* خط الغاز بين إسرائيل وقبرص واليونان “في علم الغيب” وقد يكون مناورة سياسية مع مصر ** “إيست ميد” ليس بديلا عن التصدير من خلال مصر ولكنها مسارات متنوعة ** أسامة كمال: تصديت لمحاولة الإخوان “مجاملة” تركيا للاستفادة من غاز المتوسط ** أطماع تركيا في البحر المتوسط قديمة ولا تأثير لاتفاقها مع ليبيا على مصر ** استيراد الغاز من إسرائيل من أجل إعادة تصديره ومصر تصدر حاليا للأردن ** الصراع في الشرق الأوسط هدفه تأمين إسرائيل واحتياجات الغرب من الطاقة ** عملية إصلاح أسعار الطاقة “بدون بنج” انتهت والشعب تحمل ثقة في السيسي ** مصر لديها فرص واعدة لتحقيق اكتشافات كبيرة في البحرين المتوسط والأحمر ** لست مع تصدير المادة الخام مثل الغاز ولابد من تعظيم القيمة المضافة لها
تتجه الأنظار بقوة في الفترة الأخيرة إلى اكتشافات الغاز المتزايدة في شرق البحر المتوسط، التي يرى البعض أنها قد تصبح شعلة لصراع على ثروة غيرت خارطة المنطقة على المستويين الاقتصادي والسياسي.
فاكتشافات الغاز الكبيرة في شرق المتوسط، والتي ظهرت في السنوات الأخيرة، زادت أهمية المنطقة، وأشعلت المنافسة بين دول شرق المتوسط، التي تريد كل منها أن تحجز لنفسها نصيبا من كعكة الغاز.
غاز المتوسط ليس مهما فقط للدول المنتجة له، لكنه مهم أيضا لأكبر سوق مستقبلة له، وهي أوروبا، التي تسعى بدعم أمريكي، إلى تنويع مصادرها من الطاقة، والحد من سيطرة روسيا على واردات الغاز الأوروبية، التي تستحوذ وحدها على ما يقرب من نصفها.
وفي خضم هذا الصراع المشتعل، برزت مصر كنجم ساطع في سماء المتوسط، بعد اكتشاف حقل ظهر العملاق، في 2015، والذي دخل الإنتاج بالفعل في وقت قياسي، لتفرض مصر مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الغاز بالمنطقة.
في هذا الحوار مع واحد من خبراء مصر المهمين في قطاع البترول، وهو المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق، نتحدث عن حلم مصر في التحول لمركز إقليمي للطاقة، خاصة بعد أن بدأ رسميا ضخ الغاز الإسرائيلي لمصر، اعتبارا من اليوم الأربعاء، ومصير هذا الحلم بعد الإعلان عن خط “إيست ميد” بين إسرائيل وقبرص واليونان، لتصدير الغاز لأوروبا، والاتفاق المزعوم بين تركيا وليبيا على ترسيم الحدود البحرية.
وإلى نص الحوار:
** هل خط الغاز “أيست ميد” بين إسرائيل وقبرص واليونان يهدد خطة مصر للتحول لمركز إقليمي للطاقة؟ الخط الجديد لا يؤثر إطلاقا على مصر، وليس بديلا، لكنه يعتبر خططا بديلة وطبيعية، كل الدول تنفذها، حتى لا يكون اعتمادها على خط واحد، كما أن الغرض منه قد يكون مناورة سياسية، حتى يحسن شروط التفاوض مع مصر عند الاتفاق على تصدير الغاز عبر محطتي الإسالة في إدكو ودمياط. وهذا الخط لم يعلن عنه بشكل مفاجئ ولكن مصر على علم به، ولابد أن نكون منفتحين على أن كل الدول تسعى لتأمين نفسها بخطط احتياطية بديلة، هذا الأمر ينطبق على مصر مثلا في تأمين احتياجاتها من المواد البترولية من أكثر من مكان، ولديها عقود احتياطية، هكذا تفكر الدول، وأيضا الأفراد، فالبعض منا في منزله يستخدم سخان للغاز وآخر يعمل بالكهرباء، على سبيل الاحتياط، إذا توقف أحدهما يعمل الآخر. كما أن هذا الخط الجديد لا يزال في علم الغيب وأمامه تحديات عديدة، وقد يتوقف ولا ينفذ. أيضا احتياجات أوروبا في الصيف تقل، فأين سيذهب هذا الغاز؟.. سيكون عن طريق تسييله في مصر وتصديره لدول أخرى عبر السفن.
** هل تقصد أن إسرائيل يمكن أن تصدر الغاز عبر مصر أو الخط الجديد دون تعارض بينهما؟ لا يوجد غنى لخط عن الخط الآخر، أو بديل لخط عن الآخر، هي كلها خطط بديلة، حتى يضمن استمرار تدفق الغاز، وتحقيق إيرادات من بيع الغاز، فإسرائيل اكتشفت الغاز من سنوات، ولم تنتج منه، لعدم وجود مسار لتصديره. وطبيعي إن الدول المنتجة للغاز تفكر في أن يكون لديها أكثر من بديل للتصدير.. فماذا لو توقف الخط المصري لأي سبب.. هل يتوقف التصدير؟ .. وهذا الأمر ليس جديدا فهناك على سبيل المثال أربعة خطوط جديدة سيتم تنفيذها لنقل الغاز إلى أوروبا بخلاف الخط الروسي التركي الأخير “السيل التركي”.. فلماذا لم نقل أن هذه الخطوط قد تكون بديلا لمصر؟.. هي كلها خطط بديلة لنقل الغاز.. ولا أرى أن هناك ضررا على مصر من تنفيذ خط إيست ميد. والحقيقة أن المهم هو أن تعرف جيدا موقفك وأن تكون دارسا وفاهما خطواتك وأهدافك.. وهو ما أرى أن مصر تفعله، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي “مركز جدا وعارف هو عايز إيه وينفذه دون ضجيج”.
** “إيست ميد” ليس بديلا عن التصدير من خلال مصر ولكنها مسارات متنوعة
** أسامة كمال: تصديت لمحاولة الإخوان “مجاملة” تركيا للاستفادة من غاز المتوسط
** أطماع تركيا في البحر المتوسط قديمة ولا تأثير لاتفاقها مع ليبيا على مصر
** استيراد الغاز من إسرائيل من أجل إعادة تصديره ومصر تصدر حاليا للأردن
** الصراع في الشرق الأوسط هدفه تأمين إسرائيل واحتياجات الغرب من الطاقة
** عملية إصلاح أسعار الطاقة “بدون بنج” انتهت والشعب تحمل ثقة في السيسي
** مصر لديها فرص واعدة لتحقيق اكتشافات كبيرة في البحرين المتوسط والأحمر
** لست مع تصدير المادة الخام مثل الغاز ولابد من تعظيم القيمة المضافة لها
تتجه الأنظار بقوة في الفترة الأخيرة إلى اكتشافات الغاز المتزايدة في شرق البحر المتوسط، التي يرى البعض أنها قد تصبح شعلة لصراع على ثروة غيرت خارطة المنطقة على المستويين الاقتصادي والسياسي.
فاكتشافات الغاز الكبيرة في شرق المتوسط، والتي ظهرت في السنوات الأخيرة، زادت أهمية المنطقة، وأشعلت المنافسة بين دول شرق المتوسط، التي تريد كل منها أن تحجز لنفسها نصيبا من كعكة الغاز.
غاز المتوسط ليس مهما فقط للدول المنتجة له، لكنه مهم أيضا لأكبر سوق مستقبلة له، وهي أوروبا، التي تسعى بدعم أمريكي، إلى تنويع مصادرها من الطاقة، والحد من سيطرة روسيا على واردات الغاز الأوروبية، التي تستحوذ وحدها على ما يقرب من نصفها.
وفي خضم هذا الصراع المشتعل، برزت مصر كنجم ساطع في سماء المتوسط، بعد اكتشاف حقل ظهر العملاق، في 2015، والذي دخل الإنتاج بالفعل في وقت قياسي، لتفرض مصر مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الغاز بالمنطقة.
في هذا الحوار مع واحد من خبراء مصر المهمين في قطاع البترول، وهو المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق، نتحدث عن حلم مصر في التحول لمركز إقليمي للطاقة، خاصة بعد أن بدأ رسميا ضخ الغاز الإسرائيلي لمصر، اعتبارا من اليوم الأربعاء، ومصير هذا الحلم بعد الإعلان عن خط “إيست ميد” بين إسرائيل وقبرص واليونان، لتصدير الغاز لأوروبا، والاتفاق المزعوم بين تركيا وليبيا على ترسيم الحدود البحرية.
وإلى نص الحوار:
** هل خط الغاز “أيست ميد” بين إسرائيل وقبرص واليونان يهدد خطة مصر للتحول لمركز إقليمي للطاقة؟
الخط الجديد لا يؤثر إطلاقا على مصر، وليس بديلا، لكنه يعتبر خططا بديلة وطبيعية، كل الدول تنفذها، حتى لا يكون اعتمادها على خط واحد، كما أن الغرض منه قد يكون مناورة سياسية، حتى يحسن شروط التفاوض مع مصر عند الاتفاق على تصدير الغاز عبر محطتي الإسالة في إدكو ودمياط. وهذا الخط لم يعلن عنه بشكل مفاجئ ولكن مصر على علم به، ولابد أن نكون منفتحين على أن كل الدول تسعى لتأمين نفسها بخطط احتياطية بديلة، هذا الأمر ينطبق على مصر مثلا في تأمين احتياجاتها من المواد البترولية من أكثر من مكان، ولديها عقود احتياطية، هكذا تفكر الدول، وأيضا الأفراد، فالبعض منا في منزله يستخدم سخان للغاز وآخر يعمل بالكهرباء، على سبيل الاحتياط، إذا توقف أحدهما يعمل الآخر. كما أن هذا الخط الجديد لا يزال في علم الغيب وأمامه تحديات عديدة، وقد يتوقف ولا ينفذ. أيضا احتياجات أوروبا في الصيف تقل، فأين سيذهب هذا الغاز؟.. سيكون عن طريق تسييله في مصر وتصديره لدول أخرى عبر السفن.
** هل تقصد أن إسرائيل يمكن أن تصدر الغاز عبر مصر أو الخط الجديد دون تعارض بينهما؟
لا يوجد غنى لخط عن الخط الآخر، أو بديل لخط عن الآخر، هي كلها خطط بديلة، حتى يضمن استمرار تدفق الغاز، وتحقيق إيرادات من بيع الغاز، فإسرائيل اكتشفت الغاز من سنوات، ولم تنتج منه، لعدم وجود مسار لتصديره. وطبيعي إن الدول المنتجة للغاز تفكر في أن يكون لديها أكثر من بديل للتصدير.. فماذا لو توقف الخط المصري لأي سبب.. هل يتوقف التصدير؟ .. وهذا الأمر ليس جديدا فهناك على سبيل المثال أربعة خطوط جديدة سيتم تنفيذها لنقل الغاز إلى أوروبا بخلاف الخط الروسي التركي الأخير “السيل التركي”.. فلماذا لم نقل أن هذه الخطوط قد تكون بديلا لمصر؟.. هي كلها خطط بديلة لنقل الغاز.. ولا أرى أن هناك ضررا على مصر من تنفيذ خط إيست ميد. والحقيقة أن المهم هو أن تعرف جيدا موقفك وأن تكون دارسا وفاهما خطواتك وأهدافك.. وهو ما أرى أن مصر تفعله، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي “مركز جدا وعارف هو عايز إيه وينفذه دون ضجيج”.