حتى ترضى بقلم عبدالفتاح موسى
هل تتذكر تلك الليلة الحزينة البائسة التى تمر علينا وكأنها عام كامل و نحن نظن أن لا مفر منها وأنها بلا نهاية.
في مثل هذه الأوقات ورغم اختلاف الأزمات التى تمر بها يا عزيزي سواء كانت مادية أو عائلية أو حتى عاطفية؛ نظن حينها أن العالم بأسره توقف وأنه لا سبيل لنا سوى الخلاص من هذه الدنيا البائسة التي حقاً لم نحصد منها سوى الوجع والالم وكسر الخاطر .
أوقات وأنت تفكر وتبحث عن حل لأي أزمة تمر بها تصاب بالاكتئاب من الشعور بقلة الحيلة والعجز وكأن شيء يثقل صدرك يحرم عليك حتى إلتقاط أنفاسك ،وأنت تلوم نفسك على فرص ضائعة وأيام ذهبت و تتردد بداخلك ألف لو فتفتح عليك أبواب الشياطين التي تحزن الذين امنوا.
و هنا يا عزيزي وبمنتهي الصدق عليك أن تعلم شيء إنك اسأت الأدب مع الله بل و اسأت الظن أيضاً وقنطت من رحمة الله. فسارع وقتها بطرح سؤال علي نفسك هل ما تعلمناه في الحياة من خبرات او تعاليم الدين الحنيف ما هو إلا أساطير وقصص جميلة نرويها لأبنائنا أم لنعتبر منها ونقتضي وهذا ما يجب علينا فعله أو هل كان ظننا بالله عز وجل خيراً؟!
هل حينما نسمع ونردد الحديث القدسي (أنا عند ظنِّ عبدِي بي إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ ، وإنْ ظنَّ شرًّا فلهُ ) يكن هذا عن اقتناع و إيمان من داخلنا ويقين بأن من أحسن الظن بالله لن يخيب الله ظنه .
و هل أيضاً ونحن نردد كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم عن الرزق نكون حقا على يقين ان الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وانه يرزقنا من حيث لا ندري ومن حيث لا نحتسب.
كن علي يقين دوماً أن ما لديك هو الخير لك وما لم يأتك فهو ليس لك وأن تأخر الدعاء ما هو إلا ليصوب الله دعائك ويأتي بالخير لك وإنك لو أطلعت على الغيب لرضيت بالواقع وحينها ستسجد لله شكراً على ما آتاك.
بعد كل ذلك عليك ان ترضى بكل ما قسمه الله لك وكن على يقين ان الله لم يتركك دون عوض عن اي شيء مررت به .
واعلم يا عزيزي بقدر رضاك وحمدك لله سيؤتيك الله من فضله و اعلم انه لا مجال للقلق لانه الوعد الإلهي ‘ولسوف يعطيك ربك فترضي’ ليس فقط عطاء بل عطاء حتي الرضا.
علينا بالسعي وبالسعي فقط ولا ننتظر فرص أو نتائج محددة فأنت لا تعلم في أي مسلك يكون الخير لك وما تحديداً الوقت المناسب ولكن الله يعلم فكل ما عليك بعد أن تسعي وتتوكل على الله أن تكن علي يقين تام وثقة في الله عز وجل وترفع يدك بالدعاء و أنت تعلم ان الله لا يرد عبده أبدا.
“اللهمَّ ارزقنا الرضا والقناعة بما قسمت لنا واجعلنا من الشاكرين لنعمك علينا “.