
تراجع حاد في أسعار النفط والطاقة وسط مخاوف من تداعيات الركود الاقتصادي
كتبت: وفاء عبدالسلام
تواصل الأسواق العالمية تفاعلها مع التصعيد المتسارع في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وبعض شركائها التجاريين، مما يعزز التكهنات حول تأثير هذه التوترات على الطلب العالمي على النفط.
أسعار النفط الخام
تراجعت أسعار النفط اليوم الأحد بشكل قوي حيث هبطت عقود الخام الأمريكي بنسبة 6.5%، ليصل سعر البرميل إلى 62.23 دولارًا، بينما تراجعت عقود خام برنت بنسبة 5.67% لتسجل 65.86 دولارًا للبرميل.
هذا الانخفاض الحاد يعكس المخاوف المستمرة من تأثير الحرب التجارية المحتملة على اقتصادات العالم الكبرى، وهو ما قد يترتب عليه تراجع الطلب العالمي على النفط، خاصة من قبل الصين، التي تعتبر أكبر مستهلك للنفط الخام على مستوى العالم.
توقعات بهبوط أسعار النفط
تشير التوقعات من قبل العديد من المؤسسات المالية الكبرى إلى أن أسعار النفط ستواصل تراجعها في الأشهر المقبلة، حيث أبقى استراتيجيو السلع في مؤسسة “مورجان ستانلي” على توقعاتهم للنفط الخام الأمريكي عند 67.5 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من عام 2025.
كما توقعوا أن يتراوح متوسط سعر خام برنت حول 73 دولارًا للبرميل، على أن ينتهي العام الحالي بسعر يبلغ 64 دولارًا للبرميل.
وجاءت هذه التوقعات في ظل الانخفاض المستمر في أسعار النفط بسبب زيادة المعروض العالمي من النفط، ما يفاقم من الضغط على الأسعار.
تراجع شامل في أسواق الطاقة
لم يقتصر التراجع الكبير في الأسعار على النفط الخام فحسب، بل امتد أيضًا إلى أسواق الطاقة الأخرى، فقد شهدت عقود زيت التدفئة تراجعًا بنسبة 4.55% لتصل إلى 2.0895 دولار للجالون، بينما هبطت عقود البنزين بنسبة 4.65% لتسجل 2.0635 دولار للجالون.
وشهدت عقود الغاز الطبيعي تراجعًا كبيرًا بنسبة 7.25%، ليصل سعر المليون وحدة حرارية بريطانية إلى 3.838 دولار، هذه التحركات السلبية في أسواق الطاقة تشير إلى اتجاه عام نحو انخفاض الأسعار، وهو ما يعكس حالة من عدم اليقين التي تسيطر على هذه الأسواق في الوقت الراهن.
الحرب التجارية تهدد أسواق النفط
الانخفاض الكبير في أسعار النفط يأتي في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية قلقًا متزايدًا بسبب تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي من المتوقع أن تعرقل النمو الاقتصادي على مستوى العالم، وردًا على التعريفات الجمركية الأمريكية، أعلنت الصين عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على السلع الأمريكية، مما يعكس تصعيدًا حادًا في النزاع التجاري بين البلدين.
هذه الإجراءات تعزز المخاوف بشأن تأثير هذه التوترات على الاقتصاد العالمي بشكل عام، وعلى أسواق النفط بشكل خاص، إذ أن تراجع النشاط الاقتصادي سيؤدي حتمًا إلى انخفاض الطلب على النفط.
استمرار المخاوف
تستمر المخاوف من تأثير الحرب التجارية على الأسواق العالمية في تحفيز الاتجاه نحو انخفاض الأسعار في أسواق الطاقة، في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل هذه الحرب التجارية، وتبقى أسواق النفط تحت ضغط مستمر.
ويترقب المستثمرون بشدة أية تطورات جديدة على صعيد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، خاصة في ظل توقعات بأن تستمر هذه التوترات لفترة طويلة، ما قد يؤدي إلى تأثر الطلب العالمي على النفط بشكل أكبر.