قصة الحياة
كتب : محمد صلاح
قصة من أحسنِ القصصِ وستظل واقع إلي قيام الساعة مع إختلاف الأشخاص فيها من أنواع التنقلات من حالٍ إلى حال ومن محنةٍ إلى محنة ومن محنةٍ إلى منّحة ومنَّة ومن ذلٍ إلى عزٍ ومن أمنٍ إلى خوفٍ ومن مُلكٍ إلى رقٍ ومن فُرَّقةٍ وشتاتٍ إلى اجتماعٍ وانضمامٍ ومن سُرورٍ إلى حُزنٍ ومن رَخاءٍ إلى جدبٍ ومن ضِيقٍ إلى سَعه ينبغي للإنسان البعدُ عن أسبابِ الشرِّ .
النعمُ الكبيرةُ الدينية و الدنيوية لابد أن يتقدمها أسبابٌ ووسائلٌ إليها ( ليس لعبة حظ ولا اه لو لعبت يا ظهر ) لأن الله حكيمٌ ولَهُ سُننٌ لا تتبدلْ ولا تتغير المطالبَ العاليةَ لا تُنالُ إلا بالأسبابِ النافعةِ خُصوصاً العُلوم النافعة وما يتفرع عنها.
العدلُ مطلوبٌ في جميعِ الأمور الصغار والكبار وعدم إيثار البعض على البعض بالحب ومتى حصل ذلك اختلَّ النظامُ ووقع ما يكدر الصفو ويعكر ويفشل الحياة.
العبرةُ بالنهايات لا بزهوة لا البدايات الكاذبة التى تبني على باطل .
الهمُّ بالسوءِ الذي يعرض للإنسانِ إمَّا أن يجدَ ما يدافعه من نوازع الخير فهنا يتقزم هذا الهمُّ ويتضاءل ويزول وإمَّا ألا يجدَ ما يُقاومهُ فينمو ويكبر ويتحقق.
إذا ابتُلي الإنسان بمواطنِ الريبةِ وأماكن الفتنة فينبغي له الحذر وتجنب ذلك والوقوف على الحق.
أن القرينةَ يُعمل بها عند الاشتباه في الدعاوى إذا كانت شهادةُ الشاهدِ على القرينة والحجة بدون اختها عوجة.
وجمالِ الظاهرِ ليوسف فهو الذي بسببهِ حَصلَ له ما حصل من امرأةِ العزيزِ و أمَّا جَمالُ الباطنِ فهو العِفَّةُ العظيمةُ مع وجودِ الدواعي الكثيرة لوقوعِ السُّوءِ مِنه، لكن ما قذفَ الله في قلبهِ من الإيمانِ والإخلاصِ وقُوةُ الحقِ طَردَ عنهُ الرَّذيلة، وجَعلهُ بَعيداً عنِ السُّوء، وهذا ما جعلهُ عَظيماً في نُفُوسِهم أَجمعين.
هكذا ينبغي للإنسان إذا كانَ الخيار بين أمرينِ أحدهُما عُقوبة له عَاجلة تؤول إلى أجرٍ عظيمٍ في الآخرةِ والأُخرى مَعصية فينبغي ألا يتردد في ذلك ويُقدم ما فيه الخير له في الآخرةِ وإن كان ظَاهرهُ عُقوبة في الدُنَّيا، وقد كانَ السِّجنُ طَريقاً ليوسف إلى العزةِ في الدُنَّيا والفوزَ في الآخرة.
الإنسان الصادقُ ينبغي أن يلجئ إلي ضميره عند وجود أسباب الخطأ ويتبرأ من حَولهِ وقوتهِ إلي ما عنده من الحق وما تعلم
علي الإنسان أن يحمد رَبهُ حَالَ الرَّخاءِ والشِّدةِ ويثبت على الحق وإن كان وحده ولا ينصاع مع الظروفِ واحوالِ الأشخاصِ ولا يغتر بالكثرة .
من وَقعَ في مكروهٍ وشدة لا بأسَ أن يستعينَ بمنَّ لهُ قُدرةً على تخليصهِ بفعلهِ أو الإخبارِ بحاله، وهذا ليسَ شَكوى إلى المخلوقِ بلْ هُو من فعلِ الأسبابِ المعينةُ على الخلاصِ من الظلمِ والشِّدةِ.
ينبغي للقائد الإنصافو الإخلاص التَّام في رؤية الحق وإنصاف العلم وذوى القدرات وأن لا يجعل ذلك وسيلة إلى معاوضة في مالٍ أو جاهٍ كما لا يمتنع من التعليم إذا لم يستجب المتعلم لما كلفه به المعلم .
لا بأسَ أن يُخبرَ الإنسانُ عمَّا في نفسهِ من الصفاتِ الحسنةِ من العِلمِ وغيره إذا كان في ذلكَ مصلحةً وسَلمَ من الكذبِ ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
استعمال الأسباب الرافعة للعين وغيرها من المكاره أو الرافعة لها بعد نزولها غير ممنوع وإن كان لا يقع شيء إلا بقضاء الله وقدره فإن الأسباب أيضا من القضاء والقدر.
لا يسوغ أن يشهد الإنسان إلا بما علم وتحقق منه برؤية أو سماع.
وأخيرا الإلحاحُ على الله بالدعاءِ وسُؤاله التثبيت على الحق لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء.