أخبار مصرالصحه

تليف الرئة: أسبابه وأعراضه وطرق العلاج

تليف الرئة: أسبابه وأعراضه وطرق العلاج

كتبت: وفاء عبدالسلام

 

كل نفس تأخذه يصبح أكثر صعوبة، فرئتاك، المصدر الأساسي للأكسجين، تفقدان قدرتهما على أداء وظيفتهما الحيوية، هذه هي الحقيقة المؤلمة لمرض تليف الرئة، وهو حالة مزمنة وخطيرة تؤثر على حياة الآلاف حول العالم.

أسباب كثيرة ومتعددة تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، وبالتالي تعرض حياة الإنسان للخطر. أبرزها:

1. التعرض المطول للمواد الضارة
يُعد التعرض المطول للمواد الضارة أبرز أسباب تليف الرئة، تشمل المواد الضارة مجموعة من العوامل البيئية والصناعية التي تضر بأنسجة الرئة وتسبب التهابات طويلة الأمد. أهمها:

1.1 الغبار الصناعي
مثل غبار الفحم (الذي يُعرف أيضاً بمرض “رئة العمال”)، غبار السيليكا (الذي ينتج عن الحفر أو التكسير في التعدين)، وغبار الأسبستوس (الذي كان يستخدم بشكل واسع في مواد البناء).

1.2 الغازات السامة
التعرض للغازات السامة مثل ثاني أكسيد الكبريت، وأوكسيد النيتروجين، والغازات الناتجة عن احتراق الوقود أو العمليات الصناعية قد يؤدي إلى تدمير خلايا الرئة.

1.3 التعرض للأسبستوس
الأسبستوس هو مادة معدنية كانت تُستخدم في الماضي في مواد البناء والعزل.

1.4 الدخان والمواد الكيميائية
يسبب استنشاق دخان السجائر التهاباً طويل الأمد في الشعب الهوائية ويؤدي إلى تدمير الأنسجة الرئوية أيضاً، التعرض المستمر للمواد الكيميائية مثل المواد المذيبة والدهانات قد يسبب تهيجاً مزمناً في الرئتين مما يؤدي إلى التليف.

1.5 التعرض لمواد حيوية
في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي بعض المواد الحيوية مثل غبار الطيور أو فضلات الحيوانات إلى تفاعل التهابي في الرئتين.

2. الأمراض المناعية
يحدث التليُّف الرئوي الناتج عن الأمراض المناعية عندما يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم السليمة بدلاً من حمايتها من الأجسام الغريبة كالفيروسات والبكتيريا. يؤدي هذا الهجوم الخاطئ إلى التهابات مزمنة في الرئتين، والتي قد تتطور بمرور الوقت لتسبب تليفاً في الأنسجة الرئوية، مما يحد من قدرتها على أداء وظيفتها الحيوية.

أبرز الأمراض المناعية التي تعتبر من أسباب الإصابة هي: الذئبة الحمراء، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والتصلب الجلدي، والتهاب الأوعية الدموية، ومرض فقاعة الرئة.

غالباً ما تتسبب الأمراض المناعية في أضرار لا تقتصر على الرئتين، بل تمتد إلى أنسجة وأعضاء أخرى، مما يجعل التشخيص والعلاج أكثر تعقيداً.

تتراوح أعراض التليف الرئوي الناتج عن هذه الأمراض بين البسيطة والمتقدمة، وتشمل تدهور وظائف الرئة وصعوبة التنفس، كما يؤدي نقص الأكسجين الناتج عن التليف إلى تفاقم الأعراض، مثل الإرهاق الشديد، والسعال الجاف، وألم الصدر.

3. عوامل وراثية
التليف الرئوي ليس دائماً نتيجة لعوامل بيئية أو التهابات مكتسبة، بل يمكن أن يكون مرتبطاً بتغيرات جينية موروثة تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالمرض. في هذه الحالات، قد يؤدي تأثير الجينات إلى خلل في وظيفة الرئتين وزيادة احتمالية تطور التليف. إليك شرحاً مفصلاً لدور العوامل الوراثية:

3.1 التليف الرئوي العائلي
في حوالي 10-20% من حالات التليف الرئوي مجهول السبب (IPF)، يكون هناك تاريخ عائلي للإصابة بنفس المرض أو بأمراض رئوية مشابهة، ويُعتقد أن هذه الحالات تنتج عن طفرات جينية موروثة تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة مع مرور الوقت.

3.2 الجينات المرتبطة بالتليُّف الرئوي
تظهر الأبحاث أن الجينات يمكن أن تزيد من خطر الإصابة، حيث ترتبط طفرات جينية معينة بتطور المرض على سبيل المثال، تؤدي طفرات في جينات التيلومير TERT وTERC إلى قصر التيلوميرات، مما يُسهم في تسريع تلف خلايا الرئة وتدهورها.

كذلك، تُعد طفرة في جين الموسين MUC5B من أكثر الطفرات شيوعاً، حيث تؤدي إلى إفراز مفرط للمخاط في الشعب الهوائية، مما يزيد من الالتهاب وتراكم التليف.

بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الأبحاث أن طفرات في جينات مرتبطة باستجابات الالتهاب، مثل TOLLIP، تُفاقم الالتهابات المزمنة في الرئتين، مما يعزز من تطور التليف الرئوي.

في الحالات الوراثية، لا تؤدي الطفرات الجينية بمفردها إلى التليف، بل تزيد من الاستعداد للإصابة عند التعرض لعوامل بيئية أو نمط حياة معين (مثل التدخين أو الملوثات).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى