الطاقه اليوم

مع العسر يسر بقلم عبدالفتاح موسى

من المستحيل أن تظل الحياة دائما هادئة النسيم. بل هي مزيج من الشدة و الفرج ، من العسر و اليسر من الدمع و الابتسامة دائما بعد الليل يأتي النهار و بعد البرد يأتي الدفئ 

وعلي الرغم من أنني على يقين أن الخير من عند الله و الشر من أنفسنا كما جاء في قوله تعالى “ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك”

(سورة النساء: 79)

ولأن يا عزيزي كرم الله و رحمته لا حدود لهما ، فإن الوعد لم يأتي بأن بعد العسر يسر بل قال تعالى “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”. لم يقل بعدها، بل قال “معه”، ليؤكد أن الفرج لا يتأخر، بل يسير في قلب المحنة، يُعدّ ويُهَيّأ، وربما لا ندركه إلا حين ينضج في أوانه.

ولكن كل ذلك متوقف يا عزيزي على إيمانك بالله و يقينك و أنت في عز المحنة أن اليسر قادم لا محالة و عليك أن تعلم يا عزيز أن هناك ضوءًا في الأفق. فتمسّك بوعد الله.

 

تذكر يا عزيزي قصه سيدنا يوسف عليه السلام ،من ظلمات البئر إلى قيود السجن، ثم إلى عزة المُلك. لم يكن الطريق سهلاً، لكنه كان ممهَّدًا بالعناية الإلهية.

 

وفي واقعنا، كم من إنسان ضاق رزقه، ثم وسّعه الله من حيث لا يحتسب. وكم من مريض أرهقه المرض، فإذا بالشفاء يأتي بعد صبر طويل. وكم من قلب ظن أنه لن يفرح مجددًا، فإذا بالله يُنبت في داخله سكينة لا توصف.

 

إن العسر، وإن اشتد، لا يدوم. لكنه يمتحن قلوبنا: هل نظن بالله خيرًا؟ هل نؤمن بأنه أرحم بنا من أنفسنا؟ هل نرضى بقضائه، ونُسلِّم له، وننتظر الفرج بثقة لا تنكسر؟

 

الإيمان لا يرفع الألم، لكنه يمنحه معنى. يجعلنا نعيش العسر كمرحلة، لا نهاية. ونتعامل معه كوسيلة لصقل أرواحنا، لا كعقوبة. ومن عرف الله حقّ المعرفة، لم ييأس وإن تأخر الفرج، لأنه يعلم أن “التأخير” في ظنه، قد يكون عين الرحمة في علم الله.

 

فيا عزيزي كلما كنت مهموما و كلما أعيتك الحياة لا تيأس اعلم ان الفرج قريب و إن طال الانتظار فاليسر آتٍ لا محالة ، و إن طالت ليالي الحزن. فقط ثق بالله وادعه و تمسك بيقينك . فإن الله لا يُخلف وعده، ولا يُضيّع عبده، ولا يترك قلبًا تعلق به إلا جبره فإن مع العسر يسر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى