المزيد

كسر أنف أردوغان في ليبيا وسوريا .. هو الرادع للبلطجة التركية

بقلم /  محمد عبدالمولي

*** الجنسية التركية لزوجة إخواني مصري محكوم بالإعدام

من قال إن عداء تركيا لمصر حديث.. أو معاصر.. بل إن هذا العداء عمره الآن 3300 عام.. كيف؟!.
بداية نقول إن الأتراك- الآن- هم الحيثيون القدماء- وهم سكان شبه جزيرة الأناضول- شمال جبال طوروس، وعداوتهم لمصر تبدأ من أيام تحتمس الثالث.. وترسخت أيام رمسيس الثانى، نجم الأسرة 19، التى حكمت مصر حوالى مائة عام بدأت عام 1305 قبل الميلاد.. وحاولت تركيا هذه القديمة، أى الحيثيين، ضرب الحكم المصرى لسوريا بأى ثمن.. ورمسيس الثانى هذا اشترك مع والده الملك العظيم سيتى الأول فى التصدى للأطماع التركية القديمة.. وزادت حدة العداوة بين تركيا ومصر، ولم يجد رمسيس الثانى هذا بداً من أن يقود بنفسه الجيش المصرى ليوقف تحرش الحيثيين بمصر، هناك فى سوريا.. وتعتبر معركة قادش أشهر وأكبر معارك مصر ضد هؤلاء الحيثيين.. وبسبب أهمية هذه المعركة حرص رمسيس الثانى «وهو سيد البنائين» على نقش صور تلك المعركة على جدران الكثير من المعابد.. سواء فى معبدى أبوسمبل- جنوب أسوان- أو فى معبد الأقصر وقاعة الأعمدة فى معبد الكرنك.. ورغم أنه حاول إذابة هذا العداء التركى لمصر بالزواج من ابنة ملك الحيثيين.. إلا أنه ظل محافظاً وحامياً للأراضى السورية من الأطماع التركية، أى الحيثيين!!.

ورغم جذور محمد على التركية إلا أنه لقن سلاطين تركيا دروساً عظيمة وصلت إلى حد قيام الجيش المصرى، بقيادة ابنه إبراهيم باشا، بعبور جبال طوروس، ودمر الجيش التركى تماماً فى عدة معارك.. ولولا تدخل دول أوروبا لاستولى الجيش المصرى على إستانبول!! وتفاصيل المعركة مسجلة على قاعدة تمثال إبراهيم باشا.. فى ميدان الأوبرا.
وكانت مصر فى كل هذه المعارك تدافع عن سوريا.. تماماً كما تدافع عن أرض مصر، وهذا هو سر الموقف المصرى- الآن- من العدوان التركى على شمال سوريا.
هو فعلاً.. عداء له تاريخ.. حتى ولو وصلوا إلى سواكن!!.

فقد أعلن سليمان صويلو، وزير الداخلية التركي، أن بلاده استدعت زوجة وأطفال الإخواني المصري محمد عبد الحفيظ حسين المحكوم عليه بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام، وتم ترحيله للقاهرة، ومنحتهم الجنسية التركية.
وقال في مقابلة مع إحدى الفضائيات القطرية الأحد الماضي إن الحكومة التركية استدعت زوجة الإخواني المصري، والتي كانت تقيم في الصومال، ومنحتها وأطفالها الجنسية التركية، مشدداً على أن بلاده عاقبت مسؤولاً بمطار إسطنبول اتهمته بالتورط في ترحيل الإخواني الهارب.

تعود الواقعة إلى فبراير من العام الماضي، حيث أعلن ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الشاب المصري محمد عبد الحفيظ حسين المحكوم بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام المصري، هشام بركات ، تم ترحيله إلى بلاده بطريق الخطأ، بعد أن قدم من مقديشو بتأشيرة غير سليمة، مضيفاً أنه سيتم فتح تحقيق في الواقعة.

من هو محمد عبدالحفيظ؟
———————————
وجاء تصريح أقطاي بعد أن كشفت عناصر وقيادات إخوانية مصرية تسليم تركيا لشاب ينتمي للجماعة، حكم عليه بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام هشام بركات.
وكشفت التفاصيل أن الشاب المصري، البالغ من العمر 29 عاماً، وكان يعمل مهندساً زراعياً بمدينة السادات بالمنوفية شمال القاهرة، وصل إلى مطار أتاتورك بإسطنبول في الساعة الثامنة صباح يوم 16 يناير من العام الماضي، بجواز سفر مصري قادماً من العاصمة مقديشو، حاملا لتأشيرة إلكترونية تبين أنها غير صالحة، فيما قال شباب من جماعة الإخوان بتركيا إن الشاب قدم لأجهزة الأمن التركية ما يفيد بصدور حكم بالإعدام ضده في مصر، طالباً اللجوء السياسي.

القيادات تنكروا له
———————-
وقالوا إن الشاب وعقب وصوله المطار، ورفض السلطات التركية دخوله، اتصل بقيادات إخوانية تقيم في البلاد، بينهم محمود حسين أمين عام الجماعة، وعادل راشد، وصابر أبو الفتوح القياديان بالجماعة، مضيفين أن قيادات الإخوان تقاعست عن التدخل، وقال بعضهم إنه ليس إخوانياً بل ينتمي لداعش، ولذلك رفضوا التوسط لدخوله تركيا.
وأثارت الواقعة غضباً عارماً تجاه قيادات الإخوان والسلطات التركية، خاصة بعدما أعلن شباب الجماعة احتجاز السلطات التركية 12 إخوانياً آخرين صادرة ضدهم أحكام قضائية، تمهيداً لتسليمهم لمصر.
ودشن شباب الجماعة “هاشتاغ” على مواقع التواصل أطلقوا عليه “ضد الترحيل”، يحثون فيه قادة الإخوان على التدخل، ومنع ترحيل هؤلاء الشباب، كما دشنوا حملات أخرى يستغيثون فيها بقادة التنظيم الدولي للإخوان للتدخل لدى السلطات التركية والإفراج عن زملائهم ومنع ترحيلهم.

العداء التركي لمصر ممتد عبر العصور

برغم أن البعد الزمني بين ثورتي يوليو/تموز 1952 ضد الحكم الملكي، وثورة يونيو/حزيران 2013 ضد جماعة الإخوان، إلّا أن موقف تركيا الثابت بعد الثورتين هو مهاجمتهما، والتشكيك بهما، وذلك لأنه سواء في العهد الملكي، أو في العهد الإخواني، كانت مصر تابعة لتركيا بالكامل، ولذلك استخدمت الأخيرة المصطلحات ذاتها المستخدمة اليوم ضد الدولة المصرية: “انقلاب على الشرعية”!
اقرأ أيضًا: لماذا يطمع الأتراك بمصر؟
هاجمت تركيا ثورة الضباط الأحرار، وشككت بهم، وهاجم إعلامها الرئيس المصري جمال عبد الناصر شخصيًا، الذي أصبح أول رئيس مصري لمصر في التاريخ، إذ رأت تركيا أن الثورة التي أعلنت مبادئها بالاستقلال التام، وحملت أهدافًا وطنية، تشكّل انتهاءً لنفوذها بالقاهرة، وانتهاءً لحلم تبعية القاهرة لسلاطين الأستانة العثمانيين.
فردّت القاهرة، بعد حملات التشويه التركية، بطرد السفير التركي من مصر منتصف عام 1954.

بينما كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أول من اكتشف أمر دفع مصر جزية لتركيا، وطرحها على الرأي العام، بحسب كتاب “سنوات الغليان” لمحمد حسنين هيكل. وأورد هيكل في الكتاب أن الحكومة المصرية -ورغم انتهاء الخلافة العثمانية- إلا أنها ظلت تسدد الجزية العثمانية من سنة 1915 وحتى 1955، دون وجه حق أو أسس مشروعية. وتطالب مصر اليوم باستردادها، بسبب عدم قانونيتها، لأنها جاءت كوجه من أوجه التبعية التي كانت تُمارسها الملكية الحاكمة في مصر قبل ثورة الضباط الأحرار.

فهل أصبحت المنطقة العربية مجالًا حيويًا “للسلطان” إردوغان؟

وبينما كانت مصر محسوبة على المعسكر الشرقي، المناهض للإمبرالية الغربية، كانت تركيا أهم حلفاء الدول الغربية في الشرق، وبسبب زيادة التقارب بين سوريا والاتحاد السوفيتي، دفع المعسكر الغربي -على رأسه الرئيس الأمريكي إيزنهاور- حليفتهم تركيا لتهديد سوريا واحتلالها، حتى قامت بحشد جيشها على الحدود الشمالية لسوريا عام 1957، مهددة باجتياحها، إلّا أن جمال عبد الناصر أعلن وقوف الجيش المصري إلى جانب سوريا، وأرسلت مصر قوات المظلات إلى سوريا للدفاع عنها في حال وقع هجوم تركي، مما اضطر حشودات الجيش التركي للتراجع. وبعدها بعام، قامت الوحدة بين سوريا ومصر، في تحد واضح للأطماع الغربية والتركية.

الأمر ذاته تكرر مرة أخرى بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، عندما ثار الشعب على الإخوان الموالين لتركيا، ثم تغيّرت السياسة الخارجية المصرية 180 درجة تجاه سوريا. وبعد أن قام محمد مرسي والإخوان بدعم الإرهاب في سوريا منذ 2011، أصبح موقف مصر مساندًا لوحدة سوريا ومحاربة الإرهابيين فيها، ومع الحل السلمي وضد التدخلات الخارجية سواءً الغربية أو التركية، بل وقامت المخابرات المصرية بعقد مصالحات في مناطق الصراع داخل سوريا، بعدما كانت تركيا تموّل تفتيتها… بل وكانت مصر من أوائل الدول التي أدانت احتلال الجيش التركي لمدينة عفرين السورية.

إذًا، فقد وقفت مصر على مدار تاريخها، منذ ثورة الضباط الأحرار، سدًا منيعًا أمام الأطماع التركية داخل مصر أولاً، ثم في سوريا، ولهذا لم تتوقف تركيا عن محاولة تشويه تلك الثورة. بل ما تزال تدفع بحلفائها من جماعة “الإخوان المسلمين” إلى تشويهها، من خلال القنوات الإعلامية التي سلمتها أنقرة للإخوان الهاربين من مصر، وحولتها منبرًا للهجوم على ثورة عبد الناصر وثورة 2013، لأن الثورتين وقفتا في وجه الأحلام الإمبراطورية للسلاطين الأتراك، منذ سليم الأول إلى رجب طيب إردوغان.
وخير مثال على حملات التشويه الموجهة والمدفوعة تلك، هو قيام المذيع الإخواني محمد ناصر، في ذكرى ثورة يوليو/تموز بحملة “ردح” ضد جمال عبد الناصر من إسطنبول، فيما كان يمدح عبد الناصر وثورة الضباط الأحرار عندما كان متواجدًا في مصر!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى