مقالات

الصديقون بقلم الشيخ احمد تركى

سألنى : ما المقصود بالصديقين فى قوله تعالى : ” ومَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80). سور النساء ؟ 

 

الجواب : نزلت هذه الإية في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،،، لا يقوى على البعد عنه ! ، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه وعُرف الحزن في وجهه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما غير لونك ” ؟ فقال : يا رسول الله ما بي مرض ولا وجع غير أني إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ، ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك لأنك ترفع مع النبيين ، وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك ، وإن لم أدخل الجنة لا أراك أبدا،،،، 

وفى رواية قال له أسالك مرافقتك فى الجنة ؟ فقال له الحبيب صلى الله عليه وسلم : أعنى على نفسك بكثرة السجود. 

 

ووصف الله سبحانه وتعالى بعض أنبيائه بهذا الوصف فقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 41]، وقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 56].

 

#والصدّيق -بتشديد الدال -هو من اعتاد الصدق فى أقواله ، وأعماله ، وأحواله ،،، واستمتع روحيا بهذا الإخلاص لدرجة أنه لا يحيد عن صدقه ولو أظهر الناس عداوتهم نحوه !! 

 

واستحق الصحابى الجليل أبى بكر رضى الله عنه هذه المنزله فلقبه صلى الله عليه وسلم بالصديق.  

 

وفى الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إنَّ الصِّدْقَ يهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنة، وإنَّ الرَّجُل ليصدق حتى يُكتَبَ عند الله صِدِّيقًا” 

 

ووجه الله نبيه لهذا الدعاء ” فقال: ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80]،

 

وأخبر عن خليله إبراهيم أنه سأل ربه أن يهِبَ له لسانَ صِدْقٍ في الآخرين؛ فقال: ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84].

 

وبشَّر عبادَه بأنَّ لهم عنده قَدَمَ صِدْقٍ، ومقعد صِدْقٍ؛ فقال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [يونس: 2]، وقال: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54، 55]. 

 

 

ومدخل الصِّدْق ومخرج الصِّدْق: مداخل الأعمال بصدق وإخلاص ،،، وآثار الصدق والإخلاص.  

 

ولسان الصِّدْق: هو الصدق فى الأحوال ،،، كما قال عن إبراهيم وذُريَّته من الأنبياء والرُّسُل عليهم صلوات الله وسلامه: ﴿ وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴾ [مريم: 50]،

 وقدم الصِّدْق: رصيد الصدق والثبات عليه ومقعد الصدق: الجنةاللهم اجعلنا منهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى