هناك تغيير للأفضل في كل أمورنا كمصريين من استقرار الأمن والمعيشة.. تسهيل أمورنا الحياتية.. تطوير في التعليم.. العلاج.. وإتاحة الفرصة العادلة أمام المبدعين لينطلقوا.. توفير مسكن مناسب للجميع.. طرق.. مصانع.. حلول جذرية لسكان المناطق الخطرة والعشوائية.. ضبط أسعار.. وقوانين تنظم حياتنا وعلاقة المواطن والدولة.. والآخرين والدولة.
مصر تنطلق للأمام بقوة محسوبة وخطوات ثابتة، وبدأت تحتل مكانة مهمة في حل قضايا المنطقة.. وزادت الدولة المصرية من اهتمامها بأفريقيا وقضاياها، والنتيجة انهيار دوائر الشر المعارضة من صناع الإرهاب والمتاجرين بالدين وكارهى تاريخ الوطن العربي.
كتبت وقلت عن قناعاتي بأن الشر الموجه ضد مصر يتطور بمرور الوقت أو عندما ينهزم، والمتابع قد يرى سلوك محور الشر المعرض للدولة المصرية تظهر دول وينضم أفراد.
شخصيًا مازلت مقتنعا بأن محور الشر المعارض لنمو واستقرار وتقدم الدولة المصرية مازال موجودا وأصبح أكثر شراسة مع هزائمه في موقفه لزعزعة استقرار البلد وتعطيل مسيرتها.
أعتقد أن خطوات تركيا لتهديد مصر بتقديم المساعدات المتنوعة للمجموعات الإرهابية في ليبيا وتهديدات الرئيس التركى رجب أردوغان والتى جاءت على لسانه، بمد مجموعة «السراج» بكل المساعدات المطلوبة من طائرات ومدرعات وجنود، من أجل نصرة الجماعات المتطرفة والخارجة على القانون، ضد توجهات مصر بضرورة مساندة تقوية الدولة الليبية والمحافظة على وحدتها ومقدراتها وجيشها الوطني.
الموقف التركى الأخير من المشكلة الليبية هو ضد استقرار ليبيا وضد مصر، وبروتوكول التعاون بين مجموعة «السراج» وتركيا هو بمثابة تهديد للأمن القومى المصري، وتهديد لحياة ومستقبل الشعب الليبي، وهو ما قد يطيل زمن الحرب ويهدد حياة الليبيين ومستقبلهم.
وأعتقد أن أردوغان لن يتراجع عن تهديداته بإشعال وزيادة وتيرة الحرب بين الشعب الليبي، بعد أن أدان العالم خطوته مع السراج بالتوقيع على اتفاقية التعاون بترسيم الحدود البحرية والبنود الأمنية، أخرج سيناريو جديد بذهابه إلى تونس في زيارة مفاجئة يصحبه فيها وزيرى الخارجية والدفاع، بغرض ظاهرى التعاون مع ليبيا بينما أرى أن تلك الزيارة سيتم فيها السماح للسلاح التركى والجنود الأتراك بالدخول إلى ليبيا عن طريق تونس للحرب بجانب الجماعات المسلحة المتطرفة ومجموعة السراج ضد الجيش العربى الليبى بقيادة المشير حفتر، وهو أمر يهدد بحرق ليبيا.
الرئيس التركى عندما تقدم بقواته لاحتلال شمال سوريا بحجة المحافظة على الأمن القومى التركى ضد تهديدات الأكراد يهاجم مصر على مساندتها لاستقرار ليبيا والمحافظة على الشعب الليبى ومقدراته وثرواته.
أردوغان يسعى للنفط السورى والسيطرة على ثروات سوريا المختلفة بما فيها المحاصيل الزراعية، وقد طرد أهل شمال سوريا وسيطرت طائراته على مساحة خمسين كيلو مترا داخل الأراضى السورية، بينما السيسي في ليبيا لم يهدد حياة أى ليبى ولم يتدخل بقواته إلى الأراضى الليبية تاركًا العملية برمتها في وضع تصور بالحلول للشعب الليبي.. ومصر تربطها بالمشكلة الليبية روابط أخلاقية من حسن الجوار.. أردوغان في حربه على الدولة السورية انحاز لمصالحه حتى لو كانت على جثث سكان شمال سوريا.
الرئيس التركى من خلال زيارته لتونس سيعمل على أن تكون جماعة الإخوان المسلمين فيها – النهضة – أكبر الأحزاب التونسية بمثابة الخنجر في ظهر مصر.. الرئيس التركى بعد أن نجحت قوات الجيش العربى الليبى في سد المنافذ البحرية والجوية أمام إمدادات تركيا للجماعات المسلحة المتطرفة، وقد ظهر ذلك بعد اعتراض البحرية الليبية لسفينة أرسلتها تركيا كعملية جس نبض وفور دخولها المياه الإقليمية الليبية وحجزها بعد التحقيق مع طاقمها.. وأرى أن إسقاط الجيش الليبى لطائرات مسيرة تركية الصنع وتدمير مدرعتين تركيتين، الأمر هنا يؤكد إحكام سيطرة الجيش العربى الليبى على البحر والجو والأرض الليبية ومعناه وقف أى مساعدات تركية إلى الميليشيات المسلحة في ليبيا.
الدوله التونسية هنا في موقف صعب.. وأعتقد أن مصر والعالم يتابع انحياز إخوان تونس لتغذية الإرهاب في ليبيا ومساندة تركيا في تحقيق خطة الرئيس التركى لتهريب السلاح والجنود والمعدات إلى الداخل الليبى وإلى يد الجماعات المتطرفة والمسلحة والمدعومة من جماعة السراج والتى تقاتل الجيش الوطنى الليبي.. إخوان تونس هل سيوافقون على تأييد رؤية أردوغان بالسيطرة على ثروات الشعب الليبى وإطالة الحرب والتدخل المباشر وحماية الجماعات المسلحة وتقويتها لتهدد ليس ليبيا بل ومصر وقوى العدل الداعمة للشرعية الليبية؟ أم يرفضون ما حمله إليهم أردوغان ويمتنعون على فتح الحدود التونسية أمام العتاد والجنود الأتراك؟.
الرئيس التونسى قيس سعيد سيبرهن لنا من خلال موقفه على أنه يراعى مصلحة تونس بالامتناع عن الموافقة على الطلب التركى هو هنا سيبرهن من خلال المواقف أن تونس أولًا.
بينما لو تورط في خطة أردوغان هو هنا إنحاز لصالح الإخوان والإرهاب.. ولو انحاز للرئيس التركى عليه أن يدرك مبكرا أن نار الإرهاب بعد مساعدته سوف تمتد لبلده.