رشيد للبترول لأين

يكتبها
اسامه شحاته
بداية، هناك أمور عجيبة تحدث في قطاع البترول قد لا نستوعبيها، وقد لا يشفع تاريخنا الطويل في معرفتها. لأسباب منها الأجيال تتغير، والسياسات غالبًا لا تعلن أسباب القرار. فعند اختيار القيادات، قد لا يكون هناك معايير يتم على أساسها الاختيار، أو تتدخل العواطف أحيانًا لاختيار أشخاص ليسوا على المستوى. وبالأمس كنت أسأل عن شركة غاز عملاقة، شركائنا فيها، يا سادة، شركة شل العالمية، لكي أعرف من رئيسها أو مدير عملياتها، والكارثة أنني علمت أنه لا يوجد بها رئيس شركة بعد نقل رئيس شركتها المهندس محمد سمير، والذي قضى فيها أكثر من ثلاث وثلاثين عامًا، وتدرج في مناصبها حتى أصبح رئيسًا لها. وبالطبع ذهب الرجل رئيسًا للسويس للزيت، ومن وجهة نظري، ولأنني لا أعلم الخبايا، أقول رجل يعلم كل كبيرة وصغيرة عن الغاز تم نقله لشركة زيت، والفرق بين الاثنين كبير ويحتاج وقتًا لكي يتعرف الرجل على العالم الجديد. ألم تكن هناك شركة غاز ينقل إليها للاستفادة من خبراته؟ والسؤال الأهم: هل صاحب القرار عندما أخذ قراره بالنقل لم يلتفت إلى أن الشركة ليس بها مدير للعمليات؟ فكان المطلوب في نفس الحركة تعيين آخر وهل شركة بهذا الحجم والتاريخ لا يوجد بها رئيس ولا مدير للعمليات؟ فمن يديرها من الجانب المصري؟ هل مساعد المالية، مع احترامي الشديد له، يعلم ببواطن الأمور الفنية؟ ولو عرض عليه أمر فني، وقيل إن تكلفته كذا، فماذا سوف يفعل، يا سادة؟ وعدم وجود رئيس شركة في شركة مشتركة يعني أنك تجعل ممثل الشركة الحاكم والمتحكم فيها ووزارة البترول بها وكيل للوزارة للإنتاج، وهو شاطر ومشهود له بالكفاءة. فهل عجز عن تعيين رئيس شركة في نفس الحركة التي خرجت، أو هل القماشة ضيقة لهذه الدرجة؟
أقول: لدي عدد من أبناء القطاع، مهندسين وجيولوجيين، يصلحون لإدارة هذه الشركة والشركات الأخرى، والسبب أنني أعيش في جلباب أبي، نعرف الناس وندخل الشركات ونكتشف المواهب وكان كثيرون من الوزراء السابقين يجعلونك كعيونهم، ونبلغهم هم أو ممثليهم بذلك، وعلى الفور يتم متابعة الأسماء، وفي حالة نجاح الشخص، يُقلد المنصب، يا سادة. حرام أن نترك شركة بدون رئيس وبدون مدير للعمليات لأسباب لا نعلمها نحن ولا غيرنا أحيانًا، ولكن رسالتي للوزير الخلوق المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، الذي أعلم أنه يتم عرض كل المنشورات والنشرات الإعلامية عليه، وأعلم أنه لماح، وقد لا يمرر ذلك مرور الكرام. وهدفنا الإصلاح، لأن زيادة الإنتاج، خاصة في الغاز، تعني خفض الإيرادات، ونحن في أشد الحاجة للدولارات، يا سادة. والله الموفق والمستعان.