تحقيقات وملفات

الدكتور صديق تاور القيادي بحزب البعث السوداني وعضو مجلس السيادة السابق في حوار خاص ..الشعب خارج حسابات البرهان ودجلو

حوار عبر الواتس

أجراه من القاهره محمود الثلاثي. 

الدكتور صديق تاور القيادي بحزب البعث السوداني وعضو مجلس السيادة السابق في حوار خاص
..الشعب خارج حسابات البرهان ودجلو

لم نتلق ردا على المبادرة من طرفي النزاع واستمرار الحرب يهدد بفوضي في الإقليم

موقف الجامعه العربيه غير مرضي وتعاطيها مع الاذمه ضعيف

الوضع الإنساني في الخرطوم كارثي وآلاف المرضي مهددون بالموت

جددحزب البعث العربي الاشتراكي السوداني دعوته لطرفي النزاع بوقف الحرب والدمار الذي تشهده الخرطوم من خلال المبادرة التي تقدم بها عدد من الشخصيات السياسيه والحزبية والذين لم تلقوا ردا حولها حتي الآن من طرفي النزاع حسبما أكد السيد صديق تاور القيادي البارز في الحزب وعضو مجلس السيادة السابق وأحد المشاركين في مبادره وقف الحرب موضحا ان 

– حزب البعث العربى الإشتراكى فى السودان له حضور فاعل فى المشهد السياسي طيلة سنوات نظام جماعة الأخوان المسلمين (نظام الإنقاذ) و ظل إلى جانب القوى الوطنية السودانية جنبًا إلى جنب، ببناء التحالفات و صياغة البرامج و إجتراح المبادرات حتى تكللت بإنتصار الشعب على ذلك النظام الذى عرف بالفساد و الإستبداد و الحروب الداخلية.. 

و بعد سقوط نظام البشير أسهم الحزب عبر تحالف قوى الحرية و التغيير فى الوثيقة الدستورية للإنتقال و إجتهد مع الآخرين فى الدفع بحكومة الفترة الإنتقالية نحو العبور بالمرحلة للتحول المدني الديموقراطي و مجهودات إقرار السلام و وضع البلاد على أعتاب مرحلة الإستقرار السياسي و التداول السلمى للسلطة.. و إزالة التشوهات فى العلاقات الخارجية مع الأشقاء و مع العالم.. و هو ما قطع إنقلاب البرهان فى ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م الطريق عليه..

بعد إنقلاب البرهان على السلطة الإنتقالية المدنية واصل حزب البعث دوره مع القوى الوطنية فى صياغة برنامج إستعادة الإنتقال المدني و إستئناف مسيرة التحول الديموقراطي بسلطة مدنية كاملة تخضع فيها جميع مؤسسات الدولة بما فيها العسكرية للسلطة السياسية فى الدولة.. بعد أن أدار المكون العسكري فى مجلس السيادة ظهره للثورة و شعاراتها.. و بعد أن تبين أن إنقلاب ٢٥ أكتوبر هو لإعادة الحركة الاسلامية للسلطة من جديد رغم ما فعلته بالسودان و السودانيين مثل فصل جنوب السودان و إشعال الحرب فى جنوب كردفان و النيل الأزرق و دارفور.. و إستقدام المنظمات الإرهابية .. و زعزعة إستقرار بلدان الجوار.. و تنشيط الجريمة العابرة للحدود و التهريب و المخدرات و غير ذلك..

فارق حزب البعث تحالف الحرية و التغيير فى ٥ ديسمبر الماضي بعد أن سار الأخير لإعادة إنتاج الشراكة الثنائية مع عسكر الإنقلاب عن طريق ما عرف ب(الإتفاق الإطارى).. و الذى أعفى البرهان من جريمة الإنقلاب و ما ترتب عليه من إعادة رموز نظام البشير للواجهة و مكافأتهم على جرائمهم بحق الشعب السودانى.. و إعتبر الإنقلابيين جزء من ترتيبات الفترة الإنتقالية..

بالمقابل أسس الحزب كتلة جديدة مع القوى الوطنية الرافضة للإتفاق الإطارى و التى تسعى لإسقاط الإنقلاب و ما ترتب عليه و لإستئناف مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة.. و ضمت هذه الكتلة الجديدة تيارات إتحادية و الحزب الناصرى و حزب البعث و حركة عبد الواحد نور و إئتلاف شرق السودان و تنسيقية معسكرات النازحين و كتلة الكنداكات و اللجنة المركزية للمفصولين تعسفيًا و تنظيمات مهنية و مطلبية عديدة .. كما تواصلت هذه الكتلة مع أجسام لجان المقاومة فى العاصمة لتوحيد برنامج المرحلة.. و قد أدى إندلاع الحرب لإعادة ترتيب الأولويات بتقديم جند وقف الحرب على ما عداه من أجندة.. الأمر الذى أثر بكل تأكيد فى خطط عمل بناء هذه الجبهة..

حاليًا نحن و كل القوى الأخرى نضع كل ثقلنا فى الجهود الوطنية لوقف الحرب بالعمل تحت مظلة الجبهة المدنية لوقف الحرب و تدارك آثارها الإنسانية و الإجتماعية.. و هذه الجبهة المدنية معنية بموضوع الحرب فقط و ليست مرتبطة بأى عملية سياسية و لا ينبغي لها ذلك.. 

– الحرب المؤسفة التى إندلعت فى السودان منتصف شهر أبريل الماضي فاجأت الجميع على الأقل من حيث الوقت.. و سببت صدمة نفسية كبيرة لكل السودانيين و للأشقاء لكونها آخر ما توقعوه.. و بذلوا كل وسعهم لتلافى حدوثه.. فالحرب الداخلية مهما كانت أمر مؤذى لكل مكونات الدولة أفراد و جماعات و مؤسسات.. خاصة إذا أخذنا فى الإعتبار تجارب النزاعات المسلحة التى صنعها نظام الإنقاذ البائد فى أقاليم جبال النوبه و النيل الأزرق و الشرق و دارفور ، و ما نتج عنها من مآسى و مرارات و تدمير للإقتصاد و البنية التحية و تدخلات دولية.. 

و الغريب أن طرفى الحرب نفسيهما يقران بأنها حرب عبثية و ليس فيها منتصر.. 

– حاليًا تقترب هذه الحرب من شهرها الأول بلا إنقطاع ، رغم ما أعلن عنه من هدن لم يلتزم بها الطرفين.. خلال هذه الأسابيع الثلاثة أجبر خمسة مليون مواطن لمغادرة مساكنهم طلبًا للنجاة بأرواحهم فى أكبر موجة نزوح داخلى و خارجى تشهدها البلاد.. حوالى ٧٠٪؜ من سكان العاصمة الخرطوم.. 

مع الإندلاع المفاجئ للمواجهات العسكرية بين الطرفين سقط مئات الضحايا من المواطنين الأبرياء و من الجنود المتقاتلين لم يتم التمكن من حصرهم حتى الآن كما لم يتم مواراة جثامينهم.. هذا فضلًا عن الألاف الذين تعرضوا للإصابات الخطيرة.. كما فقد الكثيرون أرواحهم لعدم القدرة على الوصول للمستشفى بسبب الإشتباكات.. وهذا الحال لم يقتصر على العاصمة وحدها و إنما طال عدة مدن مثل مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور و ثانى أكبر المدن السودانية كثافة بعد الخرطوم.. و مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور و مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور الحدودية مع جمهورية تشاد.. و كذا فى مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان..

– مع إستمرار المواجهات بين الطرفين بشكل متواصل تدهورت الحالة الأمنية بصورة غير مسبوقة.. فقد غابت قوات الشرطة و الدفاع المدني منذ اليوم الأول للحرب.. و تم إقتحام السجون بطريقة منظمة و تحرير السجناء بمن فيهم مرتكبي الجرائم الكبيرة و المطلوبين للعدالة الدولية أو المحكومين قضائيا من رموز نظام الإنقاذ و عناصره.. 

أيضًا ظهرت ما يمكن وصفها بالفوضى (المنظمة).. حيث يتم الهجوم الجماعى على الأسواق و الشركات و المصانع و مؤسسات الدولة و الجامعات و البنوك.. و لا يكتفى هؤلاء بالنهب و السرقة ، و إنما يقومون بالتخريب و الحرق قبل أن يلوزوا بالفرار.. 

هذه السلوكيات غريبة على أهل السودان و هى تشبه سلوك أجهزة نظام البشير الأمنية.. 

– إذاء هذا الحال المأساوي ترتب واقع إنسانى كارثى.. بدءًا من إنقطاع خدمات المياه و الكهرباء عن مناطق كثيرة لأيام و أسابيع متواصلة.. و إنعدام المواد الغذائية الضرورية و تعطل الأفران و طواحين الدقيق.. و إنعدام الوقود و غاز الطبخ.. إلى خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة.. هذا وضع فوق طاقة المجتمع.. آلاف من مرضى الفشل الكلوى و الأطفال حديثى الولاية و النساء الحوامل و كبار السن و جميع المرضى الآن فى محنة حقيقية.. 

– المجتمع السودانى مجتمع متكافل و يبذل أقصى ما يستطيع لتخفيف آثار صدمة الحرب على الضحايا.. مبادرات إنسانية كثيرة بإستضافة و إيواء الناجين من جحيم الحرب فى ولاية الجزيرة و نهر النيل و القضارف و البحر الأحمر و الشمالية.. متطوعون لإجلاء العالقين.. تبرعات عينيه و نقدية لدعم بعض الأسر .. كوادر طبية لم تغادر مواقعها منذ يوم الحرب الأول .. و هكذا..

أعتقد أن تعاطى المجتمع الدولى ليس بحجم المخاطر التى يمكن أن تترتب على هذه الحرب.. خاصة جامعة الدول العربية التى كان رد فعلها الدعوة لإجتماع على مستوى المندوبين و ليس على مستوى وزراء الخارجية و لا الرؤساء.. علمًا بأن الحرب بدأت فى ذات اليوم الذى أوقفت فيه حرب اليمن الشقيق.. فهل نحن بحاجة لساحة إشتعال جديدة.. 

من المهم أن تتكامل جهود الجامعة العربية مع الإتحاد الأفريقي.. و بشكل خاص الأشقاء فى الجوار السودانى ، لأن الأمر يلامسهم بصورة مباشرة أرادوا ذلك أم أبوا.. نلاحظ ذلك فى موجات اللجوء الكبيرة منذ اليوم الأول للحرب.. و بالضرورة لا يفوتنا أن نقدم شكرنا و تقديرنا للأشقاء جميعا و فى مقدمتهم مصر التى إستقبلت العدد الأكبر من السودانيين الفارين من جحيم الحرب.. و شهدنا كيف فتح إخوتنا فى مصر قلوبهم قبل ديارهم لأشقائهم السودانيين..

أيضًا جلالة خادم الحرمين الشريفين و الذى أصدر قراره بإعتبار كل السودانيين العالقين بسبب الحرب ضيوفا عليه.. و أشقاءنا فى جنوب السودان و قد قدموا تسهيلات كبيرة لأشقائهم فى الإستقبال و السفر و الإيواء و تشاد و أثيوبيا.. هذه مواقف إنسانية ليست غريبة عليهم جميعا ..

و لكن الأهم هو مضاعفة الضغط لوقف الحرب .. 

الحديث عن إستعانة دجلو بقوات أجنبية فى هذه الأجواء ليس حكيمًا.. و هو يسئ لكثير من المكونات السودانية ، الأمر الذى يسوق الأمور بإتجاه الفتنة الداخلية و هذا ما لا نريده لبلادنا.. السودان مثله مثل كل بلدان الإقليم فيه تداخلات إجتماعية حدودية مع هذا الجوار أو ذاك.. و هذا شئ طبيعى و مفهوم و لا ينبغي له أن ينتقص من إنتماء أى مواطن أو مكون إجتماعى.. كما أنه لا يقدم و لا يؤخر..

هل تلقيتم ردا حول المبادره ؟ 

مبادره وقف الحرب !

إنتظرنا للرد حوالى الأسبوع و أفهمنا من الطرفين أنهما من حيث المبدأ ليس لهما تحفظ على المجموعة بحكم معرفتهما السابقة لهم جميعا و يثنون عليهم فى التحرك و وعدوا كل من جانبه بالرد.. و لكننا لم نتلق ردًا رسميا حتى الآن.. 

و قد إستمر إعلان الإستجابة للهدن المقترحة من الأشقاء.. رغم عدم الإلتزام بها.. إلا أننا طلبنا هدنة طويلة و وقف شامل لإطلاق النار يسمح للشرطة و الدفاع المدنى و القطاع الطبى و المنظمات الإنسانية بدفن جثث الموتى و إجلاء المواطنين العالقين و تمكين المصابين و المرضى من وصول المستشفيات إلخ..

نحن نعتقد بأن الأوجب هو المبادرات الوطنية دون الإنتقاص من دور الأشقاء و الأصدقاء ببساطة لأننا أهل مكة.. 

 

– المؤسف أن الطرفين لا يهمهما ما يصيب المواطنين الأبرياء من مآسى و مصائب جراء هذا الإقتتال العبثي الذى يطال المناطق السكنية و المستشفيات و الأسواق .. و لا حتى مجرد إعتذار عما يحدث بسببهما.. و هذا سلوك غريب.. فالشعب ليس ضمن حساباتهما و كأنما هم يتقاتلان فى كوكب خارج الكرة الأرضية..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى