كتب:- السفير الدكتور فوزي الحبال
أكد مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى الأنبا أنطونيوس أن الكنيسة تصلي من أجل الكويت، ومن أجل سلامة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وتدعو العلي القدير أن يرجع سموه إلى وطنه وشعبه سالما معافى في القريب العاجل، لقيادة البلاد نحو مزيد من التقدم والرخاء والسلام والاستقرار.
الكويت التي لا تفرق بين الطوائف والأعراق، مؤكداً أن الحريات الدينية في الكويت مكفولة بدليل وجود كاتدرائية مار مرقس للأقباط الأرثوذوكس في مدينة حولي، وهي واحدة من أجمل الكاتدرائيات على الإطلاق، فضلاً عن الريادة الكويتية في مجال حقوق الإنسان.
وقد ائتمنني الله على هذه الرعية، ومن وقت إلى آخر يكون لي زيارات للاطمئنان على الرعية والشعب ومعرفة متطلباتهم واحتياجاتهم. ويقيم في الكويت عدد من الآباء القمامصة والقساوسة الموجودين هنا بشكل دائم لخدمة الشعب القبطي، لكنني أزور الكويت من حين لآخر، حيث إنها من البلدان التي أتولى رعايتها دينيا، وهي إلى جانب الكويت، سورية ولبنان والعراق والقدس والأردن.
وأرى أن المصريين الذين يقيمون في الكويت يشعرون بأنهم في وطنهم وعلى أرضهم وفي بلدهم الثاني، ولا يشعرون أنهم غرباء، وهو ما يدل على رحابة صدر الشعب الكويتي ومسؤوليه
وهذه الأجواء الودية التي نعيشها في الكويت هي ذاتها التي نعيشها في مصر، خصوصا خلال المناسبات الدينية مثل موائد الوحدة الوطنية في شهر رمضان المبارك وتبادل التهاني بين البابا وشيخ الأزهر. وهذه اللقاءات تزيد من الأجواء الأخوية والودية بين طوائف المجتمع المختلفة.
وذكر أن الكنيسة تبحث عن السلام، وتصلي باستمرار من أجل إحلاله في العالم أجمع، موضحاً أن الحروب والصراعات والاضطرابات تحرم الشعوب العمل والإبداع والابتكار والإنجاز. وأكد أن إسرائيل تعمل جاهدة على طمس الهوية المصرية والعربية والقبطية في دير السلطان التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصرية بالقدس، ونزع ملكيته منها، مشدداً على أن هذا الدير مملوك للأقباط منذ القرن السابع الميلادي.
القوات الإسرائيلية لا تبحث عن حقوق، لكنها تبحث عن منافع شخصية. بالوثائق والمستندات، وبحكم المحكمة الإسرائيلية العليا، فإن دير السلطان مملوك للأقباط وللكنيسة المصرية، لكن في وقت من الأوقات كان هناك خلاف بين مصر وإسرائيل، ووقفت الكنيسة المصرية إلى جانب وطنها وحكومتها، وكان العقاب بانتزاع ملكية هذا الدير وإعطائه للكنيسة الإثيوبية، في مقابل منافع شخصية، ولا أقول كلاما مرسلا، فهناك كتب يهودية موجودة في الولايات المتحدة الأميركية وأطلعت على 5 كتب مختلفة منها من ضمنها كتاب لمساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤكد فيه أنه تم انتزاع هذا الدير من الأقباط وإعطائه للإثيوبيين في مقابل منافع مختلفة.
الإثيوبيون يمثلون الحكومة الإسرائيلية، وهم في الأساس ليسوا يهودا، لكنهم مسيحيون، والدولة الإسرائيلية أتت بهم فيما يعرف بيهود الفلاشا لحجز أراض بهم وعمل مستوطنات جديدة من خلالهم، وبنفس التقليد يعملون ذلك داخل كنيسة القيامة.
دير السلطان يعادل نصف كنيسة القيامة، وهو الدور الأعلى من كنيسة القيامة ذاتها، والإسرائيليون يحاولون نسف أي وجود عربي داخل كنيسة القيامة، ومن هنا كانت وقفتنا الاحتجاجية، ورفضا ترميم الدير، حيث إن الترميم يهدف إلى طمس الهوية القبطية والعربية عن الدير.