مصر تتحدي الحرارة بالإبتكار الزراعي
مصر:إيهاب محمد زايد
وبما أن عام 2023 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق، فقد كان الوقت المناسب لإطلاق مشروع الابتكار الزراعي في مصر.
وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التكيف وضمان مرونة المزارعين الأكثر تأثراً بتغير المناخ. تم إطلاق المشروع من خلال اجتماع خبراء يضم GIZ، وإيكاردا، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والمكتب السويسري للتعاون الدولي في مصر.
تواجه مصر خطر تغير المناخ الذي يؤثر بشكل مفرط على الفقراء. وتشير دراسات تغير المناخ إلى أن الأحداث المناخية المتطرفة مثل موجات الحر وانتشار المناطق القاحلة ستؤدي إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل بنسبة 15 إلى 50 في المائة بحلول عام 2050، مما يؤثر على المجتمعات الريفية الأكثر ضعفا ويزيد من مخاطر الأمن الغذائي في مصر.
تعتبر الزراعة المصرية قطاعًا اقتصاديًا مهمًا يواجه تحديات متعددة الأبعاد. فهو يمثل 11.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ويستوعب 25.8 في المائة من السكان العاملين، وهو مهم بشكل خاص لسبل عيش الأسر الفقيرة.
ويعاني خمسة ملايين من أصحاب الحيازات الصغيرة وأسرهم بالفعل من انخفاض وسائل الإنتاج، وزيادة أسعار المدخلات، وارتفاع الضغوط التضخمية. وتتفاقم هذه التحديات مجتمعة بسبب محدودية الوصول إلى الخدمات المالية ومحدودية الوسائل اللازمة للتعامل مع آثار تغير المناخ الناشئة، في حين ترتفع أسعار الطاقة وتتضاءل موارد المياه: تواجه مصر تحديا كلاسيكيا يتعلق بالترابط بين المياه والطاقة والغذاء.
وفي هذا السياق، تم إطلاق “مشروع الابتكار الزراعي (AIP) II” (التنفيذ 2023-2028) بتمويل من التعاون الإنمائي السويسري (SDC) والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) وتنفيذه من قبل Deutsche Gesellschaft für Internationale Zusammenarbeit. (GIZ) على التكيف مع المناخ والتخفيف من حدة الفقر.
ويهدف المشروع إلى تحسين الدخل وفرص العمل للمجتمعات الريفية في صعيد مصر من خلال تعزيز الابتكار الذكي والمراعي للبيئة.
الاجتماع التمهيدي لبدء مشروع AIP
بدأت مرحلة بدء المشروع في نوفمبر 2023 باجتماع خبراء مع ممثل عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر، وفريق من إيكاردا (المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة)، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) بالإضافة إلى ممثلين عن وشبكة SDC للحد من مخاطر المناخ والكوارث وشبكات النظم الغذائية الزراعية.
وناقش الفريق منهجية التقييم التي من شأنها أن توصي بالمحصول والاختيار الجغرافي، وتأخذ في الاعتبار إدراج الجنسين والتغذية.
وأخيرًا، تبادل الخبراء الحديث حول حلول الزراعة الذكية مناخيًا والتي قد تكون مناسبة لسياق أصحاب الحيازات الصغيرة في مصر. وكان هذا مجرد الاجتماع الأول من بين العديد من الاجتماعات التشاورية لبدء المشروع.
