سبح اسم ربك الأعلى الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى
بقلم : الشيخ أحمد تركي
التسبيح هو تنزيه الله تعالى عن كل مالا يليق بجلاله ، وهو أيضاً مليء القلب بشعور التجلى والخشوع لله تعالى باستحضار آلاء عظمته فى الكون.
وقوله الذى خلق فسوى ، والذى قدر فهدى ، دعوة للعقل بأن يتأمل بالنظر فى الكون ،،،،
فخلية النحل التى تحارب أعداءها من حشرات الزنانير ، تحارب بشراسة لآخر نحلة ، وتتحول الخلية إلى أفراد قتال للدفاع عن نفسها لآخر فرد ، من علمها الشجاعة والفداء والولاء لأمتها ؟
و حشرة الترميت الأفريقية التى تبنى بيوتا مكيفة الهواء كالقباب و أحيانا كالمسلات و المآذن و أحيانا كالتلال الصغيرة ، حيث تصنع ثقوباً سفلية تدخل الهواء البارد ، وثقوباً علوية تخرج الهواء الساخن ؟ من علمها قوانين الفيزياء ؟
والبعوض الذى يضع بيضه فى المستنقعات فيجعل البيض داخل أكياس دقيقة للطفو بها على سطح الماء ؟
من علمه قوانين أرشميدس للطفو ؟
والأشجار الصحراوية تجعل لبذورها أجنحة تطير بها أميالاً بحثاً عن فرص مناسبة للانبات فى الصحراء ؟
والزنابير التى تغرس ابرتها فى المركز العصبى للحشرة فتخدرها وتحملها الى عشها وتضع البيض عليها حتى إذا فقس وجد الصغار وجبة طازجة؟. من علمها تشريح الجهاز العصبى؟
من علم هذه المخلوقات الصغيرة فضلاً عن المخلوقات الكبيرة ، العلم والحكمة والطب والفيزياء ،، الخ.
إنه الله الأعلى الذى قدر فهدى والذى خلق فسوى ،،،
لقد غرس الله فى المخلوقات العلم منذ النشأة الأولى بما يسمى ” الغريزة”
بهذه الغريزة يتصرف كل كائن وفق ما هو مغروس فيه حتى يتهيأ للبقاء
قال تعالى : “وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)”سورة النحل.
إن الله تعالى الأعلى يدعونا إلى التسبيح ، بالنظر والتفكر والتفكير فى هذا الكون ، لزوم الإيمان الدافع إلى العمل الصالح والتواضع وكبح طاغوت النفس البشرية ،،،
وسيظل القرآن الكريم أفضل معلم للإنسان ، وسيظل الكون هو أفضل معمل تطبيقى لتشغيل عقل الإنسان .