المحامين وأزمة كورونا
كتبت/د. فاطمه العياط
في ظل هذه الأحداث التي تشهدها البلاد من إنتشار فيروس كورونا مما دعي إلي تعطيل العمل بمعظم منشآت الدولة بما فيها المحاكم إلا أن الأمر الغريب أن الدولة ومنشآتها شاركت في هذه الأزمة وداعمة لها وحاولوا توفير مبالغ نقدية وتوفير السلع الغذائية بأسعار منخفضة حتي يستطيع الشعب المصري تخطي هذه الأزمة وتحملها إلا أن تنتهي.
ونجد أن العديد من النقابات عملت علي أعضائها وقامت أيضا بتوفير قروض قصيرة المدى بالإضافة إلى العمل علي توفير منافذ البيع لمنتجات التعقيم والمواد الغذائية مساندين أعضائها لإجتياز تلك المرحلة الصعبة.
ولكن المفاجئ نقابة المحامين لم تهتم ولا تبالي بشئ ولا بأعضائها علي الرغم من إن عدد أعضاءها كثيرين ومواردها أكثر وبها مبالغ كبيرة إلا أنها لم تتحرك بخطوة واحدة حول المحامين ومصالحهم.
وكل ما إستطاعت فعله النقابات الفرعية هو تعقيم المحاكم وتوفير أدوات التعقيم وكانت مرة أو مرتين علي الأكثر وعندما تقدم العديد من المحامين بطلبات طالبين توفير قروض ولو قصيرة المدى بضمان ودائع نقابة المحامين لدي البنوك وصرف مبالغ نقدية طوال مدة الحظر وحيث أن العمل بالمحاكم لايزال مستمر والتحقيقات والتجديدات علي الرغم من تعليق الجلسات إلا أن النقابة لم تسعى لتوفير أدوات التعقيم ولا المنتجات الغذائية وقد طلبوا أيضا توفير استخراج بطاقات تموينية للمحامين متوسطي الدخل وعلي الرغم من إن هذه الطلبات ليس صعبة إلا ان نقابة المحامين لم تسعي لتحقيق أيا منها والنقابات الفرعية ليس في يديها شئ ولا توجد بها المبالغ النقدية التي تساعدهم على تحقيق مطالب المحامين وقد قامت النقابات الفرعية بتوزيع عدد من المواد الغذائية علي المستحقين من المحامين ولكن علي نفقتهم الخاصة دون إشتراك النقابة ولكن السؤال إذا كانت النقابات الفرعية ليست بها موارد فما الحل ؟ وإذا كانت النقابة العامة لم تهتم بالمحامين ما الحل ؟ وإذا كان النقيب العام يخشي من سؤاله عن أموال النقابة حيث أنه لم يتسلم النقابة من بعد ما الحل ؟ وما هو ذنب المحامين لكي يجنوا ثمار عناء تلك المهنة الصعبة هو اللامبالاة .
ومن المسئول ومن المتحمل للنتائج ومن بتصدي تلك القرارات لصالح المحامين.
وإذا كانت نقابة المحامين الأم والتي تسعي بدورها لتوضيح القانون أما المحاكم وتعمل علي تطبيقه وتجد الحلول لجميع القضايا أيا ماكانت علي مختلف القوانين.
أكل ذلك ولم يستطع ذلك الصرح التاريخي وهو نقابة المحامين من إيجاد حل لأبنائه وللأزمة التي يمرون بها.
أحقا النقابة الحرة الأبية التي تتصدي لجميع مشاكل الدول وأزماتها لم تتمكن ولم تملك القدرة على حل مشاكل أزمة كورونا.
ولكن السؤال ما الحل وماالذي يفعله المحامين طوال تلك المدة ؟ ومتي تنتهي اللامبالاة وعدم الإهتمام بهم؟ وحيث لا يوجد ردا واحدا علي المحامين ومطالبهم ولا تعاملا مع الظروف المعيشية الخاصة بهم هل يستطيعوا إجتياز تلك الأزمة دون عناء أو مشاكل ؟ هل يظل وفائهم للمهنة التي الحرة القوية كما هو علي الرغم من عدم مساعدتهم ؟ وأسئلة كثيرة خاصة بالمحامين ولا رد واحدا لهم وكان ذلك هو حال المحامين في ظل أزمة كورونا