اخبار محليه

اسامه شحاتة يكتب المخلفات الإلكترونية ثورة تنموية وكارثة بيئية.

صباح الخير قراءنا الكرام..

 

تمثل أجهزة الهواتف المحمولة، والتلفاز، والحاسب الآلي، والكاميرات، والأجهزة المنزلية مثل: الثلاجات والميكروويف والغسالات والمكيفات الهوائية، وغيرها بعد انتهاء مدة صلاحيتها (المخلفات الإلكترونية) خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان والبيئة عند التخلص منها بطريقة غير آمنة مثل وضعها في صناديق القمامة وغير ذلك، ومع تزايد كمية النفايات والمخلفات الإلكترونية سنويًّا بنسبة 21% خلال خمس سنوات فقط، فإنه تُعد كل من دولة المملكة المتحدة وماليزيا من أبرز الدول الرائدة في إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية. وفي هذا العدد نأمل أن نقدم تحليلًا لوضع المخلفات الإلكترونية في مصر والعالم والتحديات والفرص والمقترحات لإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية في مصر.

 

القسم الأول: الإطار المفاهيمي

 

القسم الثاني: المخلفات الإلكترونية عالميًّا

 

القسم الثالث: المخلفات الإلكترونية في مصر

 

القسم الرابع: التجارب الدولية وأهم المقترحات في إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية

 

اضغط هنا للتواصل معنا

 

أولاً: المخلفات الإلكترونية وإعادة تدويرها

 

 

مفهوم المخلفات الإلكترونية

 

 

تشمل المخلفات الإلكترونية جميع بنود المعدات الكهربائية والإلكترونية وأجزائها التي تم التخلص منها من قبل مالكها دون النية في إعادة استعمالها، وتشمل أي جهاز منزلي أو تجاري يتضمن مكونات كهربائية تعمل بالكهرباء أو بالبطارية، ويتضمن تعريف المخلفات الإلكترونية ست فئات هي:

 

معدات التبادل الحراري أو ما تسمى بمعدات التبريد، والتجميد، وتشمل الثلاجات والمجمدات، ومكيفات الهواء، ومضخات الحرارة.

 

شاشات العرض وتشمل أجهزة التليفزيون، والشاشات، والحواسيب المحمولة، واللوحية على اختلاف أنواعها.

 

المصابيح وتشمل مصابيح الفلورسنت، ومصابيح التفريغ عالية الكثافة، ومصابيح LED.

 

المعدات الكبيرة وتشمل الغسالات، ومجففات الملابس، وغسالات الصحون، والمواقد الكهربائية، وآلات الطباعة الكبيرة، ومعدات النسخ، والألواح الكهروضوئية.

 

المعدات الصغيرة وتشمل المكانس الكهربائية، ومعدات التهوية، والغلايات الكهربائية، وأجهزة الحلاقة الكهربائية، والآلات الحاسبة، وكاميرات الفيديو، وأجهزة الراديو، والأدوات الكهربائية والإلكترونية الصغيرة، والأجهزة الطبية الصغيرة.

 

معدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصغيرة، وتشمل الهواتف المتنقلة، والأنظمة العالمية لتحديد المواقع (GPS)، وحاسبات الجيب، والحواسيب الشخصية، والطابعات.

 

 

اضغط هنا لمشاهدة الفيديو

 

ولكل منتج من فئات المخلفات الإلكترونية معالم مختلفة وفقًا لعمره الافتراضي: مما يعني أن لكل فئة كميات مختلفة من المخلفات والقيم الاقتصادية فضلًا عن الآثار البيئية والصحية المحتملة إذا أعيد تدويرها بشكل غير ملائم، وتبعًا لذلك تختلف عمليات الجمع وتقنية إعادة التدوير وفقًا لكل فئة.

 

المصدر

 

 

 

 

مفهوم إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية

 

تتكون الإلكترونيات عادةً من مواد قابلة لإعادة التدوير بسهولة مثل البلاستيك والزجاج، فضلاً عن كميات صغيرة من المواد السامة مثل الرصاص والكوبالت والسيليكون والزئبق والزرنيخ.

عند إعادة التدوير بشكل صحيح، يتم فصل المواد القابلة لإعادة التدوير بسهولة وإعادة استخدامها، في حين تتم إعادة تدوير المواد السامة من خلال عمليات متخصصة أو التخلص منها بأمان.

 

تحتوي العديد من الأجهزة الإلكترونية على بطاريات ليثيوم أيون كمصدر للطاقة، وتُعد المواد الموجودة في هذه البطاريات قابلة للاشتعال بشكل خطير، حيث أثارت حرائق في مراكز القمامة وإعادة التدوير في جميع أنحاء العالم، لذا من المهم إدارتها بشكل صحيح، خاصة في الأجهزة الإلكترونية الأكثر استخدامًا مثل الهواتف المحمولة.

 

المصدر

 

اضغط هنا لمشاهدة الفيديو

 

إن عملية إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية لها مزايا عديدة على الرغم من تكلفة هذه العملية، وتتمثل هذه المزايا في الآتي:

 

توفير الطاقة، حيث إن الطاقة المستخدمة في عمليات إعادة التدوير أقل بكثير من الطاقة المستخدمة في عمليات التنقيب عن المعادن، فعلى سبيل المثال: إعادة تدوير الألومنيوم توفر 95% من الطاقة المستخدمة لتصنيع الألومنيوم من المادة الخام، وإعادة تدوير البلاستيك توفر نحو 70% من الطاقة المستخدمة في حالة استخدام خامات أساسية، وإعادة تدوير الحديد توفر نحو 60% من الطاقة المستخدمة للتنقيب على الحديد الخام.

 

الحد من المخاطر الصحية والبيئية للمخلفات الإلكترونية نظرًا لاحتوائها على مواد سامة غير متحللة مثل الزئبق والزرنيخ.

 

المساهمة في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسببة لظاهرة تغير المناخ.

 

 

 

ترتفع نسبة إعادة تدوير مخلفات العبوات البلاستيكية في دول الاتحاد الأوروبي لتصل إلى 42.1% عام 2018، مقارنة بنحو 32.5٪ عام 2010، في حين انخفض معدل إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية ليصل الى 34.8% عام 2018 مقابل 39.5% عام 2017.

 

 

 

 

المصدر

 

ثانيًا: التحديات التي تواجه صناعة المخلفات الإلكترونية

 

 

 

تمثل المخلفات الإلكترونية تحديًا متناميًا يتناسب مع نمو صناعة ​تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT). ويرتفع حاليًّا عدد الاشتراكات في الخدمات الخلوية المتنقلة عن عدد الأشخاص على مستوى العالم. ففي عام 2019 تخلص العالم من نحو 53.6 مليون طن متري من المخلفات الإلكترونية، وتم تجميع وتدوير 17.4% فقط بشكل رسمي.

 

 

ضعف البيئة التنظيمية الحالية للمخلفات الإلكترونية، فهناك 78 دولة فقط من بين 193 دولة لديها سياسة أو تشريع أو تنظيم بشأن المخلفات الإلكترونية.

 

 

تعمل ما بين 2.9- 12.9 مليون امرأة في قطاع المخلفات غير النظامي؛ مما قد يعرضهن للمخلفات الإلكترونية السامة ويهدد صحتهن وصحة أجنتهن عند الحمل.

 

 

يعمل أكثر من 18 مليون طفل ما بين (5-17) سنة في القطاع الصناعي غير النظامي؛ الذي تُعد معالجة المخلفات الإلكترونية قطاعًا فرعيًّا منه. وكثيرًا ما يستعين الآباء أو المربون بالأطفال في إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، ويتأثر الأطفال المعرضون للمخلفات الإلكترونية بموادها الكيميائية السامة بسبب صغر حجم الأطفال، وعدم اكتمال نمو أعضائهم.

 

المصدر

 

ثالثًا: فرص الاستفادة من المخلفات الإلكترونية

 

 

 

 

المصدر

 

رابعًا: مبادرة منظمة الصحة العالمية المتعلقة بالمخلفات الإلكترونية

 

 

 

 

المصدر

 

 

أولًا: الوضع الحالي للمخلفات الإلكترونية

 

 

 

حجم المخلفات الإلكترونية

 

 

وفقًا لتقرير مرصد الأمم المتحدة العالمي للمخلفات الإلكترونية لعام 2020، تم توليد 53,6 مليون طن متري من المخلفات الإلكترونية على مستوى العالم في عام 2019، وهي أكبر كمية تم توليدها على الإطلاق، وتمثل ارتفاعًا بنسبة 21% خلال خمس سنوات فقط.

 

 

 

 

بلغ متوسط نصيب الفرد من المخلفات الإلكترونية التي تم التخلص منها خلال عام 2019 نحو 7.3 كجم لكل فرد مقابل 6.4 كجم لكل فرد خلال عام 2014.

 

 

 

الأشكال المختلفة للمخلفات الإلكترونية

 

 

تتكون النفايات الإلكترونية في عام 2019 بشكل أساسي من المعدات الصغيرة (17.4 مليون طن)، والمعدات الكبيرة (13.1 مليون طن)، ومعدات التبادل الحراري (10.8 مليون طن).

 

 

 

 

أكبر الدول المولدة للمخلفات الإلكترونية

 

 

جاءت قارة آسيا في مقدمة القارات كأكبر مولد لكمية المخلفات الإلكترونية في عام 2019 بنحو 24,9 مليون طن متري، تليها الأمريكتان (13.1 مليون طن متري)،ثم أوروبا(12 مليون طن متري) . في حين جاءت أوروبا في المرتبة الأولى عالميًّا من حيث متوسط نصيب الفرد من المخلفات الإلكترونية، حيث بلغ نصيب الفرد 16.2 كجم لكل فرد، تليها أوقيانوسيا في المرتبة الثانية (16.1 كجم لكل فرد)، ثم الأمريكتان (13.3 كجم لكل فرد).

 

 

المصدر

 

جاءت الصين في مقدمة الدول المولدة للمخلفات الإلكترونية على مستوى العالم، حيث قامت بتوليد نحو 10.1 ملايين طن خلال عام 2019، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 6.9 ملايين طن.

 

 

المصدر

 

طرق التخلص من المخلفات الإلكترونية

 

لم يتم جمع وإعادة تدوير إلا نحو 17,4% من المخلفات الإلكترونية خلال عام 2019، أي ما يعادل 9.3 ملايين طن متري، وهذا يعني دفن أو حرق ذهب وفضة ونحاس وبلاتين ومواد أخرى مرتفعة القيمة وقابلة للاسترداد تقدر قيمتها بنحو 57 مليار دولار أمريكي، وذلك بدلاً من جمعها للمعالجة وإعادة الاستخدام.

 

 

 

 

تُعد أوروبا هي أعلى القارات التي لديها أعلى بيانات رسمية موثقة لجمع المخلفات الإلكترونية وإعادة تدويرها (42.5٪) وذلك خلال عام 2019، تليها آسيا في المرتبة الثانية بنسبة 11.7٪، ثم الأمريكتان بنسبة 9.4%، وأوقيانوسيا 8.8٪، بينما احتلت إفريقيا المرتبة الأخيرة بنسبة 0.9٪.

 

 

 

 

الدول التي بها أنظمة تشريعية

 

 

خلال عام 2019 تمت تغطية 71٪ من سكان العالم بسياسات أو تشريعات أو لوائح وطنية خاصة بالمخلفات الإلكترونية، مقابل 44٪ فقط خلال عام 2014. هذه التغطية السكانية تعادل 78 دولة فقط من أصل 193 دولة خلال عام 2019.

 

 

المصدر

 

ثانيًا: التوقعات المستقبلية للمخلفات الإلكترونية

 

 

من المتوقع أن يصل حجم المخلفات الإلكترونية العالمية التي سيتم التخلص منها إلى 74.7 مليون طن متري بحلول عام 2030، أي ما يقرب من ضعف المخلفات الإلكترونية في 16 عامًا فقط، بما يعني أن المخلفات الإلكترونية هي الأسرع نموًّا من بين المخلفات المنزلية على الصعيد العالمي.

 

 

 

 

 

 

من المتوقع أن يرتفع متوسط نصيب الفرد من المخلفات الإلكترونية ليصل إلى 9.0 كجم لكل فرد خلال عام 2030 مقابل 7.5 كجم لكل فرد خلال عام 2020.

 

 

 

المصدر

 

 

 

 

المصدر

 

ثالثًا: تداعيات جائحة كوفيد-19 على مخلفات المعدات والأجهزة الإلكترونية

 

لا شك أن جائحة كوفيد-19 تؤثر على حياة البشر بعدة طرق، حيث أدت التدابير المتخذة للسيطرة على انتشار الفيروس عبر المجتمع إلى تراجع النمو الاقتصادي، وتقييد حركة الاشخاص، ووفقًا لتقرير أعده باحثو المخلفات الإلكترونية في الأمم المتحدة، فإن جائحة كوفيد-19 تسببت في تراجع حجم المبيعات العالمية للأجهزة الكهربائية الثقيلة، وذلك خلال الثلاثة أرباع الأولى من عام 2020.

 

 

تداعيات جائحة كوفيد-19 على استهلاك الأجهزة

 

 

كشفت جائحة كوفيد-19عن وجود فجوة رقمية بين الدول مرتفعة الدخل ومنخفضة الدخل؛ حيث انتعش استهلاك المعدات الإلكترونية والكهربائية في الربع الثالث من عام 2020 في الدول ذات الدخل المرتفع، أكثر منه في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل،حيث تتناقص القدرة على التكيف مع الرقمنة أو مجرد امتلاك الإلكترونيات والاستفادة منها في بعض أنحاء العالم.

 

 

أدت عمليات الإغلاق التي تسببت فيها جائحة كوفيد-19 إلى الاتجاه الى العمل والتعليم عن بُعد، والتسوق عبر الإنترنت؛ مما جعل العديد من الخبراء يتوقعون زيادة كبيرة في استهلاك المعدات الكهربائية والإلكترونية، بالإضافة إلى زيادة كمية المخلفات الإلكترونية التي سيتم التخلص منها، وبالتالي قيام الأسر بالذهاب إلى التسوق لاستبدال المعدات الإلكترونية شبه المكسورة.

 

 

 

 

المصدر

 

رابعًا: دور إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية في تحقيق التنمية المستدامة

 

 

إن الحجم المتزايد لمخلفات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية واستخدام ممارسات الحرق أو مكبات المخلفات غير الملائمة والخطرة لمعالجتها والتخلص منها تشكل تحديات كبيرة على صحة الإنسان، وسعيًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، والتي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 2015، فإن إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية ستسهم في تحقيق العديد من تلك الأهداف، ولا سيما الأهداف المتعلقة بالبيئة والصحة، كما سيكون لها تأثير على النمو الاقتصادي، وعليه فإن التعامل الصحيح مع المخلفات الإلكترونية وتحسين أساليب تجميعها وإعادة تدويرها سيكون له بُعدين وهما:

 

 

البعد البيئي المستدام:

 

 

 

 

البعد الاقتصادي المستدام:

 

 

 

خامسًا: المخلفات الإلكترونية والاقتصاد الدائري

 

 

مفهوم الاقتصاد الدائري:

 

 

 

الاقتصاد الدائري وفقًا لتعريف الاتحاد الأوروبي: هو نموذج إنتاج واستهلاك يتضمن إعادة استخدام المواد والمنتجات الموجودة وإصلاحها وتجديدها وإعادة تدويرها لإبقاء المواد ضمن الاقتصاد حيثما أمكن ذلك؛ بما يعني أن النفايات نفسها ستصبح موردًا، وبالتالي تقليل الكمية الفعلية من النفايات. وهو بذلك  يتعارض بشكل عام مع النموذج الاقتصادي الخطي التقليدي ، والذي يعتمد على نمط “أخذ صنع واستهلاك ورمية”.

 

المصدر

 

أهداف الاقتصاد الدائري

 

 

يهدف الاقتصاد الدائري إلى مواجهة التحدي القائم وهو تلبية الاحتياجات المتزايدة للاستهلاك مع الحفاظ على الموارد قدر الإمكان، ويتمحور الاقتصاد الدائري حول أربعة برامج رئيسة وهي: حماية الموارد، والإنتاج المستدام، وترشيد الاستهلاك، وخلق طحن القيمة من خلال التحويل أو إعادة التدوير.

 

مبادئ الاقتصاد الدائري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى