الصحه

أنت مربي أنت قدوة

بقلم رشا أحمد سويلم
أخصائية الصحة النفسية- مدرب معتمد
أهلابيكم مجددا في مقالات أنا وطفلي بصحة نفسية سليمة هنا هنكتسب ونتعلم مجموعه من المعارف والمهارات والقيم من اجل التمتع بالصحة النفسية للطفل والاسرة جميعا.
أما بعد ….
المربي المحب هو من يدرك جيدا أن محبته هي وقود وغذاء روحه للاستمرار والقيام كل صباح بنشاط وهمة لمتابعة مهامه نحو الأجيال التي سيترك أثره فيها بعده ، يرى أن حبه لدوره هي الشرارة الأساسية التي تحمل عنه عناء المهام المطلوبة.
ولنحافظ على هذه المحبة دون نسيان ، لأن عقلنا كثيرا ما ينسينا سريعا فمن الأفضل أن نكتبها في لوحة أمامنا ، مثلا (هدفي في الحياة ترك الأثر وأقوم بذلك عن طريق الإحسان في تربية أبنائي وتطوير عملي حتى أنال رضا خالقي)
كيف لأحد أن يحب مسئولية ومكانة عظيمة كالتربية دون أن يعرف نفسه أولا ، ويعرف غرضه في هذه الحياة ويربط هذا الغرض ، ثم يضع نصب عينيه قيمه العليا التي يعتنقها وبالتالي يفهم ما أهمية ما يقوم به ، فلنأخذ مثال
شخص غرضه في الحياة أن يترك أثر وأعلى قيمة عنده هي الأسرة والعمل والحب فهو سيعمل جاهدا حتى يغمر عائلته بهذا الحب وسيشعر أن التربية ووجوده في الأسرة تجعله في أفضل حالاته وهي أفضل وسيلة للوصول لتطبيق قيمه ، بينما شخص آخر قيمه العليا هي السفر والمرح والصداقة فهل سيكون سهلا عليه الإستقرار والتربية ؟ بالطبع لا ، ولو أجبر على الإستقرار دون إستعداده بنفسه لهذه المرحلة سيشعر بالغضب والثورة ولن يحب دوره في هذه المسئولية .
هل الشخص الأول أفضل من الثاني ، أيضا لا ، ولكنا مختلفون كل منا لديه أولوياته وشغفه في هذه الحياة ، وأن نعرف ما يهمنا وما نسعى إليه خطوة في غاية الأهمية حتى لا نشعر أننا نسير في مسار لا يزيدنا إلا ضلال وغم لا قدر الله، كان هذا مجرد مثال بسيط جدا لتوضيح أهمية معرفتنا كيف نفكر ولماذا نحن مختلفون وأدائنا مختلف .
العديد من المربين يخوضون رحلة التربية لسنوات عديدة ولا يبذلون من وقتهم وجهدهم للتعرف على كل أطفالهم ، فكل مرحلة عمرية لها خصائصها وإحتياجاتها ومشاكلها التي تختلف بالتأكيد عن أي مرحلة أخري .
لايقوم أحد بالسباحة وهو لايعرف العوم كذلك لا يجب أن يربي المربي وهو لا يعرف كيفية تربية الأطفال.
كلنا نواجه تحديات يومية والبشر حين يواجههم تحدي ما أو يقعون في مشكلة تراهم ينقسمون لفئتين ، فئة تندِب حظها وسبب وقوعها هي بالأخص في هذه المشكلة ، والفئة الأخرى تبحث عن حل للخروج من هذه المشكلة .
وفي التربية مثلا توجد العديد والعديد من التحديات ، مثلا طفلي عنيد كما يقول البعض ، صاحب عقلية المشكلة سيقف أمام هذا الطفل ورغباته وآرائه بالمرصاد ويرى أنه بلاء لا يستطيع التخلص منه ولا من أفعاله اليومية التي تُصيبه بالجنون .
أما صاحب عقلية الحل يبحث ويقرأ ويتعلم عن شخصية طفله ويعرف أن هذا العند إنما هو دليل على قوة الشخصية ، ثم يبحث عن طرق للتعامل معه و لتنمية مهارات طفله ويتدرب معه على الوصول لأفضل شكل ممكن وتطوير شخصية هذا الطفل بمرور الوقت والنظر له على أنه نعمة وليس مشكلة .
إذن عقلية الحل تعني أن يأخذ جانب إيجابي في التفكير في طرق الخروج من التحديات .
لكي يستطيع المربي أن يقوم بهذا الأمر يجب أ، يمتلك الأدوات والوسائل التربوية التي تساعده في المواقف المختلفة التي تحدث مع الأطفال مثل أدوات التربية الإيجابية والتي تشمل الحلول للعديد من المشاكل التربوية للأطفال
وإلى اللقاء فى مقال الأسبوع القادم حيث نلتقى أسبوعيا بمقالات تهمك وتهم طفلك .
كل تحياتي وتقديري لكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى