اقتصاد

إمكانات الغاز المسال في أفريقيا تنمو بقيادة مصر والجزائر

إمكانات الغاز المسال في أفريقيا تنمو بقيادة مصر والجزائر

.. وفاء عبد السلام

 

سجّلت صادرات الغاز المسال الجزائرية والمصرية -بصفة خاصة- مستويات قياسية في أواخر العام الماضي (2023)، مع ترقب تشغيل أول محطة غاز مسال عائمة في نيجيريا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويتمثّل التحدي الرئيس الذي يواجه الطلب على الغاز المسال في أفريقيا، في أن هناك تناقضًا ملحوظًا في كيفية تحديد أسعار الغاز عالميًا مقارنةً بالسياق الأفريقي.

ويُنَظَّم جزء كبير من الغاز في أفريقيا بأسعار أقل من التكلفة؛ ما يؤدي إلى تقديم الإعانات التي تعمل على تعقيد التوسع في الطلب على الغاز.

آفاق الغاز المسال في أفريقيا
قدّم المدير الإداري الأول لشركة إف تي آي كونسلتينغ (FTI Consulting) إيمانويل غراند، تحليلًا عميقًا لمشهد الغاز المسال في أفريقيا، مع التركيز على عوامل مختلفة مثل ديناميكيات العرض والطلب، وتعقيدات التسعير، وتكاليف البنية التحتية، وتأثير الأسواق المتقلبة.

وفي حديثه بالجلسة العالمية لتطوير الغاز المسال في مؤتمر شحن ومحطات الغاز المسال 2023 في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 في لندن، سلّط غراند الضوء على وجهات النظر المتناقضة بشأن تسعير الغاز المسال والاتجاهات طويلة المدى.

وتتمتع أفريقيا بإمكانات نمو كبيرة من حيث الطلب على الغاز؛ إلا أنها تواجه بعض التحديات، مثل أسعار الغاز المنخفضة والمدعومة، فضلًا عن قضايا استرداد تكاليف مرافق الكهرباء، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن منصة “ريفييرا ماريتيم ميديا” (Riviera Maritime Media).

وعلى جانب العرض، تمتلك أفريقيا احتياطيات قوية من الغاز الطبيعي ومجموعة من مشروعات الغاز المسال المقبلة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الجزائر ونيجيريا من الغاز المسال، منذ عام 2013 حتى عام 2023:

ولفت غراند الانتباه -أيضًا- إلى النزاعات المحتملة بشأن الأسعار والمسار التصاعدي لأسعار الغاز المسال على المدى الطويل، والتي لها آثار في البنية التحتية وكفاءة السوق بشكل عام.

ووفقًا لغراند؛ فمن المتوقع أن تشهد أفريقيا أعلى معدل نمو للطلب على الغاز على مستوى العالم، على الرغم من أنه ما زال هناك قدر كبير من عدم اليقين المحيط بهذه التوقعات.

وردًا على سؤال: ما التحديات التي يواجهها الغاز المسال لتلبية هذا الطلب؟ أجاب غراند: “أعتقد أن أحدها هو مسألة الأسعار”.

تحديات الغاز المسال في أفريقيا
يعتمد الطلب على الغاز في أفريقيا -في المقام الأول- على توليد الكهرباء؛ إلا أن هذا الأمر يمثل تحديات؛ إذ تواجه مرافق الكهرباء صعوبات في استرداد التكاليف؛ ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإعانات ومحدودية القدرة على دفع ثمن الغاز.

وقال غراند: “نحن ندرك أن 60% من الغاز عالميًا يعتمد على مؤشر السوق، وهذه النسبة لا تتجاوز 13% في أفريقيا”.

وعلى الرغم من التحديات؛ فإن إمدادات الغاز الأفريقية واعدة، مع احتمال نمو القدرة على تصدير الغاز المسال واستيراده.

كما سلّط غراند الضوء على الاتجاهات التجارية، معترفًا بتقلب البيئة وتأثيرها اللاحق في تكاليف البنية التحتية، وفق ما رصدته منصة الطاقة.

وقال: “في أفريقيا يحصل نحو 80% من سكان المناطق الحضرية على الكهرباء، ولكن أقل من 30% من سكان الريف”؛ ما سيشكل ضغطًا على نمو البنية التحتية وعلى وصول الغاز المسال إلى داخل البلاد.

وناقش غراند -أيضًا- الجانب الأمني؛ إذ أكد التقلبات العالية وزيادة أسعار الإيجار التي تعكس قيمة البنية التحتية المرنة، مشيرًا إلى الآثار الاقتصادية المحتملة على مشروعات الغاز المسال الأفريقية بسبب الارتفاع المتوقع في تكلفة هذه الأصول المرنة.

وفي ملخصه، أوضح غراند أن هناك تحديات مختلفة فيما يتعلق بالطلب على الغاز المسال في أفريقيا، ولا سيما مسألة تسعير الغاز؛ إذ يُنَظَّم جزء كبير من الغاز بأسعار أقل من التكلفة.

وأشار غراند إلى أن معالجة هذه التحديات والاستفادة من فرص النمو سيكون لها دور فعال في تشكيل مشهد الغاز المسال في أفريقيا، ويجري استغلال هذه الفرص من قِبل شركات مثل “يو تي إم”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى