كتب:اسماعيل الاغبري
665عام هو عمر بيت الحياة الصنعاني القابع في حارة الأبهر في قلب صنعاء القديمة،حيث شيد بتاريخ 776 هجري وفقا لما ورد في كتاب اسس التصاميم المعماري حيث استدلوا بأنه بني من نفس الحجارة التي بني منها جامع الأبهر المجاور .
وتعود ملكية البيت إلى الشيخ محسن معيض الذي عاصر للإمام المتوكل على الله وقيل أن العثمانيون احتجزوا محسن معيض لمدة 40 عاما الذي أخرجته قبائل صنعاء بعد سداده فدية قدرها أربعين ألف ريال فرنسي ، ضمت البيت إلى أملاك بيت المال لتكون مركزا لاستلام الزكاة وكانت مخزنًا للحبوب والبن قبل ان يسكنها الامام يحي ثم الامام احمد وفي حقبة الجمهورية أهديت البيت إلى الشيخ سنان بن لحوم الذي سكنها لمدة سبعة عشر عاما-تقريباً- قبل أن تسلم الى الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية التابعة لوزارة الثقافة
واجهات خلابة
– يُجيب بيت الحياة الصنعاني على تلك الأسئلة التي تدور في ذهن المار بين أزقة المدينة المرصوفة بالحجارة ولا يزيد عرضها عن 2م عشرات الأسئلة تبحث عن أجوبة بين تلك المنازل المتلاصقة ببعضها البعض لتعكس تلاحم أبناء المدينة وتحكي لنا تفاصيل وأصالة شعب من الأحزمة التي تربط بين كل طابقين في بيوت هذه المدينة،
– لا تقل عدد الطوابق في منازل صنعاء عن ستة طوابق -في الأغلب –
– وتفصل بين طرحة (طابق) واخرى حزام من الجص وفي الوقت الذي بُني الطابقين الأول والثاني من الحجر الحبشي الأسود بُنيت الأربعة الطوابق العليا من الياجور (تبن محروق له لون قرمدي) ليختزن الحرارة شتاءاً.
–
– أبواب ونوافذ صنعاء خشبية وتعلو نوافذ المدينة المزخرفة والمنقوشة عقوداً مصنوعة من الجبس ومشكلة بالزجاج الملون تنعكس الوان هذه القمريات والعقود في زقاق المدينة ليلاً مشكلة بذلك منظرا في غاية الجمال والإبداع وتفصل بين كل نافذتين (كنة) وهي
– هكذا تبدوا منازل صنعاء من الخارج تصميم بديع يتسم بالبساطة والهدوء والتنسيق المحكم حيث تبدوا تلك الأبنية وكأنها شيدت في اْن واحد، لكن كيف تبدو منازل صنعاء القديمة من الداخل
بيت الحياة الصنعاني كنموذج لمنازل صنعاء
تستقبلك بيت الحياة الصنعاني -المكون من ستة- طوابق دون ( حَوِي) فناء خارجي كما هو سائد في بعض منازل صنعاء .
يلعب الدور الأول في منازل صنعاء دوراً إقتصادياً بحتاً وهو عبارة عن دهليز يتكون من ( الحر ) وهو اسطبل الماشية وكذالك يستخدم كمخزن للأغراض غير المستخدمة ( الكرس ) وهو مخزن الغلال وحظيرة تسمين الخراف ،وفي الدهليز أيضا مطاحن الحبوب ويشمل الدور الأول في بعض المنازل حوانيت تجارية صغيرة ونرتفع قليلا من الدور الأول لنصل إلى غرف صغيرة جدا تسمى بالأحقاب التي يخزن فيها الحبوب والبٌن بعد إخراجها من المدافن التي تقع اسفل منها بنيت هذه الأحقاب من الجص لتحفظ الحبوب لمدة زمنية أطول بيت الدرج (السلم) هو الذي ينقلنا بين أدوار بيت الحياة الصنعاني الستة من دهليزها إلى السقف (الجُبا).
وفي دورها الثانية وهي حجرة الوسط وتضم بها الديمة (المطبخ) وسميت ديمة من ديمومة الحال والنعمة وهي أهم الأقسام في الدور الثاني وتتكون الديمة البيت الصنعاني من المنزع وهي عبارة عن بئر للماء حيث لا تخلو كافة بيوت صنعاء من المنزع وكل أواني البيت الصنعاني مصنوعة من الفخار من(الجرة)و(البرمة )و(التنور) كلها من الفخار (المسحقة) من الحجر ويتميز المطبخ الصنعاني بوجود مدخنة لتخلص من الدخان ورائحة الطبخ وفي الديمة أيضا مكان مخصص للإحتفاض باللحم المملح طوال العام.
وفي الدور الثاني أيضا مكان الوسط وديوان الإستقبال الضيوف ويشمل أيضا مكان “البزاء” المخصص للعناية بالرضيع .
ويتميز بيت الحياة الصنعاني بالقمريات المصنوعة من صخر المرمر وكذا العقود التي تعلو الأبواب من الداخل ويلاحظ أيضاً .
وخصص الدور الثالث للمرأة أثناء الوضع لذلك سمي (عجمي )
حتى لا يزعجها أحد قبل أن تنقل إلى ديوان الولاد والعجمي عبارة عن غرف صغيرة الفتاحات قليلة الإضاءة الواقع أيضاً في الدور الثالث، وبهذا قد خصص الدوران الثاني والثالث من منازل صنعاء لنساء.
أما الدور الرابع فهو ديوان لرجال فهو يتكون من ديوان كبير ونوافذ كبيرة مما يجعل نسبة الإضائة به مرتفة ووميزة عن الأدوار السفلى ويتوي االدور الرابع في بيت الحياة الصنعاني على منقوشات يديوية وزخارف جدارية وبه أيضا خزانة واشياء جميلة وكذا تختات تصل عمرها لقرون من الزمن يستخدم هذا الديوان لإستقبال عامة الناس
أما الدور الخامس وهو الدور المسروق أو (المستور) مجتزئ من
الدور السادس
فيه المفرج أو المنظر كلها أسماء لدور الأخير والسادس في بيت الحياة الصنعاني وهي الدور الأخير في منازل صنعاء.
وهي عادة لاستقبال كبار الضيوف وأصغر حجما من الديوان وتتميز منازل صنعاء بوجود طيرمانة وهي تعلو المفرج أو جزء منه وهي أيقونة صنعاء القديمة له نوافذ كثيرة وكبيرة من جميع الاتجاهات.
مميزات البيت الصنعاني
لاتخلو منازل صنعاء من ( الكمة ) وهي غرفة صغيرة عبارة عن مساخة متبقية بين الطوابق لا يتجاوزمساحتها 2 مترمربع وارتفاعها لا يتجاوز متر ونص الى مترين، خالية من النوافذ تستخدم لخزن الملابس وكذا لنوم كبار السن خصوصا في الشتاء.
المحكمة هو مكان اخاص بالنظر في القضايا وإدارة العمل وشئونه ، ولا تتوفر إلا في بيوت الأعيان ورجال الحكم والملاك الكبار وهو ما يميز بيت الحياة الصنعاني حيث سكنها المشائخ والأعيان.
( المشربية) وهي عبارةعن شباك صغير لتبريد الماء وكذلك للرؤية المستورة لنساء وللزينة ولدخول الهواء خفيفاً و للإطلاع على معرفة الطارق ، عادة تكون في الجهة الباردة من البيت
ما يميز البيت الصنعاني أيضاً أنها تحتوي على “حمام” أو “مطهر” أو “مستراح” مبني من الحجر الحبشي وبها أماكن لوضع البخور في كل طوابقها عادة تكون في الجهة الخلفية من البيت.