أخبار مصر

مصر تطمح للتفوق الإقليمي في صناعة الرقائق الذكية

مصر تطمح للتفوق الإقليمي في صناعة الرقائق الذكية

 

كتبت: وفاء عبد السلام

 

بدأت مصر تتطلع إلى دخول متوازن وتدريجي في مجال توطين صناعة أشباه الموصلات، بهدف الحصول على حصة من سوق الرقائق الإلكترونية العالمي وتأمين مكانتها في هذا القطاع الاستراتيجي. وهذه المحاولة محفوفة بالمخاطر نظرا للسباق الشديد في العمق والابتكار التكنولوجي لتطوير أحدث تقنيات أشباه الموصلات، التي أصبحت أداة حرب فعالة، كما حدث في حالة روسيا، حيث فرضت عليها عقوبات غربية بهدف منع توريد الرقائق إليها.

وفي ظل أهمية الرقائق الإلكترونية التي يعتبر تجارتها حاليا الأكثر ربحية في العالم، مما دفع الدول العظمى للتنافس عليها بشراسة. ويشتد الصراع حاليا بين الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أكبر اقتصاد عالمي، والصين التي تأتي في المركز الثاني، للاستيلاء والهيمنة على صناعة أشباه الموصلات التي أصبحت محورا أساسيا في المنافسة العالمية.

 

ومن جانبها تسعى مصر إلى أن تصبح مركزا إقليميا في صناعة أشباه الموصلات نظرا لمواردها الطبيعية الهائلة، وقد اتجهت بالفعل إلى توطين هذه الصناعة من خلال استغلال معادنها النادرة. وقد بدأت مصر خطتها في هذا الاتجاه، على اعتبار أنها تحتل موقعا هاما في صناعة تلك المكونات الأساسية لجميع الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في مجموعة واسعة من الصناعات، مثل الحوسبة، وصناعة السيارات، والاتصالات، والطاقة الشمسية، والصحة. رعاية.

 

تتمتع مصر بتوافر أنقى رمال بيضاء في العالم لديها، إذ تصل درجة نقاوتها إلى 98%، وهي المادة الأولية لصنع السيليكون الذي يشكل قاعدة أي رقاقة

وفي ظل الطلب العالمي المتزايد على الرقائق الإلكترونية، تبقى المخاوف قائمة بسبب التوترات الجيوسياسية، ولا سيما في حال نشوب صراع عبر مضيق تايوان، مع تهديدات من الولايات المتحدة بالدفاع عنها في حال تعرضها إلى هجوم من الصين. وثمة محاولة من الولايات المتحدة لإحياء صناعة إنتاج الرقائق لديها كجزء من استراتيجيتها الأوسع لتقليل تعرض الصناعة إلى الأخطار المرتبطة بالصين، في وقت تشير التوقعات إلى وصول حجم هذه الصناعة إلى ما يزيد على تريليون دولار خلال السنوات الست المقبلة.

 

وتتزايد التحديات الاقتصادية والسياسية المحتملة، مثل تقويض هيمنة الصين على تايوان، التي تسيطر على نسبة تصل إلى 30 في المئة من إنتاج أشباه الموصلات في العالم. وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، تسير مصر بخطوات ثابتة، إذ أعلنت أخيراً تشكيل مجلس وطني لتوطين تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية لدعم الصناعات الحيوية.

تمتلك مصر ميزة نسبية قوية وفريدة تجعلها في وضع أفضل من الدول الناشئة الأخرى لتطوير صناعة الرقائق الإلكترونية المحلية، إذ تتوفر لديها الخامات المعدنية التي تدخل في صناعة هذه الرقائق، بالإضافة إلى وجود أنقى رمال بيضاء في العالم لديها، إذ تصل درجة نقاوتها إلى 98 في المئة. فالرمال هي المادة الأولية لصنع السيليكون الذي يشكل قاعدة أي رقاقة.

مع ذلك، يتطلب هذا الطموح شراكات استراتيجية مع الدول المصنعة للرقائق الإلكترونية. وتعتزم الحكومة وضع برنامج عمل لجعل صناعة الإلكترونيات متاحة للتجمعات الصناعية بحلول عام 2025، من خلال برنامج طموح يعزز البنية التحتية التكنولوجية ويشجع الابتكار ويشمل فترات من البحث والتطوير والتصميم والعمليات والتجميع والاختبار.

مع تحول مصر إلى مركز إقليمي لانتاج الإلكترونيات، ستتمكن الشركات العالمية من إنشاء مصانع جديدة وفتح مقار في القرية الذكية في ضاحية السادس من أكتوبر

هذا ما اهتمت به مصر في الآونة الأخيرة، إذ وضعت خطة استراتيجية وطنية تحت شعار “مصر تصنع الإلكترونيات”. وتتبنى الدولة استراتيجيا تشجيع الشراكات بين القطاع العام والخاص لتطوير الصناعة، وتوجيه الاستثمارات نحو تطوير البنية التحتية التكنولوجية، مع الاستمرار في دعم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وتعزيز الشركات الناشئة والابتكارية في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى