم يكن إلا مجتهد يحتاج إلي التحسين بينما هم أرادوه خائن وعميل وشتان بين الضفة الشرقية للكلمة والضفة الغربية للأخري. لا أكتب هذا إلا أستهلالا بأنه منذ إنتهاء عصر المماليك وحتي الأن وثرواتنا الزراعية في نحر وهدر وهذا أثر بشكل كبير علي الانتاجية الزراعية وعلي قرارانا الزراعي

أولا:

السماد المعدني والتجربة المستدامة حضر الانجليز إلي مصر ووجدوا عالم من التنمية الزراعية باقي من نهضة محمد علي كان الانجليز يستخدمون السماد المعدني بينما المصريون يستخدمون السماد العضوي ولمن لا يعرف فإن فكرة السماد المعدني هي فكرة ألمانية تم تعمميها في أوروبا في توقيت قبل الاحتلال الانجليزي تقريبا بثلاثون عاما, إندهش الانجليز من إستخدام السماد العضوي وهو روث الماشية. قرر المستعمر الانجليزي إقامة تجربة علمية وهو مقارنة السماد العضوي بالسماد المعدني وسمو هذه التجربة التجربة المستدامة وذلك للفحص والحصول علي القرار العلمي الصائب. ليس هذا وفقط بل أيضا أقاموا مثلها في انجلترا تحت ظروف انجلترا نفسها ومقارنة التجربتين ببعضهما البعض وهو ما أفرز من نتائج بأن السماد البلدي أفضل كثيرا في التنمية المستدامة حيث له الاستمارية الدائمة و الإستقرار بالتربة. لم يتركنا الإنجليز في هذا العلم المستوطن محليا بل أدخلوا لنا السماد المعدني بدعوة أنه يحفذ التربة ويرفع الانتاجية ونس الانجليز أنه عامل ملوث بالأساس يقضي علي بكتريا الريزوسفير حول الجذور والمسئولة عن خصوبة التربة وها نحن حتي الأن نعاني من هذا الفعل حتي هذه اللحظة بل ذهبت أوروبا وأمريكا الأن إلي الزراعة العضوية الخالية من المبيدات والسماد المعدني.

ثانيا:

الإستدامة في إنتاج أصنفنا النباتية والحيوانية علينا الأن أن نفرق بين الاستدامة والاستمرارية والاستقرار. الاستدامة (بالإنجليزية: Sustainability)‏ هي مصطلح بيئي يصف كيف تبقى الانظمة الحيوية متنوعة ومنتجة مع مرور الوقت.وفي اللغة استدام الشَّيءُ: استمرَّ، وثبت ودام. والاستمرارية”Continuities'”  يمكننا أن نجد أصل كلمة “استمرارية” التي سننتقل الآن إلى تحليلها على أنها “جودة عدم الانقطاع” الاستمرارية مصطلح يشير إلى الصلة بين تلك الأشياء التي ، بطريقة ما استمرار ، في متواصل . منذ بعض الوقت ، تم استخدام المفهوم  الاستقرار هو الثبات والسكون. لفظ استقر ارتبط بالجانب المادي (الجبل). هناك استقراران: استقرار مؤقت واستقرار دائم. إن مفهوم الاستقرار هو مفهوم يشير إلى دوام خصائص عنصر أو حالة مع مرور الوقت ، من حالته المستقرة أو الثابتة. يمكن تطبيق الاستقرار كخاصية لظواهر فيزيائية معينة. ساضرب مثلا من أحد أصدقاء عمري وهو من أكبر مربي القمح بمصر جلسنا علي غذاء علي الأرض بجوار عملة نتحدث عن عمر الأصناف التي تطلق من مركزناالبحثي ووجدنا أن عمر تربية الأصناف ثلاثة عشر عاما وأن عمر مكوثها بالأسواق هي ثلاثة عشر عاما علاوة علي عامين للأثر الاقتصادي لرأس المال الزراعي بالأسواق. هذا يعني إن هناك استدامة ناقصة للغاية بل لم تتحقق وأيضا لا توجد استمرارية وهذا يعني عدم أستقرار وبالرجوع إلي ما ضينا نفس الرياح التي تأتي من اوروبا ونفس الأصداء التي تتغير سلاتها ونسلها من عام إلي عام لكنهم كانوا بالماضي أكثر إستدامة من مفهومنا اليوم والسبب يرجع أنه بعد تجرابنا الوطنية وقبل إطلاق الصنف في الأسواق علينا مراجعة الاستدامة وهو ما يعود بنا إلي

أولا:

التجربة المستديمة ليس كل ما تخرجه البحوث يصلح إلا الاختراعات والاكتشافات منها وبالرغم إنني مع حرية البحث والتجريب إلا إن خطورة الأمر هو أخذ قرار سياسي أو قرار إداري. لذا ما ينقصنا هو دراسة متأنية للاستدامة لأصناف النبات والحيوان. ربما يأتي لأحدكم هاجس بأن التسارع بين زيادة عدد السكان وبين الانتاج النباتي والحيواني يحتاج إلي وتيرة أسرع نعم ولكنه يحتاج إلي الاستدامة أيضا وليس الاستمرار المؤقت أو عدم الاستقرار بالأسواق. الأن عرفت أن التجربة المستديمة شيئ مهمة للغاية وهو دراسة كل العوامل وأختبرها بعدما درس الباحث عاملين المرض والانتاجية وأنها تزيد وتصقل الباحث وتوسع المفهوم. ولهذا تم إنشاء المحطات الزراعية بالمحافظات المختلفة. إلا إن هذه المحطات لم يكن بها مفهوم الاستدامة إلا القليل والنادر وهو ما نطلبه الأن.

ثاالثا:

الشيفونية الزراعية كانت كوادر مصر الزراعية عبارة عن مهندسين زراعيين تخرجوا من أول كلية زراعة بمصر والشرق الأوسط وأفريقيا هي كلية زراعة القاهرة في عام 1935 ولم تكن نسب الحصول علي الماجستير والدكتوراة كما هي عليه الأن تقريبا نصل إلي أكثر من 25 ألف من عدد الممارسين للبحوث الزراعية بمصر فعليا. وكان الرواد الزراعيين أكثر دأبة بالعمل وأيضا أكثر ثقة وخطواتهم واسعة حتي إن محطاتنا الزراعية بعد إنشاء مركز البحوث الزراعية عام 1971 لم تكن إلا علي يد المهندسين الزراعيين وهو ما يحتاج منا مراجعة ووقفة للخرجين فقليل منهم ما يعرف مفهوم الاستدامة للتجارب الزراعية. الأمر الأكثر خطورة هو التنوع في السمات والصفات الشخصية التي تحتاج إلي ترشيح وأختبارات دائمة. إلا إن الادارات المختلفة لا تسمح أحيانا بإبداء الرأي وأن الحديث يكون من منصات لا تريد حل مشاكل بل لا تصدرها وتريد أن تنفذ أوامر سياسية فقط لحماية المنصب. هذا خلق نوع من عجرفة الادارة وعدم الاستماع لوجهات النظر والتباعد عن الحقيقة العلمية وهو ما يهدد الاستدامة علي الرغم من أنا لنا خطط إستراتجية واسعة المدي إلا إنها بمطابقة الواقع ناقصة ولا أحد يعترض. وهو ما يعطل القفذات في الانتاج والادارة وتبقي المصلحة الشخصية الحاكم بأمر الله في إدارتنا الزراعية وهو ما يحتاج إلي لغة بسيطة بالحوار وقانو يخضع له الجميع وأنتقاء الكوادر بشكل أفضل لا يخضع لترتيبات المصالح والأهواء. وهو ما يعطل مفهوم فرق العمل ويجعل في التخصصات المختلفة تشاجر كبير وليس تكامل منصف

رابعا:

مواردنا الوراثية لا يعلم من ثار في 2011 بأن من علمه التظاهر أخذ قوت يومه وأنه كان في غفلة واسعة المدي حيث إن مواردنا الوراثية خرجت منذ قدوم سليم الأول وحتي نكسة 1967 حيث إن العدو الصهيوني أخذ كل ما في سيناء وضع جزء منها وعلي أسرائيل أن تفتخر ببنك الجينات لها لأنه يحوي تراكيب وراثية نادرة من سيناء من فلسطين ومن لبنان وإن إنشاء ها كان علي أساس زراعي بالمقام الأول هكذا باعوا النخل بالمدينة المنورة والأن بتروا معالم ثروتنا النباتية بسيناء. الأدهي إن هذه الموارد الوراثية يوجد منها نسخ في أمريكا. ونشكر الولايات المتحدة الأمريكية ولأول مرة لسببين أولهما إنها أحنفظت بأصولنا الوراثية والثانية أنها يمكن أن تمنحنا إياها لكنها تحتاج إلي قرار قومي كما نفعل مع الأثار. فإن رحلات الجمع لهذه الأصول يكلفنا مبالغ طائلة بينما استيعادتها مرة أخري يجعلنا أكثر رشاقة في تحسين برامج التربية الزراعية والأصل الوراثي ليس نبات ولا حيوان فقط بل هو بكتريا وفطر وفيرس نافع وضار وهي الثورة والموارد البيلوجية لمصر. وعليك أن تعلم أن مقدار الاختلافات قل لدرجة أنه عندما تربي للنتاجية لا تصل أحيانا لزيادة مقدارها واحد صحيح بل هي كسور عشرية علاوة علي تحمل الظروف الاجهادية حيوية وغير حيوية أضافة إلي هذا هو الثبات في ظل التغيرات المناخية. وهنا علينا أن نفرق بين الثبات العامة طويل الأمد والثبات الوراثي في برامج التربية التي تدرسه وعليه لغظ في مصر حيث إن من أخترع الثبات الوراثي هو الأمريكان لتباين الظروف المناخية للولايات وهذا المدي الواسع من التغيرات الجيولوجية في الأرض. إن النباتات النادرة تعامل علي إنها إحدي الأثار بل هي هوية قومية يجب أن نحافظ عليها وليس هناك فرق بين صناعة الهوية الثقافية وبين رغيف العيش والفول والطعمية.

خامسا:

القرار السياسي الزراعي إن التسليم بنتائج التجارب الاستدامة هو أفضل شيئ يجعل المدي في الاستمرار أعمق وأكبر وهو ما نحتاجة في دراسة العوامل علاوة علي المستوردات التي نطلبها وتتأقلم سريعا معنا علينا بمراجعة دوامها حتي تظل بالأسواق لأكبر فترة ممكنه وأن هذا لا يؤثر علي تنوعنا الحيوي بل يضيف له إن كان خاليا من الأمراض والحشرات وهي مسئولية الحجر الزراعي. بل علي التنوع الحيوي بوزارة البيئة أن يطلب ما نهب من تنوعنا الحيوي وأن يكون التشريعات لذلك في هذا الاتجاه أين عينات الأهالي التي أخذتها جامعة ميرلاند من جنوب مصر. لقد أهدرها المصريون بينما استنفعت بها أمريكا وهذا فرق بين من يقاتل علي الموارد أو يسمح ببيعها أو إهدارها أو إندثارها وهو ما يحتاج نظرة سياسية بيئية جديدة ومتوافقة مع الانتاج الزراعي. الأهم أن يكون لنا قرارا سياسيا في جمع وحصد نباتات المحميات الطبعية التي تعتبر مخزونا استراتجيا للأصول الوراثية بمصر كتبت هذا لأنه غذاء الأجيال القادمة وثرواتهم الطبعية وأسباب نهضة مصرية قادمة للغذاء وثبوت في ظل التغيرات المناخية ومناشدة كبيرة باستعادة تراكيبنا الوراثية ببنوك الجينات العالمية. ووضع سياسة كبيرة للأصول الوراثية بمصر تقوم علي الحفظ والتخزين والادارة وصنع سياسات قائمة عليها. أخيرا ععليك أن تعرف بأن العالم يعامل عينات الأهالي لدي الفلاحين وأصنافة القديمة معاملة الأسرار الحربية وأيضا كمن يحرس مفاعلا نوويا عليه كتيبة من الحراس لأي معتدي ويصنع لها هيبة وقيمة. الأهم أن هذه التراكيب الوراثية تنسخ في موقعين أو ثلاثة مواقع لمجابهة أي خطر محتمل. الأصول الوراثية أصبحت عامل إقتصادي كبير ومهم في أستدامة الانتاجية الزراعية لذا فإننا بحاجة غلي بنك جينات أخر في توشكي وأن يكون أكثر شمولية مما هو عليه الأن وأن تطالب وزارة الخارجية بعودة أصولنا الوراثية التي خرجت منذ قدوم سليم الأول وحتي هزيمة 1967 عاشت مصر حرة أبية فأنا ابن منها يخشي عليها ويحبها ويعشق هذا الجيش كما يحب هذا الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى