العلم الأسير في قرون العدد عشرين

مصر:إيهاب محمد زايد
يقول علماء علم النفس بأن الخداع هو وسيلة لحماية الضعف داخلنا ويبررون الكذب للنجاة. لكن كيف يبررون الضلال المبين. هذا الذي يصنعه الإرهابيون من خلال الكذب والخداع فهم يخدعون أنفسهم ويخانون الأهل، الوطن، الغسلام ويخانون الله بمعصية الله ورسوله صلي الله عليه وسلم. هذا علاوة علي إنه ينفذ تخطيطا شيطانيا في منع تمدد الإسلام وحجب المنفعة عن أهل بلاده. هذا للإرهابي. بينما من يرضي لوطنه المهانة أو يمرر لها الخيانة كتلك التي فعلنها في أتفاقية 1963 كانت أكبر خديعة بالتاريخ المصري. سبقها فقط هو أتفاقية لندن هذه المعاهدة في 15 يوليو 1840 التي حجبت خزينة مصر من حكومة إلي أفراد وهي دراسة علي علم. فالاتفاقية أو المعاهدة تدخلت في شئونا الداخلية حيث نظام الاحتكار للأراضي الزراعية ألغته وطالبت بتعدد رأس مال زراعي يقوم علي حفنة من الأفراد. والاقتصاد في معناه هو حالة وسط بين الإسراف والتقتير وهو متزامن مع الثورة الصناعية بأوروبا بصياغة علمية حديثة. – أسر العلوم الاجتماعية وللتذكير فإن نظام الاحتكار كان يجابهة السمسرة في نظام الالتزام فلا منفعة ولا طائل لمصر بل للمنفعة للمشايخ والمماليك الأصغر تكبر خزائنهم بينما خزائن مصر فارغة. كان هناك كتاب صدر في انجلترا وهو ثروة الأمم أو بالضبط”” بحث في طبيعة وثورة الأمم”” للفليسوف الأخلاقي ومؤسس علم الإقتصاد وناثر بذور الرأسمالية بالعالم لأدم سميث في عام 1776. لم يطلع محمد علي علي نية انجلترا وفرنسا بالرغم من إن الكتاب الصادر كان قبل المعاهدة بمئة عام إلا ستة وثلاثون عاما. لكن حجب الرؤيا و ضباب التفكير كان تنفيذا لرؤية أدام سميث وهو ما حول أموال مصر إلي شيفلد في إنجلترا من خلال الرأسماليين الجدد. ومن هنا كانت بداية لمستعمر جديد يعطيك أموالك قروضا بينما هو يزيد من رأسماله واستثمارتة وثروتة الصناعية ثم يمنحك القروض والرؤية والفهم بل نقطة تحول في تحويل مصر كقوة أقتصادية كبري إلي المستدانة من أموالها ثم أتي أبو السباع ليؤكد علي هذه القروض، كانت أموال مصر في شيفلد تعطي لمصر علي إنها ديون. الأن علينا أن نعرف كيف نحول العلم إلي خديعة لأسر الامم وتحويل أسدا كبيرا إلي سجين بقفص لا يعرف من أين يأكل الا من خلال هذه الديون، هذه العطايا وإستخدام العلم في تضليل القرار. علينا أن نفهم عدونا نعرفه جيدا ونحدد أسلحته لنقاومها وإلا فاننا نخون هذا الوطن عن جهالة ودون قصد إلا الكسل ونزوات في حياتنا نكبرها فتصبح مشاريعنا بالحاضر والمستقبل. كانت هذه خدعة كبري بإحدي فروع العلوم الإجتماعية فما بالك بالفروع الأخري من الثقافة والطب والهندسة والصناعة. أليس هذا هو أسر للعلم وتحويله إلي أداة حرب بين الأمم؟!! – أسر العلوم الشرعية إمتد هذا الأمر إلي العقيدة ذاتها من خلال الأقليات المسيحية واليهودية والهندوسية كشيطنة لأهل الذمم بالعالم الإسلامي بل إن الرئيس الأمريكي أيزنهاور كان يطالب بمقاومة الالحاد في بلاد المسلمين ورد عليه شيخ الأزهر حينها بأن الأزهر يؤمن بالعقل كان الشيخ عبد الرحمن تاج حاصل علي دكتوراة من السربون في الفلسفة وتاريخ الأديان. وبالرغم من إستخدام المسلمين المتشددين الذين يخلون من المنطق كانوا ومازالوا معول هدم في عقل وقلب الأمم الاسلامية والعربية فهم من ساعدوا علي تقسيم الهند وهم أحد أسباب هزيمة حرب 1948 وتم إستغلالهم فيما بعد لشيطنة فكرة الوحدة العربية والقومية، وكذلك تم إستخدامهم في صناعة الإرهاب والتي تم تبذيرها بالأرجنتين من خلال القبض علي فلسيطيني في بونيس أيروس ليتم صك اللفظ إعلاميا. وهنا يكون للتضليل دور أخر بأن يستغل العلوم الشرعية في تحويل مسار الأمم والشعوب عن قصد وهذا للتفتيت أو لضياع الموارد أو لتحويل النسيج الوطني من حائط صد إلي مصفاة يدخل منها كل عميل وخائن. يتبادر بذهنك الأن لماذا التأكيد علي الوحدة الوطنية ولماذا يوجد الفتنة الطائفية هو إستغلال غير منقطع النظير للعلوم الشرعية، الثقافية، والاجتماعية بتحويل وجهة أمتك العربية والاسلامية ووطنك أنت وطنك عليك أن تحرس عليه الأن وأن تمسك تلابيبه بالنواجز فهو أغلي ما نملك ديارنا، أهلنا ونساؤنا وهذه الأطفال التي تكبر لشمس ديارنا وهؤلاء الشباب معصمنا في عمل جديد. هذا إنذار لمن لا يعرف قيمة الوطن، الجيش والأهل. عليك الأن أن تتذكر بأن هذا أسر أخر للعلوم الشريعية وتحويلها من الهدي إلي الشيطينة الكبري بالعالم ومصدر عدم إستقرار في منطقة كان بها الهلال الخصيب وأصل الزراعة بالعالم من خلال المصريين القدماء. – أسر المفاهيم العامة إن أخر حضارات الشرق هي الحضارة الإسلامية التي كانت تقوم علي الواجب قبل الحقوق وكانت الأخلاق والوازع تحكم صلاح الفرد إلا إنه بعد خصام الكبار بالعالم وإنتهاء الحرب العالمية الثانية جري إعلان ميثاق الحقوق المدنية متمثلا في إعلان حقوق الانسان بعام 1948 والتي لم يرعوها حق رعايتها في حروبها أو مستعمراتهم أو حكمهم بالحديد والنار عند المطالبة بالإستقلال وتطور الأمر إلي حقوق مدنية وسياسية في عام 1967. كانت مدخلا كبيرا ولي ذراع الحقائق وتركيع الأمم من خلال هذه المطالبات الزائفة التي لا تبني الفرد في عقيدتة الوطنية ولا تجعله يصلي في محراب الأرض ولا تجعله غير قاسي علي كل شيئ يخص هؤلاء الأهل وهذه البلاد. فكانت الانفتاحات المختلفة من هذا الباب تحمل الريبة والشك أخرها إنفتاح المملكة السعودية لحقوق المرأة ولغطنا بمصر حول ضرب المرأة وهي قضية لا تعنيني الأن بل هذا قسم المجتمعات إلي مانح حقوق ومطالب بها ولم يجعلهم صفا وفتح بابا لموالة الغرب في فكره وفي نهجة وجعلت من المثلية مثلا نموذجا صارخا للحرية علي الرغم إن الحرية عامل مشترك بين المانح والمطالب في ذهني سورة الأن أرسمها لقاعة محكمة الغرب هو القاضي والمجني عليه هو الحقوقي ومن في قفص الإتهام هو الحكومات التي تدير بلادنا أي خز وأي عار بأن يصبح قاضينا من هؤلاء المستعمرين. وأظن إن هذه محكمة تفتيش جديد بظهر الوطن والأرض والعرض وحبس العرف بل والتخلص منه وتحويل الأوطان بلا قوي حتي ثقافية ناعمة تدلل لها وتحكي إبداعها وتمنع أي غزو فكري وثقافي يخترقها لذا فإن أسر المفاهيم العامة يجعلنا في عقال الدواب لا ننفك من هذا الأسر القائم علي مؤامرة بأساس علمي إلا إن الذي خلقنا فهو من يهدينا ويخرجنا من هذا الأسر سواء كان منظمة حكومية أو مجتمع مدني. – أسرنا في التصنيفات والحقوق للملكية الفكرية لم يدفع الإغريق أي حقوق ملكية فكرية ولا اليونان لمصر القديمة عندما علموهم الموسيقي، الرياضيات والعلوم ونظاما إجتماعيا تم تصديره لأثينا وروما بل لم يدفع العرب إلي اليونانين أي دراهم عندما ترجموا كتبهم وفلسفتهم ونقلوها إلي العالم الإسلامي ولم تدفع أوروبا أي جنيه أسترليني عندما أخذ المستشرقين علومنا إلي أوروبا ولم تدفع فرنسا أي جزية كانت ولا فرنكا فرنسيا واحد للعلوم التي تركناها في الاندلس. السؤال لماذا عندما تم بناء ثورة صناعية عليهم طالبت هذه الدول بحقوق الملكية الفكرية في فرنسا 1883 ثم في برن 1886 لحماية صناعتهم الأولي أن يدفعوا لنا ما بنوا عليهم ثروتهم الصناعية والأحري أن لا يستروا أسباب كشفهم كما فعل المصريون القدماء البابليون والاشريون وقدماء الصين وأخيرا اليونانيون وعليهم أن يقروا بأنهم أستنفعوا من حضارة فارس وتأملات الهند، كما عليهم أن يعترفوا بأننا أفدناهم من خلال إدارتهم لبلادنا. هذا هو الجزء المظلم في جانب حقوق الملكية الفكرية وهوما يحلل لنا ولأولادنا سرقة نسخ للبرامج من علي الشبكة العنكبوتية لممارسة تحليل النتائج أو تنزيل بحوث حديثة ندفع لها بالدولار. لننشر علميا بها. هذا يأخذنا إلي أقتصاد المعرفة وكيف إن شركات تحول المعلومة إلي قيمة مضافة بالاقتصاد أو مدفع رشاش تحارب به هذا أسر أخر للعلم. عليك أنت وجامعتك ومؤسسات البحثية أن تحجز مكان بين هذه الشركات وليس بين المنافسات العلمية المحضة إنما هو التمويل العلمي لإستخراج معلومة يتم تحويلها إلي إقتصاد أو تقنية. هذا يجعل هناك صراخا كبيرا عن الفجوة العلمية وإن كان للعلوم المصاحبة للإستعمار دور كبير في صناعة هذه الفجوة أولها التخلي عن كل ما هو محلي ونابع من البيئة التي نشأ فيها. هذا الأسر يجعلك تثور لماذا أنت متخلفا بالعكس أنت أسير. وهم يعلموك للولاء والتبعية واتهام البيئة الحاضنة بالفشل الاداري والعلمي والتنموي مما يساعد علي الهجرة لزيادة تنوعهم وتقليل الأثر الفاعل لك في بناء أمتك ووطنك – أسر العلوم الإنسانية من منا ينكر دور المرأة في الحضارة المصرية القديمة، في الحضارة القبطية ثم الحضارة العربية والاسلامية. هناك تدخل سافر في عقل، روح، شعور المرأة وكذلك ملبسها من خلال تغريبها بل ويعد التحكم في هذا المجال شأنا كبيرا في مستقبل وفجر هذه الأمة وعلي أن أبحث الأن معني النسوية التي نشأت في القرن التاسع عشر ببريطانيا وجدتها الأن النِّسْوية أو الأنثوية بالإنجليزية: Feminism هي مجموعة من الحركات الاجتماعية والسياسية والأيديولوجيات التي تهدف إلى تعريف وتأسيس المساواة السياسية. إن الحركة النسوية مرتبط تماما بعصر التنوير في أوروبا وخروجهم من العصور الوسطي وإن كانت الدعوة قديمة للغاية من عصر أفلاطون قبل الميلاد لكن حضارتنا المصرية القديمة تشهد إطارا كبيرا لمقدار المساوة الذي يطالبون به الأن. ذد علي هذا فإن من حرر المرأة فعليا هو الشرق وليس الغرب نحن لا نحتاج لمثل هذه الحركات ولا تطورها المشين داخل مجتمعتنا لأن مساوة الجنسين بالفعل حاضرة وموجودة بل هي من تنقصهم ومن يعاني هم نسائهم ومن يكتب روايات طويلة عن الحب هي نسائهم من حرمان الرجل وأن الهجمة المرتدة من المجتمع الذكوري كانت عندما شاهدت نسائهم عدل الرجل الشرقي وإنصافة. ولكي أكون متصالحا مع نفسي فإن فترة الرق الأبيض والحرملك العثماني والجواري وما ملكت اليمين هي نقاط يدخلون بها إلينا. لكن الأمر يحتاج منا كرجال الوعي لأن العنف مع المرأة يجعلها تلد لنا إرهابيا ومتمردا ومشاغبا وصانع مشاكل في حقول العمل وفي الميدان. – أسر العلوم التطبقية مما لا شك فيه بأن الثورة الصناعية أعادت صياغة الإرث المعرفي للبشرية والانسانية في شكل منتجات وإن كنت أظن بأن الأمر لم ينتهي حيث إن شغف الشعوب الغربية هو تاريخ الشرق وعاداتهم وتقاليدهم لينهلوا أكثر من حضارتنا ثم يعيدوا هم تصدير ما يتبقي منهم. نحن ندرس كل العلوم التطبقية بينما تحويلها إلي صناعات وحرف هذا ينقصنا وإن من يتعلم لا يأتي بالمنظومة كاملة بل هو مأسروا من حضارة الغرب أو شرق أسيا أو في البرازيل لأن تطبيق الابداع والاختراع في بلادنا تنقصه النماذج الأولية مما يجعلنا نعيش علي الاستيراد في الاجهزة العلمية وفي النظريات التطبقية أو طرق غزو وزراعة الصحراء وهم لن يعطوك معلومة تطبقية الا من خلال إستثمارات لشركاتهم أو أنك تشتري منتجهم ولا تستطيع صناعته إلا بأمر منهم مباشر هكذا تحولت كوريا الجنوبية بالأمر المباشر لنزاع سياسي ثم تطورا علميا بالضوء الأخضر الأمريكي وكذلك تركيا التي أظلمت عروبتنا وإسلامنا كانت نهضتها من خلال ضوء أوروبي ثم ضوء أخر أمريكي. ثم هناك الهند التي انتصبت قامتها من خلال العلوم الروسية وليس الأمريكية. إذا فإن كل عالم وراء سياسي وإن كل سياسي وراء صراع وإن كل صراع ينتهي بالحرب والقهر. أليس العلم أسيرا في أيديهم أليسوا يصنعون الجهل في العالم عن عمد ودون رحمة وبالفرض وبالقروض وبالدعم ليصبح الغرب غربا منيرا رغم غياب الشمس ويصبح الشرق مظلما وغائبا رغم شروق الشمس فمن المسئول عن غروبنا ليس هم كل الأمر بل نحن من نساهم في هذا وعليك أن تختار بين الحرية والأسر بين التبعية والاستقلال وبين واجبك نحو وطنك وحقوقك فيه. عاشت بلادنا حرة حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش حفظ الله قائدنا وزعيمنا. بلادنا تحتاج إلينا نقاتل من أجلها نبنيها ونعمرها لا تحتاج شرزمات ولا تحتاج إلا صفا واحدا ساوي الصف في الصلاة للوطن.



