
عمل أدبي
قصة قصيرة
دير الطين
مصر:إيهاب محمد زايد
بينما نابليون يضع المدافع بالقاهرة ويدخل الازهر بالخيول ويتخذ خليلات نحيفات من بنات مصربخطوات من القهر إما خليلة من بنات مصر أو جثة جديدة تدفن بالارض، كانت عساكره ترسم خريطة و وصف لمصر فيقولون عن المنيل روضة تشابها بجزيرة من الجنة من شدة ولعهم بها فخطوات الجنود تهدم كل شيئ بينما ويشتم من أيديهم رائحة الورد والموت كيف يجمع شبح الموت عبير الزهور في يد واحدة. كيف يصفون المشاعر وما يحسون به من رونق وغيث وجمال علي البنادق والمدافع أليس لهذه الارض رب يحميها. هل يأخذ نابليون كل شيئ ولا يهدم الكعبة التي توجد بالأرض المقدسة. أين طير الابابيل تمنع نابليون من هذا الاستمرار في الذل والعار والخزي؟ نساء وخمر وبارود مع سكان مسالمون يحلمون ببعض البضاعة لتجارة رابحه وبعض الحبوب من زراعة ناجية من غمر النيل الهائج علي أهله ولم يقدم شيئا بأن يغرس جواد نابليون في طينة. عجز أهل مصر وتخاذل النيل ولكن الطير الابابيل كانت هم المصريين، وكانت الثورة في سمرة جبين شبابها وكانت شرف بنات مصر في الامتناع والمقاومة حتي الموت لن تقدم بنتا هدية مرة أخري لا للنيل ولا لنابليون. لكن نالبيون نجي ببعض الدفاتر من العلماء مئة وخمسون عالما بكل مناحي الحياة تجعل نابليون ناجيا من خلال العلم الذي أرفق بهم عساكره فكتبوه بالتاريخ ونسي أصحاب الأرض وأصحاب نابليون كل أدوات القهر وتذكروا فقط وصف مصر وزبيدة التي خرجت لتنتقم لبنات مصر في زواج شرعي لتعلن إن بنات مصر ليست للبيع ولا النخاسة. قبل هذا بعام ذهبت عساكر الحملة إلي أرض بها كثير من المستنقعات بها وادي منخفض يجمع الطين فيه ويحوي علي أراضي بعليه تنبت الشمس شقاق الارض وبلبلة الطيور من زراعتها البلعلية فتأتي الزهور مع الربيع والربيع يعقبه الفيضان. والفيضان يغرق الارض فيصعد الناس تاركين الوادي إلي أعلي الجبل تاركة الحقول حتي تجف يسكنون هذه التبة بعيدة عن الفيضان وصف العساكر المكان بدير الطين. وتحولت هذه الارض لصناعة الخزف و الصيني فكل ما جاء صانعا حمل الطفل والطين وذهب فوادي الطين يحوي بركة بها عمق كبير من الطين فأطلقوا عليها ديرا بينما تقع مصر القديمة ثلاثة ديانات بالحصن الروماني فعساكر نابليون لم تكن هي أولي من أتي الي المنطقة من أوروبا جاء الرومان ليقضوا علي من يعبد الله وتضم منطقة “مجمع الأديان” أيضًا الكنيسة المعلقة، وكنيسة أبو سرجة، وكنيسة السيدة العذراء، وغيرها من الكنائس والأديرة. دير وكنيسة مارجرجس الروماني من أقدم الأديرة في مصر والعالم، إذ تأسس في القرون الأولى بعد الميلاد، وتعود تبعيتها لبطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس.هذه الروح التي تصد بالنور من طهارة الارض وتأتي بالسماء من البركة وهذا أحساس و انطباع الاسلام عنها فبني أصحاب رسول الاسلام لتستكمل مثلث النور وهذه أرض الله فلا تمسوها بسوء فأهلها سوف يذقوكم عذاب أليم فسوف يموتون بالدفاع عنها لأنهم كلهم مرسلون من ربهم للدفاع عنها إلا من خان و وهن وضل وعقر ناقة مصر المرسله فسيصبحوا من الجاثمين في بيوتهم وفي أنهارهم يموت السمك المقدس بكل الاديان في نهر النيل وتحرم الاجيال المتاعقبه ما أحله الاجداد فسمك النيل سمك البلطي،سمك القرموط ، سمك الكركور ، سمك البيا بالماضي يغنون للاسماك من كثرتها فالبحر المتوسط يرسل البوري إلي أسوان بينما قناة بالبحر الاحمر ترسل أسماكه من رسوم حتشبسوت من قطع أرجل مصر من خلاف وصلبها حتي تعيش هذا الفقر فالزهر يغرقه الفيضان والبيوت من الطين تذوب بين أمتار الماء وهذا الهروب علي تبة الجبل تاركة النيل يفعل ما يشاء لم يكن النيل بهذا الطغيان ويستسلم أمامه المصريين، فمصر التي يحيها نهر النيل لا تمنحه حريته هي تنظمه وتسيطر وتحبس فيضانه وتتخذ من السيد قشطة فرس النهر علامات ورمز للحوامل بنما تماسيح النيل تعهد علي قوة مصر بالسيطرة بأنها لا تنكس تعاهدا مع خائن وكاذب فيخرج من النهر سمك الرعاش و الرعاد ويكتشف ذلك جوش الانجليزي بدار العلم ويكتشف مصادر الكهرباء بالاحياء أي سوء العذاب حين لا تعلم أن كنوز مصر المدفونه لم تكن ذهب بل هي كراسة علم يذاكرها الاجيال القادمة وتركت أعمدة حضارتها بالوادي الجاف أثر علي العلم والقوة والبيئة والسيطرة فالدار تحت شمس مصر والدار في وادي مصر ويخر موسي صعقا هناك يتوب في جبالها. فهي الاصطفاء أن تكون من الشاكرين والشكر صبر يدب في كل مصري تفصيلا لكل جيل. جاء بعد أن هزم نابليون محمد علي يسيطر علي النهر ويبني جيشا ويعمر الارض ويخرج من الوادي ويصنع أولاده مدنا جديدة لكنهم صنعوا الاقطاع الذي ذل المصريين وكأن الفرعون تبدل في شكل اقطاعي يجعل المصريين حفاة بينما نابليون جعلهم بلا ألواح فأخذ علمهم وسبق به إلي بلاده يصنع لها مزيدا من العلم فأكل المصريين القراميط من السمك التي كان يحرمها أجدادهم من كثرة الجوع وتحليل عبادة العجول بدلا من ذبحها نتيجة الضلال بعدها بمرور السنين في بداية القرن العشرين في عام 1900 يحمل مصري سمكة كبيرة ويمشي وراء عسكري انجليزي يلتقط الصورة انجليزي أخر هل تورث العبودية لابنائنا؟ لماذا تظلم كل الاجيال وتنسي إن هذه هي الارض المقدسة لا تضن بالخيرات و تستبق الخيرات في أن تعطي من يعتني بها مالا وعلما ومجدا ورسوخا وسيطرتة ولا تعترف باكلام بالشعارات هي فقط تحتاج الايمان لا بالكفر ومن يقتل من أجلها أحياء تحدثني الشهداء بالليل ويأتون بالمنام ويبكون من كل مصيبة تلم مصر إنهم ينزلون دمعهم فتتحول إلي نبت أخضر يبتهل في مقامات مصر يرسلون نورا في أحلامنا ويرسمون طريق الهدي فلا يلعنون مصر ولا يسمحون بلعانها. إنهم يطلبون التوبة في التقصير وعدم العمل والخلود في الاهمال فبينما محمد علي يبني مصر الحديثة ذادت الفاقة والمرض وأرض مصر توزعت بعدما هرب علم مصر في الارض وفي أوروبا و نحتت الخلافة العثمانية كل خيرات مصر بل ولم تترك لها الحديدة التي يمكن أن تسير القطار بها. كانت مصر مرتع للاجانب وذادت عدد الجنسيات بها وعمل المصريين الكوشين بالقصور ولم يستخرج أهل النوبة الذهب من علي أرضها فعنست بناتها وذاد الجوع واستحلوا العمل بالقصور وعالم التبويب بالقاهرة. فكل من يأتي من الصعيد هربا من الفقر والاقطاع بعدما امتلئت خزائن الاقطاع مشي الناس علي لقيمات من جبن مملح ورغيف خبز وبن مغلي يعكس مقدار الجثي من المصريين. جاء إلي وادي الطين العديد من أهل الصعيد لكن ما أعجب بهم هم أهل سوهاج. سكنوا التبة ولم يبنوا أي دار علي الاراضي الزراعية بل قاموا بالفلاحة بها وعندما كثر العدد ذهبوا للعمل بالبناء فاختلفوا عن أهل النوبة. وأستمر الامر يسلم من جيل إلي جيل حتي حدث الحوار بين هريدي و عويس
هريدي: سأرتدي الملابس وأتجه للقاهرة
عويس: فلتجلس معنا تشرب حليب البقر
هريدي:مر لم يعد حليب مع هذا الاقطاع
عويس: أين تذهب؟
هريدي: إلي دار السلام(دير الطين)
حضر هريدي وجلس يبحث عن عمل وينام في الشارع وحتي هذه اللحظات يأكل من حواف الحقول وبعد الفيضان يمسك بالسمك. حتي جاءت صبيه تعشق الرجولة فاختالت عليه وأوقعته في حبها وتزوجته في يوم هزيمة مصر بحرب 1948 وأنجبت بعد أربع سنوات عاطف وخالد فأتت ثورة يوليو بينما عمل هريد في الميناء جعلته باستمرار يسأل عن بلاده من خلال ميناء أثر النبي فوجد إن الاحوال تحسنت وبدأت مصر تبني السد العالي الذي منع الفيضان ومنع السمك ومنع الطين وبارت الاراضي بالرغم من شق الترع وأنتشر العمران علي الاراضي الزراعية بينما تخرج خالد من أداب لغة عربية عاش عاطف من صنايعية الرخام وهريدي أصبح يملك عديدا من الراضي ونمرة المباني التي يبيعها ببعض الجنيهات وزادت ثورتهم وأصبحوا من أعيان دير الطين حتي دار هذا الحوار
عاطف: أنا مطلوب للتجنيد
خالد: فلتذهب
عاطف: سأشتري شهادة التجنيد
خالد :هل هذا يصح
عاطف : كل شيئ بالمال
خالد لا أوافق
استمر عاطف بالطريق الذي خططه لنفسه وأحي سنة أبيه و وقع في حب أمراة ولم يذهب إلي الجيش وأنجب العديد من الاطفال يبني لهم بيوتا وتتصحر وتبور الاراضي الزراعية وتتشقق بكاءا علي ما أهمل المصريين حضارتهم من خلال تبوير الاراضي الزراعية وبناء المنازل. هجمت إسرائيل علي مصر وأصابتها بالنكسة وجاء جثمان خالد ليدفن بدير الطين فقد طلب للتجنيد ولبي النداء. كانت لحظة فارقة فلم يبني هريدي مدفنا جمع كل شيئ الا لحظة الموت.
هريدي: سوف أدفن خالد بسوهاج
عاطف: مسوار صعب ولم نذهب هناك مطلقا
هريدي: إن عويس لن يخذلني
حملوا الجثمان وفي الطريق استرجعت ذكريات هريدي في أول يوم جاء إلي دير الطين بينما نسي أخيه كل هذا العمر يجمعنا الموت ويفرقنا أيضا. فموت خالد سيجمعني بأخي وقد تركت له البقرة والدار والارض كيف ستكون هل هناك أمي وأبي دخل هريدي إلي سوهاج بينما ابتلت ملابسه من الدموع وهو يسترجع شريط الذكريا ويحيون ماضي قد وشك علي الانتهاء من صفحات تاريخ أمة بسبب نكستها فساوي الموت كل شيئ موت الارض الزراعية والكتل الخرسانية والطين الذي يكلمنا ويحس بنا وبين موت خالد وصل إلي سوهاج
هريدي: يدق الباب علي بيت عويس
عويس: لم يعد يري فقد أصابت حادسة حقل عيناه فكفت عيناه عن الرؤية أفتحي لوحظ الباب
هريدي: أنا أخوك يا عويس
عويس: ما حملك علي أن تأتي
هريدي: مات ابني بالحرب
عويس: ومات أبوك وأمك من الفقر
هريدي يبكي: فاتني الود ومات الحنين
عويس: أحياه موت ابنك. أن موت ابنك سيحي الكثير
هريدي: سأمكث هنا وسأترك مالي لعاطق
عويس: فلندفن ابنك يا لولاحظ قولي لاخوتك يعدون الضيافة فسوف نركب سفنية الحياة للحظات.
ذهب الجميع للمقابر يدفنون خالد بينما لوحظ وهناء وثناء وأمهم يستخرجون من خيرات الدار ويعدون الطعام ولم يبخلن بكل ما يذيق الطعم أطيبه وعاد الجميع ليأكل فكان كل شيئ حزين الابريق والصحن والدوار والضيوف ونامت أعين الجميع عن عاطف الذي يرقب بنت عمه التي لم تتزوج لوحظ ذات الخد الابيض والعيون ذات الطمي والمساحة الكبيرة للجفون وصدرها الذي ينسي كل هموم وخدها الذي يعشق النور. فأرسل أسرته غلي دير الطين بينما جلس مع أبيه وعمه وفا تحهما بالزواج فتزوج ومرت الايام فسمي خالد وسمي عاطف أيضا بينما أولاده في القاهره يخبرونه بأن ابنه قد استدعي للحرب يترك كل شيئ ويذهب يمنعنه من الذهاب الا ان الامر كان شديدا وقويا فمصر كانت في أمس الحاجة لكل جندي حتي ياتي وعدها فترك عاطف شعوره يموج ببعض حتي مرت الايام وجاء جسد ابنه فذهب الي سوهاج ليدفنه فوجد عموه وأبوه قد ماتا ولواحظ زوجتت أخواتاها وأنجبن كثيرا من الاطفال في سوهاج فيكبروا ويذهبوا إلي دير الطين حتي تحولت دير الطين إلي زحام وزخم وأطلقوا عليها الصين لكثرة اولادها
لوحظ: هل تمكث معنا فقد وحشنا طلتك
عاطف: نعم وأنا قلبي اشتاق بلوعتك
لوحظ: قبلته وأنسته موت ابنه من زوجتهالاولي حتي أتي الاولاد ماذا تحلم يا أبي
عاطف: أن أكون مع أبي وعمي
الاولاد: ونحن نحلم بدير الطين
عاطف: لا سنعمر بلادنا
الاولاد: لم يعد هنا خير فقبل الثورة أخذها الاقطاع وفقد جدنا عيناه وبعد الثورة أخذ رجال الاعمال كل شيئ
عاطف: وأنا معي مال
الاولاد في دير الطين
عاطف: لابد أن أمنع الهجرة لوادي الطين
بينما هم كذلك يعلن التلفزيون عن تنحي رئيس عن الحكم وذاد الاضطربات ومات باقي أولاده ولم تعد الديار التي بناها مع أبوه بها سكان بل موتي تخرج منهم رائحة الجثث وتموج بها عنفوان المظاهر فالسيدة ترتدي بنطال من الجنس وتلبس عليه نصف أسدال بينما هناك من يتاجر باللحية والسواك والموعظة وتنمو أموالهم ولا تبقي إلا علي سيدات تتوشح السواد ولا تأتي من الشمس فكثر زنا المحارم وباعت البنات جسدها ولم تبقي في الاولاد الشهامة ومات كل شيئ بينما تمر الاحداث يطلب أولاد عاطف للتجنيد فيمنع فيذهبون سيناء ويموتون ويستقبل عاطف الجثمان ويبكي لقد هربت من الجيش مرة واحدة فأصابت اللعنة أولادي. هذه النقمة من ذنب واحد يموت جميع أولادي. باع كل ما يملك بينما ماتت لوحظ من كثرة الفراق علي أولادها نظر عاطف عروس لم يسبق لها الزواج وأنجب له العديد من الاولاد فعاطف يقول : الان سأمكث في بلادي وسأعلم أولادي صيد الاسماك من النيل لم يعد للأراضي الزراعية قيمة ولا سعر ولا انتاج ولا ثمنأشتري عاطف فلوكه وأخذ يعلم أولاده كيف يصطاون السمك ويبيعون حتي كبروا وضن السمك علي الخير الموجود بالنيل وقل الخير وذاد الفقر والمرض فلم يجد شيئا يأكله إن الشيطان الذي يسكن فينا هو من يعدنا الفقر والمرض لماذ قلت الحكمة من أرض مصر من الذي يمنع السمك. وبينما يذهب إلي مقام الشيخ رشاد يطلب منه البركه ويشكي له قلة السمك سمعه طالب بكلية علوم قسم الحيوان
الطالب ياعم عاطف: لن يحي الشيخ رشاد شيئا
عاطف: أطلب منه البركة
الطالب : اطلب منه العلم لاولادك أفضل
عاطف: ما الذي منع السمك يتدفق
الطالب: بناء السد العالي ولم يغذي أحدا النيل بزريعة
عاطف: قمنا بالماضي
الطالب ولم تستمر
عاطف جمع أولاده وقال لهم سأذهب إلي اسوان أرفع السمك من وراء السد إلي أمام السد بينما أنتم تصطادون هنا وتبيعون للناس سوف أرجع بالنيل غلي ما كان عليه من فرس وتمساح وسمك وكهرباء من السمك فالسد أنار بيوتنا وجاعت أمعائنا من قلة السمك بينما هو كذلك مات ولم يحقق حلمه ودفنه أولاده ونركوا الصعيد وأتوا إلي دار السلام فوجدوها تل الزحمة والمعمار والاسمنت فقرروا الرجوع فلا مكان في دار الطين الا الطين ودار القرار هي ما تعرف أنه لا عبث و لا مكان الا العدل. لا شهداء غلا من أراد ألا يضل أولا يأبي إلي ما دعوا إلي الحق يمكنك أن تكون شهيدا أذا دعيت إلي الحق فتلبي فتكون تجارة حاضرة تغذي بها مصر أرضك و وطنك تتابيعوا فيها بينما هي في رخاء غير ذلك فهو فسوق وفساد ويعلمكم الله أنها مصر فلا تتأخروا عنها فليست للرهان ولا الرهنية ولا العلم الغير مدروس. عاشت مصر حرة أبية.



