اقتصاد

خواطر مصريه. وجذب الاستثمار 2

بقلم

عمرو عبدالفتاح

#خواطر_مصريه
خواطر في جذب الاستثمار الخارجي..
استكمال للمقال السابق والذي تحدثنا فيه عن احد العوامل الهامه التي تؤثر علي قرار المستثمر في دخول السوق من عدمه و هي نقطة ضمان الحقوق وقت نشوب النزاع و تغطيتها ببند التحكيم الدولي..
نتطرق اليوم لبعض المعوقات البسيطه لكنها ذات اثر لا يمكن اغفاله في حسابات دخول السوق من عدمه..
مما لاشك فيه ان تمدد علاقات الدوله السياسيه والاقتصاديه مع محيطها الاقليمي له اثر كبير في فتح شهية المستثمرين…فمصر عضو في منظمة الكوميسا و النيباد و تربطها اتفاقات تفضيليه مع الاتحاد الأوروبي ما يجعلها من المفترض ان تكون مقصدا مغريا للاستثمار الخارجي نظرا لما تمثله هذه الاتفاقات من اليات لتسهيل التبادل التجاري مع دول حوض النيل و دول الكوميسا و انها تصلح لان تكون مناطق اعادة توزيع السلع الاوروبيه علي الاسواق الافريقيه…
لكن رغم ذلك لا نري تاثير هذه المميزات التفضيليه واضحا بنفس قيمتة في انعكاس علي حجم الجذب للاستثمار الخارجي ..
فيا تري ماهي الاسباب التي من الممكن انه قد تكون تسببت في عدم تناسب التدفقات الاستثماريه لمصر بنفس معدلات التدفق علي دبي او الهند مثلا ..
هنا نجد مجموعه من النقاط التي قد تسهم في اعادة نظر رؤوس الاموال للسوق المصريه واهمها.
أولا. تحقيق الاستقرار السياسي في اسرع وقت ..
فرجال مصر خلال مواجهتهم لجحافل الظلام في سيناء استطاعوا سطر بطولات باهره في الوطنيه و التضحيه وقد اثر ذلك كثيرا علي ردود افعال المواطنين علي وسائل التواصل و ايضا علي العديد من القنوات ما ادي الي تصدير صوره مغايرة للواقع من ان مصر تمر بما يشبه الحرب الاهليه بينما الموضوع لا يتعدي مجموعه من العمليات المحدوده في منطقه حدوديه متطرفه لا تؤثر علي سير الحياه في مصر بينما عكست مواقع التواصل اخبارا مبالغ فيها ادت الي تعزيز الصورة الذهنيه للمتابعين خارج مصر للمشهد المصري..

ثانيا..دور الاعلام
بالتاكيد فان الاداء المتواضع للاعلام ساهم في مفاقمة هذا الوضع باسلوبه الركيك..بينما فشل نفس هذا الاعلام من اظهار الانجازات الكبري التي حدثت علي ارض مصر من تطوير للبنيه التحتيه والطرق وما استتبعها من سيوله مروريه ملحوظه..
و هناك اختلاف كبير بين ان يكون الاعلام اداة لتملق النظام و بين ان يكون الية للدولة لتسويق نفسها سياحيا و استثمارياو اداة لتصدير صورة ذهنيه ايجابيه عن مصر والمصريين .كما دعمت الدوله بعض برامج التطوير الصحي و برنامج العلاج الصحي الجديد..

ثالثا..المظهر العام للدوله و الخدمات الاساسيه
.بينما اتجهت الحكومه ايضا للسعي في تغيير وجه العاصمه باحلال مناطق حضريه وتقديم علاج جذري للعشوائيات التي كانت تبث حاله من الفوضي في العاصمه و تخلق جوا غير ايجابي لصورة الدوله المصريه ..فان جودة الحياة اصلا و مستوي الخدمات قد يكون احد النقاط الهامه..ورغم ان مصر تعد من المناطق ذات الهدمات الجيده الا ان الخدمات الحكوميه والياتها تحتاج لاعادة هيكله كاملة و اعادة تدريب كوادر ليكون المواطن هو العميل الذي يمثل رضاه او عدمه معيار هاما لتقيم اداء هذه الجهات..

رابعا..التعليم
لا شك ان جودة اليد العامله هو احد النقاط المحوريه في تقييم الاسواق الموجه لها الاستثمار و مصر حدث فيها تجريف كبير للكفاءات خلال الفتره الماضيه و مع تدهور جودة التعليم اثر ذلك علي اداء اليد العامله ..رغم انها تظل من الأفضل في المنطقه الا ان الدوله تحتاج الي تركيز الجهود في ربط التعليم باحتياج السوق لتفرخ خريجين يمتلكون المهارات التي تؤهلهم للتطور والابداع .
كما ان تشجيع ثقافة التدريب المستمر للكوادر و خلق بيئة عمل محترفه سيكون له عظيم الاثر ان استطاعت الحكومه تقديم حزم تحفيزيه للشركات والمصانع و القطاع الزراعي لدعم برامج التدريب و تطوير اليد العامله و ايضا اليات الادارة و بوجه عام البيئه العامه للعمل..
واخيرا…فان مصر لاشك تمتلك مقومات جبارة للانطلاق..تاه منها زخم كبير بين فساد واضطرابات تبعت الثورتين المتتاليتين و سؤ ادارة ..ولكن مصر تستطيع القفز بسرعه كبيره ان توفرت الاراده والشجاعه لحل و مواجهة مشاكلها لا تجاهلها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى