أخبار مصر

الفراعنة أول من حسبوا أيام السنة

متابعة: خلود فراج

يعد علم الفلك من العلوم التي ارتبطت بوجود الإنسان على الأرض ، والذي ارتبط في البداية بخوف الإنسان من الظواهر الطبيعية التي تحدث حوله، ولجأ إلى ضبط تلك الظواهر بقوى خرافية، وعندما نظر الإنسان الأول إلى تلك النقاط المضيئة ليلاً، وبدأ يتساءل عن تلك الكرة الصفراء المتوهجة أو المصباح الكبير الذي يضيء له السماء نهاراً، أو هذا القرص الفضي الذي تغمر أشعته ليل الأرض.

 

بات يفكر في وضع تصور للمكان الذي يعيش عليه في الكون، ويرصد ويسجل حركات تلك الأجسام، للإبحار في فهم أعمق لما يدور حوله، وبدلاً من الخوف من أشكال النجوم والظواهر الطبيعية بدأ يستخدمها في تحديد الاتجاهات، وعلم أن الشمس تبعث له بالدفء، وتعمل على نمو كائنات حية أخرى، وأن وجودها ضروري لبقائه مثل النباتات، وبدأ في ترتيب حياته باستخدام الظواهر الفلكية كتقويم وجدول زمني للأحداث التي يمر بها كخبرة يومية أو سنوية.

 

 

يُعريف علم الفلك بأنه «نشاط عقلي وفكري للبحث والكشف عن الحقيقة مثل الفلسفة» وهنا يلقي إبراهيم يحيى في كتابه «علم الفلك للهواة» لمحة عن بدايات علم الفلك في الحضارات القديمة، وعندما يذكر علم الفلك تاريخياً لابد من تذكر الحضارة المصرية القديمة التي قدمت للعالم أول رصد فلكي حقيقي للسنة وحساب عدد أيامها من خلال رصد ظاهرة الشروق الاحتراقي لنجم الشعرى اليمانية، حيث يشرق هذا النجم مع الشمس في الوقت نفسه تقريباً خلال يوم معين في العام.

 

لذا قاموا برصد شروق هذا النجم مرتين متتاليتين، وبتكرار الرصد وجدوا أن بين كل شروقين متتاليين مدة معينة، وكانت هذه أول محاولة في التاريخ الإنساني لربط علم الفلك بالتقويم وحساب السنين والأيام، وتعريف وحدة زمنية جديدة لحساب الزمن باستخدام حركة النجوم في السماء، وكان لديهم وصف لحركة الكواكب الخمسة بين النجوم، ومعرفة أوقات ظهورها في السماء (عطارد، الزهرة، المريخ، المشترى، زحل).

 

ليس هذا فحسب بل كل بناء في الحضارة المصرية القديمة له موضع خاص، سواء بالنسبة للنجوم أو بالنسبة إلى الجهات الأربع، وعند الحديث عن علم الفلك لابد من ذكر مصطلح الوقت، وتعتبر أول آلة دقيقة لقياس الوقت بواسطة الشمس فيما يعرف باسم المزولة أو (الساعة الشمسية) كانت إحدى أهم الابتكارات في الحضارة المصرية القديمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى