عوامل بيئية تزيد من خطر السكتات الدماغية عالميًا
عوامل بيئية تزيد من خطر السكتات الدماغية عالميًا
كشفت دراسة حديثة إلى أن تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة يلعبان دوراً متزايداً في تفاقم مشكلة السكتات الدماغية عالمياً،هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة The Lancet Neurology، تسلط الضوء على التأثير الخطير للعوامل البيئية ونمط الحياة على الصحة، مشيرة إلى أن عدد الإصابات بالسكتة الدماغية ارتفع بشكل كبير خلال العقود الثلاثة الماضية، ما يهدد حياة ملايين الأشخاص سنوياً،بحسب ما جاء من إندبندنت.
أفادت دراسة حديثة أن تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة يساهمان بشكل كبير في زيادة عدد حالات السكتة الدماغية حول العالم، والتي تؤثر الآن على نحو 12 مليون شخص سنوياً وتؤدي إلى أكثر من 7 ملايين حالة وفاة. وفقاً للدراسة التي نُشرت في مجلة The Lancet Neurology، فإن عدد الإصابات بالسكتة الدماغية شهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال الثلاثين سنة الماضية نتيجة لتلوث الهواء والعوامل البيئية، بالإضافة إلى عوامل نمط الحياة غير الصحية.
ووفقاً للإحصاءات، بين عامي 1990 و2021، ارتفعت حالات السكتة الدماغية الجديدة بنسبة 70%، وزادت الوفيات المرتبطة بها بنسبة 44%. كما سجلت الإعاقات الناتجة عن السكتات الدماغية زيادة بنسبة 32%.
البروفيسور فاليري فيجين، المؤلف الرئيسي للدراسة، أكد أن السكتة الدماغية تُعد مشكلة صحية متزايدة على مستوى العالم رغم أنها يمكن الوقاية منها إلى حد كبير،وشدد على أن استراتيجيات الوقاية الحالية ليست كافية، حيث تزداد أعداد الأشخاص الذين يموتون أو يعيشون مع آثار السكتة الدماغية.
وتبرز الدراسة 23 عامل خطر يساهمون في 84% من عبء السكتة الدماغية عالمياً، ومن أبرزها تلوث الهواء، التدخين، زيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم،وتوضح النتائج أن تلوث الهواء أصبح عاملاً رئيسياً في التسبب بالسكتات الدماغية، خاصة من خلال الجسيمات الدقيقة التي تؤدي إلى نزيف دماغي مميت.
أشارت الدكتورة كاثرين جونسون، المشاركة في الدراسة، إلى أن تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة يؤثران على الصحة بشكل أكبر مما كان يُعتقد سابقاً، داعية إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه المخاطر البيئية إلى جانب عوامل نمط الحياة.
كما أكدت الدراسة أن البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مثل الهند ونيجيريا وبنجلاديش، تشهد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بالسكتات الدماغية، في المقابل، تُسجل أعلى معدلات الإصابة في مناطق مثل شرق آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا الوسطى.
وشددت جونسون على أن عدم السيطرة على عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة، إلى جانب نقص خدمات الوقاية والرعاية، يساهم في تفاقم العبء الصحي للسكتات الدماغية في هذه البلدان، محذرة من زيادة هذه الحالات بين الفئات الأصغر سناً في المستقبل إذا لم تُتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة.