
عمل أدبي
مصر: إيهاب محمد زايد
عندما يأتي الهواء تسلب القرار فالموت قرار والحكم قرار، والفكرة قرار والحرب قرار والسلم قرار والتمدن قرار وحين ينهض الشعب قرار، وحين ينام قرار. برودة تتلحف بها تسعينات القرن الماضي لأسرة بها زوجة لرجل يعمل بالقطاع العام وكأنها رمش بالهواء مشبوك ببال شعب. كان يحلم بقوة مصانع دولتة. هذه المصانع التي ساهمت في حرب أكتوبر ، إنتصرت مصر علي العدو لكنها لم تنتصر بعد علي الغدر والخيانة ذلك الجرح الذي جعل سعيد في حيرة حين يتم بيع مصنعه للخزف والصيني ذو الأصول الحكومية العريقية، لكن الإصلاح الإقتصادي رمي عمي سعيد في مشروع الخصصة. لم يكن عمي سعيد بمفردة بل هو جيل كامل خرج ولم يعد من العمل الحكومي، كان زوج بنت عمي سعيد رجل مجدا يخرج من بعد الفجر ويعود بعد تنتهي مناوبتة يجلس مع أولاده يهنن أطفاله يلعب معهم ثم ينطلق إلي عمل أخر ينهي به ما تبقي من عمرة. خسرت الشركة وكان الصندوق للنقد الدولي علي باب جمال جوز بنت عمي سعيد يطرق بابه الخواجه خصص المصنع هذا القطاع الذي كان يد ورجل مصر في فترات الستينات الهزيمة والانكسار ، الاستنزاف وأخيرا الانتصار لم يكن هناك مفهوم رأسمالي يحكم مصر بهذه الفترات العصيبة. خرج عمي سعيد وزوج ابنته من باب المصنع ويطويحهما الهواء بلا أمانة كلهم جروح لا يفرحون بأحبابهم وهذه المكافأة من خمسون ألف جنيه الذي استلمها عمي سعيد وفتح بها مهنة كان يحبها وهي الجزارة. كان يذهب لشراء الذبيحة ثم يختمها بيطريا كم يمضي علي عقد عمل سعيدا مشبوكا بإسمه، يذبحها ويجلس بالمحل يبيع اللحم لمدة إسبوع يحضر الزبون يشتري ويلف له عمي سعيد في ورق اللحمه كم يلف أحزانه ومصنعه ونفسة التي باعدت من الفرح أشواك علي ضمير مستتر لا يعرف غناء المووايل. كان يقتل فراغة وعمرة الباقي وصنعته التي تعلمها وهذا الخواجة الذي يشرط علي وطنه بيع عوامل النصر،والاتزان في الصناعة والتجارة ثم يلهث الوطن وراء مستثمر يضع شروط أخري بينما يمر الوطن في السوق الحر كالريح المرسلة سريعا علي هذا المواطن عمي سعيد. يستيقظ كل يوم بالصباح يفتح محل الجزارة ولا يترك أثر في لخبطة هذه العادات صلاة فعمل فعودة فرجوع وكأنها بتلات ورد تمر كالسحاب بها غيث ترسم أفق السماء كمن يرسم الحنة علي عروس بعرسها حتي توفي عمي سعيد سريعا تاركا ابنته وزوجته وأخواتها في معترك الحياة هذا الأسعار التي تحكي ضيق الاتاج وتعطل العقول وهذه العوامل الإقتصادية التي تختبر صبر الوطن والمواطن. أمن عجز مات عمي سعيد كبدا علي مصنعه. أم هو الايمان المغلف بالصبر يحكي لنا إصفرار الأيام كزرع ينضب من مرض أو ملح أصاب الأرض أو هذه الجرثومة التي تفتك بهذه الجذور لتعفنها. من المسئول عن عفن جذورنا لقد شيعت الجنازة وسترة الله عمي سعيد القبر والتراب بينما ترك زوج ابنته يعارك الحياة فهو الزميل الذي تزوج ابنته كانت تحلم بقصر بخيالها بينما هو يحلم بالكيف بعض من النساء التي تشيد برجولتة بعض من الماض الذي رأته عيونها تحكي هذا العمر الضائع في ملايات هذه النساء. كان الجري وراء النساء كأسد الغابة لا يشبع من لحم الفريسة يستلزم مزاجا خاصا فكان المخدرات وخصوصا الحشيش. هذه هي أموال المكافأة التي أعطتها الحكومة بالمعاش المبكر. هي ألفاظ التسعينات التي قضت علي جيل كامل من العمالة عمر ضائع علي هذا الوطن الخصخصة، والمعاش المبكر كانت تنحت في جدار الوطن نموذجا غريبا من هذا الفشل في القرار والفهم بيع هي صدر الصحف التي تشجع علي الانفتاح الجديد والسوق الجديدة والعرض والطلب هل يوجد طلب أكثر من تركيع شعب وبيع أصوله هنا الندم هو تأهيل لغيبوبة شعب، دفن الناس أحياء من خلال حال جمال الجنس والمخدرات وهذه البطالة والعمل من أجل الفرد ليس من أجل المجموع. عمل بشركة أمن فهو لا يعرف صناعة الا الخزف والصيني وهذه الكأس من لبن بحليب بالصباح يشرب ليشعل سيجارة توقظ أعضاءة علي فتنة صباح يحبوا نحو عمر جديد وأمل جديد مات الأمل والصباح والنور بهما فلم يعد له عمر الا الخطيئة. بينما زوجتة تربي ثلاثة أولاد ترفع من شأنهم وتعلمهم القتال بالحياة فالرأسمالية تحتاج إلي قتال وإلا بيع الأعضاء بعد بيع الجسد فهذه الفتيات علي ملهي ليلي لم تجد من يعلمها الستر ولم تجد من يعلمها القناعة قبل أن يعلمها الأخلاق والأدب هذا ناتج الطبق. هذا هو الشعب الذي يرمز كل شيئ برمز فسمي بوابة الإنفتاح طبق أو دش هل يأتي الحرمان الا بالوجع وعمر غير مستغل علي هذه الأرض. كانت زوجتة تعبث مع هذه الأمواج العاتية من السوق فهي تعمل في أكثر من مهنة لا تجيد مهنة واحدة بينما هي تقضي الوقت المطلوب وتأخذ المبلغ المطلوب. فالمصريون كسالي للغاية في ترويق منازلهم ونفض الغبار عن حوائطها، وأيضا مسح درج السلالم والأرضيات هذه هي الوظائف الشاغرة التي تساعد علي زيادة الدخل من خلال عمر يجري بل يقفذ كمن يقفذ في بركة من الخوف تحمل أشباح فلا يوجد أفراح إلا السكر فخرج البانجو والترمادول ومشتقاتة هنا يعب المصريون بصحتهم وفكرهم. مرضت أم زوجة جمال والتي أصبحت عبأ علي زوجتة البنت الوحيدة التي لا تستطيع أن تترك أمها المريضة. من أصعب أيام الوطن أن لاتجد مأوي للعلاج تستريح فية. وهذا الخرف من الدعم ولفظ الإقتصادي عم المستشفيات ثم استقلت في الخصوص والخصخصة والقطاع الخاص. لم تبرح هذه الزوجة أمها بينما جمال قابع علي رغبتة في ضياع عمرة. كم عمر راح؟ كم بسمة راحت؟ وكم مجروح مات كبدا.
جمال: هل أمك هي ميراثي؟
زوجتة: بل هي ميراثي أنا
جمال: والمصاريف علي من يدفعها
زوجتة : معاش أبي وبعض الإعانات
جمال: هذه الكلمة ملعونة الإعانات، المنح والمساعدات
زوجتة: أنا أعمل بينما تغدقني الصدقات وهو شيئ من عند الله
جمال: الله يأخذك من هذا العالم أنت وأمك
زوجتة: لولا أولادك لقطعت رائحتك فلم تكن أبدا عمري ولا صباح عمري
جمال: ولا هذه الأرض كانت أمنيتي
ذاد التعب علي أم زوجة جمال وخرجت من أسراب ملعونة بأسرار طفولة الشيخوخة من خلال البامبرز هذه القطعة من السيللوز التي تسترنا من البلل حينما يخطأ جهازنا العصبي. لم تغيب أم الزوجة عن الوعي لكن الحزن والكبد والفراق والوجع وصراع بنتها يجلب لها الأرق وهذا الشجار بين ابنتها وزوجها الذي يغمد السكين في عمر الأيام فيقتلها ولم تعد هناك الليالي الحلوة ولا السمر ولا الشوق ولا المحبة وهذا القلب المفعم بالوجع
الأم: خلي نفسك شجاعة وأستري نفسك
الزوجة:أنت أحلي حنان قلب
الأم : سأفارق؟
الزوجة: بعد الشر
الأم : لا شر بالموت إنما هو السترة فلا تبكين ولا تتحدثني وإجلسي بين النساء بلادموع ولا وجع فسوف يرضيك الله في أولادك ولن يترك حنان قلبك أولادك يضلون. نعم هذه العيون لن تخرج مرة أخري من وطأة الصندوق الدولي ولن يباع القطاع العام حتي ولو أصبح قطاع أعمال. فاضت روح الأم وبكت الزوجة وتلوت وتلوعت بينما هي كذلك دخل الزوج سكيرا لم يفق من مشهد الموت ولم يصدق هذه البرودة في زوجة حماتة. فلا لمس ولا هواء يخرج ولم يعد هناك أحباء بل أمراض من الخصخصة التي ملئت بيوتنا عمر فات وروح ضائعة. كانت يقظة الزوج علي نحاب زوجتة وأولاده الثلاثة علي هذه الجدة وهذا التاريخ الذي بني فيه المصانع وتعمير هذا الوطن ماتت الجدة ولم تمت الأيام فالصبح قادم لا محالة بينما الزوجة تعمل في ثلاثة أعمال. تخرج الأول محمود ثم الثاني محمد ثم الثالث أحمد بدأوا يعملون في القطاع الخاص بينما الزوج يصرف معاشه علي الغيبوبة من فراق الوظيفة. جهزت الأم لأبنئهم الثلاثة طموحا جديدا شقق بالإسكان الإجتماعي فقد باشروا التقديم فيه حصلوا علي بعض الشقق وتغيرت أحوالهم بعد الزواج بينما مازالت أمهم تعمل بجد في أكثر من عمل حتي لا تعيش علي المنح والمساعدات والصدقات هي تريد أن ترتقي أكثر. بينما الزوج بدأ يفيق يصلي كما كان قبل المعاش المبكر
جمال:أنا أموت بالبطيئ
الزوجة: صنعت هذا بنفسك
جمال : نزواتي
الزوجة غيابك عنا هذا ما فاتك
جمال: أحبك
الزوجة: لم يعد لي روح أحب بها مات القلب ذاد الفراق ولا تجمعنا الجغرافيا بدنيا الحب
بينما هما يتعتبان كانت هذه الشركات الوطنية التي تفتحت أبوابها لاولادهم رغم وجع الروح ورؤية الغيبوبة وهذا العمر الضائع من جمال كان هو عمر ضائع من الوطن. فليس كل مستثمر وطني ولم يكن كل رجل أعمال منتج. هذه الأعمار يجانبها القرار فكل شيئ له قرار، وهو ما أتخذته الزوجة أن أظل أعمل دون فرار من العمل في إنتاج عمر فرحة أيام، حتي ولم يعد تأميما فالعمل الحكومي لم يعد قرار أجيال قادمه بعدما انفتح الناس في أذهان عمرهم كان قرار الحكام لا تفريط في كل صناعة وطنية استفاق القرار من فترة عثمانية قاتمة السواد في وجود هذا الوطن لاتبيع عمرك، لا تبيع أحلامك، ولا تشتري حنانك فكل أمر له قرار يحتاج رجل شجاع ورجل حرب بيده القرار. الأولاد الثلاثة أنجبوا في نهاية أحزانهم ثلاثة من الأمل للمستقبل وللغد المشرق وهذا العمر الذي يحتاج إلي قرار جديد هو أغلي من الأيام وأغلي من الأحلام. بينما الزوجة تنتج تاب جمال وأقلع عن الحشيش وأصبح يحن لرسول الله صلي الله علية وسلم ولم تسامحه زوجتة لكن شيخوختة تستدعي التعاطف وهذه هو الحلم الجديد الحنان قرار في يد زوجتة وهي تراه يحتضر بنهاية عمر بها صلاح وتقي وخوف من الله. أسدل عمره علي شوق لم تناله ليالية وهو التوبة. فالتوبة قرار كما الخصخصة قرار. أحرسوا علي أصول الوطن فهي أحلام نبنيها وفجر يشرق. أستفاقت الادارات التالية للوطن لهذه الرؤية فتبنتها. ورغم هذا فالموت لايسترنا أحيانا إنما يفضحنا أمام الشجن والعتاب والصلح مع الأيام. الموت مثل الماضي له جراحه



