همسات

عيد ميلاد النور في مصر

عيد ميلاد النور في مصر

يا لنجمةٍ سطعت في الدجى،
شعاعها يضيء أرض السمر،
في ليلةٍ تجلّت فيها الروح،
وبشرى ميلادٍ يحكي السحر.

في مغارةٍ باردةٍ مضاءة،
حيث الفرحُ يرقصُ في الأفق،
أتى يسوع، نور السماء،
بشرى الأمل في ضوء الفلك.

مصرُ أقباطها يحملون الشموع،
وفي قلوبهم إيمانٌ فسيح،
أصواتُهم تتعالى بالتسبيح،
نحو العلى، نحو الرّوح البديع.

هنا نهرا من حبٍ يتدفق،
وفي كل زقاقٍ يزهرُ العيد،
تتجلى الألوان في قلوبنا،
ونحن نحتفل بذكرى الوعيد.

وعلى ضفاف النيل نرفع الأيدي،
نطلب السلام، نرسم الأمل،
في حضرة الميلاد، تتجلى المجد،
وتتجدد الحياة بعد الكسل.

عيدٌ يحضنُ أرواحَنا بنور،
ينساب بين الأضواء والنجوم،
فليكن السلام في كل القلوب،
ولتشع قلوبنا بحبك يا حليم.

يا كائن النور، يا ملاذ الأرواح،
نبضُ الحياة يسري في الواد،
فلنغني معًا، في فرحٍ كبير،
ميلادك يا مخلص، فعلٌ في الخلود.

في مصر، حيث كلُ القلوب تعطر،
برائحة الإيمان، وبورود الأعياد،
دع النور ينشر سحره في الأرجاء،
عيدٌ يُخلّد في زمنٍ لا ينتهي.

أنا مسلمٌ لعيسى، مسيحي لمريم،
في أرض المحبة، حيث الكل نُحب،
لا أكره عذراً، بل أُحيي الرؤى،
فكلٌ يعبر عن إيمانه بلغة الحُب.

كنيستي تدق ناقوس المحبة،
تُرسل الألحان لعنان السماء،
ومسجدي أمام المصلين ينادي،
بنيات التسامح في كل وادي.

شمال مصر، وصعيدها العريق،
نشترك في الأفراح والأحزان،
نرسم معًا لوحة من الأمل،
تتجلى فيها ألوان الإيمان.

تتحدث القلوب بلغةٍ واحدة،
تتأمل في نورٍ يُشرق ليلاً،
آه، كم هي رائعة هذه الوحدة،
حين تمنحنا الحياة سبيلاً.

في ليالي الميلاد نلتقي،
ونحكي قصصاً عن المحبة،
كلٌ يفتح مُنازل الإيمان،
ويلوح في الأفق شمعاً ومودة.

يا مريم العذراء، بديعة الطهر،
تجمعين قلوباً في هذا الفضاء،
يا عيسى، شفيعَ العالمين،
أنت النور الذي يُحلق في السماء.

فلنرفع أكفنا بالدعاء،
نطلب السلام، والمودة تعود،
فالأديان تُشبه الأوتار،
تعزف لحن الحياة، ولحن الوجود.

معًا نمضي، يدًا بيد،
لا تفرقنا ألوانٌ ولا خطوط،
عيد ميلاد النور يجمعنا،
في سكون الليل، يتجلى الفرح والسرور.

قبل الميلاد، كانت مصر سماوية،
رسالةٌ فريدةٌ على الأرض،
تعطي الاحترام لكلّ إنسان،
وتفتح الأبواب نحو الفرح والفخر.

بعد الميلاد، عاشت معاناة،
تمسُّك بالآراء، والأذهان تشكو،
لكن مصر ظلت إنسانًا،
تُقاوم جراحها بكل شكوى.

عاش الهلال مع الصليب،
خمسة قرونٍ دون نسيان،
تسطر التاريخ بحروف من نور،
تتأجج فيها عشق الأديان.

يا جرس يدق، يؤذن بالصلاة،
يعلو صوته، ينساب في الأرجاء،
وجنود تعبر الميدان،
تحمل رايات السلام في الأسماء.

هنا تلتقي القلوب بشغف،
ولا تنقطع الأواصر في الساعات،
فكلّ ذكرى تحكي حكاية،
عن وطنٍ يتنفس بالأخوة والمناجات.

في كلّ زاويةٍ من أرض الفراعنة،
تاريخٌ عريقٌ يروي الفخر،
كم من حبٍّ وُلد بين الأديان،
تاريخٌ يسير ثم أختط بأنفاس الود.

في الميادين، نجد ضوء الأمل،
إرادةٌ تعانق السماء الصافية،
وكلّما دقت الأجراس،
تتراقص القلوب في نشوةٍ شافية.

فلنرفع النداء، من شمال الصعيد،
لسنا مُتباعدين، بل مُتحدين،
كلما احتفلنا بذكرى الميلاد،
نحن نحتفل بالخيال، بالتاريخ المتجدد.

معًا، سنبني غدًا مشرقًا،
يملأه النور والإيمان والود،
عيد ميلاد النور، تجسيد للأرواح،
فليستمر العزف في قلب الوطن الممدود.

جسد مسلمٌ يحمي الكنيسة،
بزمن الإخوان، في محنة الإيمان،
وطنٌ بلا كنائس، لكن الروح مُتحدة،
بئرٌ مسيحي مصري، عطشانٌ للأمان.

دقوا بلادي، فأرض الكنانة،
ظلت بكم، يا أبناء العرفان،
نحن الأمان حين يغيّر الجلد،
فيصبح الشرقُ في حيرةٍ ودميان.

في مشهدٍ تتغير فيه الوجوه،
تتبدل الأحلام مع أدوار الزمان،
لكن يبقى الأمل يطلُ علينا،
في عيونٍ ترفض الفتن والتعصّب.

تتحول الأوطان ما بين يدينا،
لكن في القلب تبقى مصر الحبيبة،
قصةٌ نرويها في كل الأوقات،
عن صمودنا، وعزيمتنا، ومجُدًا أبديًا.

فالصليب والهلال، يرقصان معًا،
في ساحة النضال، دونما مُلكٍ أو جور،
نحن أحرار رغم قسوة الوجود،
فحكاية مصر، تمتزج بالأمل والسرور.

مصر باقية رغم التحديات،
تكتب تاريخًا من حبٍّ وحنين،
فلنواصل المسيرة، ولنردد الألحان،
لأرضٍ ضمت قلوب الأديان.

فلتعش مصر، في أوقات الحزن،
كلما هبَّ الريح، نقترب أكثر،
في السراء والضراء، نبقى متكاتفين،
فلنحفظ التاريخ، ولنرى به نور المستقبل المنير.

لا إسرائيل تمنع تنوعنا،
ولا أمريكا تحذف مريم من القرآن،
وكما لعيسى فضلٌ كُتب،
فذكر بعد موسى كرامٌ وسوادُ الأذهان.

ومحمدٌ يستحي فيأمر أمته،
بالقبول والاتيان، دون ترددٍ أو خوف،
فدينُنا واحدٌ يجمع القلوب،
تاريخٌ يستمد قوته من الأخلاق النبيلة.

تشرق شمسٌ على كل الديار،
تحمل راية الحب، والشرف، والإيمان،
لا فرق بين الأديان في المحبة،
فكلها تسير نحو نور الحنان.

معًا نبني جسوراً من السلام،
ونزرع الأمل في كل الأركان،
فالوحدة سرٌ لا يُفهم،
وظلالُها تبقى فوق الإنسانية والألوان.

لا تحجب عنّا كيد الأعداء،
فنحن الأحرارُ، والأرضُ لنا،
نجتاز الصعاب مُعانقين،
هذا هو العهد، وهذه هي الأمانة.

فلنستمر في مسيرتنا، بلا خوف،
نكتب التاريخ بأحرف من نور،
في قلب مصر، سنبقى متحابين،
فالعزيمة تُحبى في كل الزهور.

أصواتنا تتعالى، تُنادينا،
إننا هنا، في خندقٍ واحد،
لن نسمح للغربة أن تفصلنا،
فالأرضُ هنا، تجمعنا بمودتنا المتجددة.

في كل زاويةٍ من وطن الأوفياء،
تتجلى صور الحب والفخر،
مصر هي الحكاية التي لا تنتهي،
فلتظل قلوبنا دائمًا في رضاء وسرور.

مع تحياتي
ايهاب محمد زايد
القاهره -دارالسلام
الرابعة فجرا وستة عشر دقيقة
٦يناير٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى