مقالات

أدمان الصغار خطر يهدد الحياة والمستقبل

بقلم : رشا أحمد سويلم
أخصائية الصحة النفسية- مدرب معتمد
أهلا بيكم مجددا في مقالات أنا وطفلي بصحة نفسية سليمة هنا هنكتسب ونتعلم مجموعه من المعارف والمهارات والقيم من اجل التمتع بالصحة النفسية للطفل والاسرة جميعا.
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد …..
أطفالنا هم الحياة وأرواحنا التي تسير على الأرض وتهون عنامصاعب الحياة وآلامها فهم أملنا التي نتمنى من الله أن نراهم في أفضل الأماكن وأحسنها .
ولكن .. هل فعلنا ما علينا من أجل أن نحافظ عليهم من خطر إدمان المخدرات ؟ هل نظرنا لما يفعلونه؟ هل أدركنا حقيقة تطور عقولهم وتفكيرهم؟ هل تابعنا اهتماماتهم من حيث أوقات فراغهم وكيف يملؤنها صداقاتهم..؟
كل هذه الأسئلة وغيرها، مطالبين كأولياء أمور أن نعرف إجاباتها بصورة ,واضحة وصحيحة من اجل بناء علاقة قوية بيننا وبين أبنائنا ربما يرى البعض أن هناك مبالغة في قول أن الأطفال تتعاطى المخدرات في سن مبكرة جداً ولكن الواقع يحدث ذلك . للاسف تظهر الأبحاث أن نسب تعاطي وإدمان المخدرات في المجتمعات العربية بين الأطفال تزيد (10) مرات على ما يظنه الآباء والأمهات. ومن هنا جاءت أهمية العناية بأطفالنا ومراقبة تصرفاتهم وافعالهم والتغيرات التى تطرأ عليهم في المراحل العمرية المختلفة.
فن صناعة الطفل المدمن ………
يقع اطفالنا الصغار ضحية لفنون الإغواء والدعاية لأنواع كثيرة من الحلويات والملصقات التي تحتوي صور شخصيات محببة للأطفال، كثيراً منها يشتمل على مواد مخدِّرة يتعود عليها الأطفال مع الوقت دون سن السادسة وتتسلل إلى أجسامهم الضعيفة، وهو ما اكتشفه الأطباء في بعض هذه الملصقات التي يلصقها الطفل بصورها الجذابة على جسده ، والتي ما هي إلا نافذة لتعود جسمك على إدمان المخدرات، وهو يضمن لمروجي المخدرات صناعة طفل مدمن في الكبر.
اسباب اللأدمان الاطفال:
1- العنف الأسري سواء مع الأبناء أو بين الزوجين وغياب التفاهم ولغة الحوار واستخدام أساليب تربوية غير صحيحة كالضرب تؤدي إلى رغبة الأبناء في الهروب من تلك البيئة المسمومة لتعاطي المخدرات.
2- الأسرة هي المحضن الأساسي للطفل وفيها يجد الراحة والسكينة والتربية والتوجيه، ولكن في حالة تفكك الأسرة، سواء بانفصال الوالدين أو حتى بالتفكك الصوري وهو أن يكون الأب والأم في حكم المنفصلين بسبب التباعد أو المشاكل أو لأي سبب؛ فإن الطفل يكون فريسة سهلة لأن يقع في فخ المخدرات بكل سهولة.
3- غياب الثقة في الأبناء وعدم توفير الدعم والحب يؤدي إلى شعورهم الدائم بالنقص وفقدان الثقة في النفس والرغبة في إثبات الذات مما يؤدي إلى تعاطى المخدرات لتعويض ذلك الشعور
4- إذا شعر الطفل بالإهانة وعدم تقدير الذات؛ فإنه يبحث عن شئ يعوضه عن ذلك فيلجأ لأشياء تشعرها أنه له تقديرًا واحترامًا فيقع في فخ المخدرات و يدمنها.
5- نعلم أنك تريد أن توفر لابنك أعلى مستوى مادي ممكن وترغب في تلبية كافة احتياجاته، ولكن الإسراف في منح الأموال بدون رقابة يحول ابنك إلى فريسة في يد مروجي المخدرات فيسعون بشتى الطرق لاجتذابه إليهم.6-
إذا كنت تتعاطى المخدرات أو الكحول 6-في المنزل فإن ضررها لا يتوقف عندك بل ينتقل الي أبناءك اللذين يتعاملون معها علي أنها شئ طبيعي جزء من حياتهم ويسعون الي تقليدك واتباع نفس سلوك التعاطي
7- الطفل في السن الصغير يكون مشغول جدًا بأن يقلد أصحابه وأصدقاءه، فعندما يجدهم يشربون السجائر أو يتعاطون المخدرات، فإنه وبدافع التجربة يفعل مثلهم، ولكن بمجرد أن يقوم بأول تجربة حتى يقع في خندق الاستمرار والذي بعده يصبح مدمنًا.
8- إذا كان الطفل في جو تربوي يشعر فيه أن ما يفعله سوف يحاسب عليه، فسيفكر ألف مرة قبل أن يدخل طريق المخدرات، لكن إذا كان الطفل في أسرة لا تسأل ولا تهتم بشأن الطفل، فكأن كل العوامل تقول له ادخل طريق المخدرات.
وبعد معرفة الاسباب ماذا افعل ؟ سواء كونت أم او أب او مربي …….
تشكل الأسرة والمدرسة الدور الأساسي في الوقاية من خلال عدة طرق وأهمها :
1- لابد من توعية الأبناء من المخاطر الصحية والاجتماعية لتعاطي المخدرات وإنها إذا كانت تعطي شعور بالسعادة في البداية لكنها بعد ذلك تدمر الحياة، ويجب أيضا تصحيح المفاهيم الخاطئة عن المخدرات مثل (ان الحشيش مش من المخدرات) .
2-تجنب الخلافات والمشاكل المنزلية وتوفير بيئة منزلية هادئة من أهم طرق الوقاية من المخدرات حتى لا تجعل الابن يهرب من هذه الصراعات باللجوء إلى المخدرات، كن مستمع جيد وحاول قضاء وقت كافي مع أبنائك تتشاركوا فيه بعض الأنشطة سويا. يجب عليك الامتناع عن العنف والإهانة عند التعامل مع أبنائك، فقد أثبتت الأبحاث أنه أكثر من 30% من الأبناء الذين يتم التعامل معهم بعنف يتعاطون المخدرات في مرحلة الشباب.
3- من أفضل طرق الوقاية من المخدرات أن تكون قدوة ومثال لاولادك، فإذا كنت تتعاطى مخدر ما أو حتى تدخن السجائر فلا تفعل هذا أمام أولادك ويجب عليك ترك هذه العادات التي قد تودي بحياتك وحياة من حولك.
4- كلما زاد وقت الفراغ لدى ابنك كلما زاد الملل والرغبة في تجربة جديدة وخصوصا إذا كان محاط بأصدقاء سيئين، حاول أن تشجعه على قضاء وقت فراغه بصورة أفضل مثل ممارسة هواياته المفضلة من الرسم أو الموسيقى أو ممارسة الرياضة.
5- يجب الحرص على إشعار الأبناء بالثقة ومنحهم مساحة من الخصوصية لأن الضغط المبالغ فيه قد يأتي بنتائج عكسية.
6- يجب أن تحتوي المناهج الدراسية على أجزاء للتوعية من مخاطر المخدرات وعن كيفية اختيار الاصدقاء وعن بدائل جيدة لقضاء أوقات الفراغ.
7- إقامة أنشطة لممارسة الهوايات والرياضة في المدارس تعتبر من أهم الطرق للقضاء على أوقات الفراغ وبالتالي الوقاية من المخدرات.
8- يجب أن تكون العلاقة بين الطالب والمدرس مبنية على الحب والمشاركة وليس الترهيب والتخويف ويجب أن يكون قدوة للتلاميذ.
9- يجب التوعية بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب وغيرهم لانهم مدخل جيد الى المخدرات.
وفي النهاية من اجل حماية طفلك من الخطر الذي يهدد حياته ان يقوم الاهل بتعليم معايير الصواب والخطأ مع عملية توضيح تلك المعايير عن طريق استخدام أمثال شخصية، ويجب أن ندرك أهمية دور القدوة وأن يكون الآباء خير قدوة لأبنائهم. من الضرورى جدا متابعة الطفل مبكرًا، وهو فى سن ما قبل المدرسة، للتعرف على أى سلوكيات ملفتة للانتباه ومن أخطرها السلوك العدوانى.
ومن هنا توصلنا أن أفضل طرق لتحدث الأسرة مع أبنائها عن المخدرات مثلا إدارة حوار بناء معهم، وتعلم فن التفاوض، المشاركة فى المسئوليات، معرفة أصدقائهم، ومشاركتهم الاهتمام فى هواياتهم، واهتمامتهم.
وإلى اللقاء فى مقال الأسبوع القادم حيث نلتقى أسبوعيا بمقالات تهمك وتهم طفلك .
كل التحياتي والتقديري لكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى