مقالات

الاختيارات في العاشر من رمضان

مصر: إيهاب محمد زايد
لا يعرف كثيرون من الأجيال الجديدة أن ما بين هزيمة وإنكسار 1967 وبين النصر في عام 1973 بالعاشر من رمضان السادس من أكتوبر قصة كفاح شعب به كثيرا من التحمل والصبر والجلد ولم يكن يؤنس ظلام هذه الأيام إلا عمق حلم كبير كان يعيش في نفوس الشعب والجيش لوبدأنا بأحدهما ما أعترض الأخر. كان طلاب المدارس لا يأمنون علي أنفسهم بعد مذبحة بحر البقر. بل إن مدارس في المنطقة الشمالية من بورسعيد إلي رشيد كان تطلي النوافذ بلون لا يعكس أن هذه مدرسة وبالرغم من هذا كانت تتحطم نوافذ المدارس وكان الرعب يدب في نفوس الطلاب ومن تبرع من الأهالي لتعليمهم. حتي إن هؤلاء الأهالي كانوا يتبرعون ببيوتهم للتعليم بحلقات أشبة بحلقات الكتاب والصوفية ينشدون الأمل ويصلون له. بكل وقت وحين رغم هذه الضغوط من قلة الأمن والأمان. نعم كانت إسرائيل تصل إلي العمق وإنتهي هذا بأكبر معركة جوية معركة المنصورة.إختار الشعب الكفاح
في العمق كانت السلع التمونية كافية والشعب قنوع لم يتأفف بل كان يقول ويردد المهم أن ننتصر ورغم هذا الشعور إلا إن اذيال من الخيبة شعر بها الناس ولم يستسلموا وصابروا وصبروا. لم يكن المدرس سعيدا بمدرسته وكان يقوم بالتدريس، لم تكن الأمور أروعها ولم تكن هذه الرياح تأتي بما تشتهي السفن وهذه الأرض المباركة دنسها العدوان الذي لمس طهر شعبها فسكب عليه الهم والحزن. كانت الأفراح لتقبل العزاء من شهداء علي الجبهة. وكنت العرائس بحالة من الحداد. وكانت المواليد مشاريع جنود لتحرير الأرض. كانت كل سلعة تمونية لا تكفي لا يتذمر الشعب لم يقطع الشعب في بعضه البعض لطيبة وأصالة هذا الشعب. وعندما تريد أن ترفع الضغوط. إختار الشعب الضحكة بدلا من العبوس وأختار النكتة بدلا من الغم المستمر للتخفيف والتحمل والجلد كما أختار الأغاني التي تطهر قلبه ومشاعره بسلوي حكيمة لا تعبث به في الموج الشديد ويوفر جوا مناسبا لربان السفية أن يعيش براحة بلا ضغوط داخلية وهو ما يعبر عن أختيار للجبهة الداخلية من أجل العاشر من رمضان.
كانت الجنود أبناء هذا الشعب أختاروا أن يظلوا علي الجبهة ومنهم بعض من أقاربي مثلك عزيزي القارئ مكث علي الجبهة تسعة سنوات من التدريبات والعمل والحرب فمنذا أن ذهبوا إلي تحضيرات حرب 1967 ولم يعودوا إلي بيوتهم، مارسوا حياتهم وتكيفوا دون تأفف أو تذمر يقول إن هذه الجنود تتقاعس في خدمة وطنها. أو إنهم فكروا من الهرب رغم قسوة الضغوط المادية والنفسية إلا إنهم أختاروا تحرير الأرض وحفظ الأعراض وكان نفيرهم لا للهزيمة وأهلا بالموت في صفوف الجيش وعلي تراب هذه الأرض. والعظمة هي السماع للقادة وتنفيذ أوامرهم وهو ما يعبر عن الانضباط الشديد رغم هياج البحر من الظروف الداخلية والخارجية. رغم وجود المندسين والخونة لم يتم إستغلال جندي من هؤلاء ليخون بلده. كان الجندي يتقاض مبلغ زهيد للغاية يصصصل إلي ثلاثة جنيهات مصرية لا تكفي لتعفير سجائرة التي ترابط علي هذا المزاج المكدر من الضغوط
ستلاحظ من هذه الأختيارات لهذا الشعب أنه أصطف نحو وطنه نحو جيشة ونحو قيادتة ملحمة شعبية وبانوراما لجيش لم يكتفي بعد من صنع مجد لوطنه بل هو مستمر لانه يعيش علي هذه الأرض ويعلم أن بها خزائن هذا الكون وهو مستمر إلي أن تردد العبارة مرة أخري إجعلني علي خزائن الأرض. فهذا النور الروحي والاقنصادي علي الكون لا يهنئ مطلقا ومصر مازالت تسبح في بحر الضغوط من أزمات عالمية لا تنفك وتؤثر علي هذا البلد الأمين. بل تمتد إلي التحكم في التين والزيتون وهذه المضاعفات من سنبلة القمح فمازلنا نبحث عن فك الارتباط من رغيف الخبر لنتخلص من كل ضغط. ومن كل هزيمة أخري إقتصادية. والعمل ببساطة هو تشغيل عقل الشعب في الابتكار والابداع وليس في حسبة برمة للدخل بالفرد. علي العكس علينا أن نخرج من هذه الحسبة التي تدور في فلك الافق. نعم علينا أن نتغلب أو نتحرر من نواقصنا لنحمل إرادة حرة لهذا الحلم وهذه الخزائن المملؤة علي أرض مصر كيف نملؤها؟ كيف نقتصدها؟ وكيف لنا برفعة أحوال الفرد ، الوطن ، وأتباعنا وأصدقائنا لأنه منذ خروج الطاقة الأحفورية لم نفعل هذا. والأمر بسيط هو أن نختار الأرض لا أنفسنا، نختار الرفعة لنا وليس لمصالحنا الشخصية. بل نفعل الصفوف وليس هذه المهرجانات من موسيقي النشاذ في الغناء للصبر والجلد هنا نري حلمنا أملنا ورايتنا الخفاقة.
أتابع منذ ثلاثة سنوات مسلسل الأختيار وبالرغم من أن الادارة المصرية قررت أن تصارح شعبها بكل حقيقة وكل صغيرة ليتعرف الشعب علي مكامن الخداع في هؤلاء الذين يرددون شعارات إسلامية وكيف أنهم كانوا أحد أطراف معادلة للضغط علي الارادة المصرية منذ هزيمة 1948 وحتي الأن. بل إن الامر يمتد لاكثر من هذا فإن هناك علاقة مستترة مع المستعمر الانجليزي ومن بعده الأمريكان ليلوا معصمنا فلا نبني ولا نحارب. وأقول لهؤلاء بأن ارغام الجيش يعني نهاية العروبة والاسلام فالبرغم من إن ريالات الخليج تشتري كل شيئ فلم تشتري حتي الأن جندي يموت في سبيل عقيدته وأن تقدم ماليزيا وسنغافورة وتركيا واندونسيا ونيجيريا إلا إنهم جميعا بعيدا عن المسجد الحرام والمسجد الأقصي. وأنه مازال يحرسهم جند الغرب كما قال عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم الله الله الله علي جند الغرب هذا هو مكانة ومنزلة الجيش المصري. الخواجة اللمبي غصب جنود مصر فسقط المسجد الأقصي ولم يعود حتي الأن منذ السقوط وتراجعت مكانة المسلمين بل ويعاني المسحيين في بيت لحم رغم إن الادارة كانت في استانبول. وهذا هو الاختيار أن تختار الادارة المصرية الوعي للشعب بالرغم من غلاء الأسعار وتأفف الشعب إلا إنه يتاعب الوعي بكل شغف.
إن الاختيارات الثلاثة لم تكن للكاتب بلال فضل ولا لأي معارض سياسي بل هي للأجيال القادمة لنبني عليها في بناء الصفوف ونعم هناك حرية تعبير لكل كاتب ولكل مدون حديثا لكن الهدف في النقد يختلف فالمسلسل للوعي الشعبي وليس للتمجيد الشخصي كما يكتبون وأن هناك نزاع بين الأجهزة كما يدعون بل هناك تكامل وأصطفاف وهي طريقة عمل يمتاز بها الرئيس السيسي والأن ماذا ينفع التمجيد مع رجل زاهد يراقب الله لا يغني ولا يسمن من جوع فمن يعمل للقبر لا تهمه أراء الأحياء ومن أختار الوطن لا يهمه عبث كلمات يستطيع أن يصنفها بين النفاق والحقيقة. وأخر كلمة أن التاريخ أثبت أنه لا مانع مطلقا من بعض كلمات المدح للحاكم مالم يكن ظالم وهو مالا يتوفر في الرئيس السيسي بل علي جانب أخر هو يتحري الصدق كما يتحري العدل. الأهم إن كل صاحب تغير يقاومه الناس هنا لم يحدث إيمانا بما يفعل وهذا اختيار شعبي بامتياز أختار الرئيس شعب أختار أن ينهض من ركوده. كل عام ومصر بنصر. طابت ليلة العاشر من رمضان كما طابت ليالي شعب مصر كريم العنصرين. عاشت مصر حرة أبية، عاش الجيش، حفظ الله الرئيس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى