عائلة أردوغان .. كلهم لصوص

عائلة أردوغان .. كلهم لصوص
بقلم / محمد عبدالمولي

* تجارة النفط والدم.. مصدر الثروات السرية لعائلة أردوغان
تهريب الأسلحة والنفط وتمويل الإرهاب.. هي مصادر الثروات السرية لعائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأبنائه التي تضخمت خلال العشر سنوات الماضية من تجارة النفط والدم على جثث مئات آلاف من الشعوب العربية في العراق وسوريا وليبيا.
ويقوم أبناء أردوغان في شراء النفط المسروق من العراق وسوريا وليبيا بثمن بخس مقابل تهريب الأسلحة للإرهابيين التابعين لهم لقتل شعوب الدول الثلاث وإضعافها في سبيل تحقيق وهم إمبراطورية أردوغان العثمانية مرة أخرى.
ورصد موقع “إنفو.فرونت.نيوز” البحثي الروسي الناطق بالفرنسية، تحقيق شركات عائلة أردوغان في أوكرانيا ومولدوفا الأوروبية، أرباحا كبرى نتيجة تصعيد الوضع في سوريا والعراق أو شن تركيا للحرب ضد الأكراد والتنظيمات الإرهابية.
وقال الموقع إن الوضع المتصاعد في سوريا وليبيا، والتحركات المستمرة للوفود التركية في أوكرانيا ومولدوفا، والحرب ضد الأكراد والمنظمات الإرهابية العالمية، مثل داعش وهيئة تحرير الشام كلها روابط في السلسلة نفسها، التي ترتبط بأسرة أردوغان.
بلال.. عراب الفوضى
ودلل الموقع الناطق بالفرنسية، على تلك الصلات المشبوهة، أنه خلال الفترة من 2013 إلى 2015، كانت علاقات نجل الزعيم التركي بلال أردوغان مع تنظيم “داعش” الإرهابي محل تساؤل العديد من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية.
وعثر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على صور نشرها بلال أردوغان تعود إلى عام 2013، بسعادة مع مقاتلي داعش، الذين قطعوا رؤوس السجناء في العراق وسوريا بنفس الفترة. كما تم نشر وثائق تثبت أن بلال أردوغان هو الذي سيطر فعليا على تدفقات النفط العراقي والسوري، واشترى “الذهب الأسود” من إرهابي “داعش” في السوق الموازي، وفقا للموقع.
وتمتلك شركات الشحن التابعة لأردوغان الابن أرصفة خاصة بها في الموانئ اللبنانية في بيروت وميناء جيهان التركية، حيث يتم تسليم المواد الخام المهربة من التنظيمات الإرهابية بواسطة ناقلات.
وكان دعم تركيا للتنظيمات المسلحة في سوريا، بداية لنوع من الاستيلاء على حقول النفط في شمال سوريا، التي استعادها الجيش السوري، بعدما كانت تسيطر عليها أنقرة في 2017 بالكامل، تحت مظلة ما يطلق عليها “قوات سوريا الديمقراطية”.
* ورقة “سراقب” الرابحة بيد دمشق.. مقبرة لأطماع أردوغان
النقطة التالية التي تطرق إليها الموقع البحثي، روابط بلال أردوغان مع دولة صغيرة في ضواحي أوروبا وهي مولدوفا، حيث يقوم عن طريق تلك الدويلة بتمرير جميع الأنشطة المشبوهة التركية لأسرة أردوغان، بما في ذلك تهريب الأسلحة والسجائر والمخدرات.
* بلال ومولدوفا
وأشار الموقع إلى أنه “في عام 2019، دخلت ليبيا سفينة محملة بالأسلحة والمعدات التركية، برفقة مرتزقة من عدة دول، لا سيما سوريا، واعترفت أنقرة علناً بأنها لن تمتثل لحظر الأمم المتحدة الذي يحظر التعاون العسكري التقني مع أي من الأطراف المتحاربة في ليبيا”.
* أردوغان والنفط السوري.. أطماع تنسف أسطوانة الإرهاب
ومع ذلك، رفعت السفينة علم مولدوفا وتم تعيينها في ميناء جيورجيوليستي (مولدوفا)، بالإضافة إلى ذلك، واعترفت حكومة مولدوفا بهذه الحادثة، وحذرت أصحاب السفن من استخدام رموزها في نقل هذه البضائع.
وفي صيف عام 2019، تم نشر مقابلة مع المدير السابق للمطار العسكري في ماركوليستي بمولدوفا، فلاديمير مايدوك، أكد خلالها أنه من خلال الشركات الوسيطة الأوكرانية يتم نقل الأسلحة والذخائر من تركيا لنشطاء تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا، ما يؤكد أن تركيا تدعم تنظيم داعش في سوريا.
وتمكن الصحفيون المحليون من تعقب سلسلة كاملة من تهريب الأسلحة.. بداية من شراء الأسلحة والمعدات من مستودعات أسلحة في مولدوفا من قبل شركة معينة، تمرر الأسلحة والذخيرة للإرهابيين من خلال العديد من الشركات الوسيطة، وعبر الأراضي التركية، بالتسهيلات التي يوفرها نجل الرئيس التركي بلال أردوغان.
من المثير للاهتمام أن كل هذه البيانات تؤكدها تقارير من مركز دراسة الجريمة المنظمة والفساد، الذي تم إنشاؤه وتشغيله بتمويل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، كما تظهر مقالات منفصلة عن تهريب الأسلحة في بعض تقارير الناتو، بحسب الموقع الناطق بالفرنسية.
والشخص الثاني الذي سلط التقرير عليه من أسرة أردوغان، هو ابنته سمية أردوغان، التي سعت إلى التطوع في مدينة الموصل العراقية في مطلع عام 2014، ثم تم أسرها من قبل مقاتلي “داعش”، لكن والدها أنقذها من تلك الرحلة الخطيرة، بمنحها الحق بالانخراط في العمل الخيري داخل حزب العدالة والتنمية.
* تركيا تعالج مقاتلي “داعش”
ومن بين الوقائع التي رصدها الموقع الناطق بالفرنسية، أنه في عام 2015، تم افتتاح مستشفى عسكري في سانليورفا في جنوب تركيا، حيث يتم علاج مقاتلي “داعش”، وإعادة تأهيلهم بتغيير هويتهم للانخراط في تنظيمات إرهابية جديدة، مثل هيئة تحرير الشام، وفيلق الشام، وغيرها من التنظيمات الإرهابية المدعومة من أنقرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ابنة الرئيس التركي لديها عدة خطايا، فبعد دخولها عالم السياسة مباشرة تلقت نحو 30 ٪ من أسهم شركة تبيع الفواكه والزيتون برأس مال 130 ألف دولار أمريكي، وتعمل هذه الشركة على تقنين الزيتون الذي تزرعه التنظيمات الإرهابية في إدلب. حيث يبيع هؤلاء الإرهابيون المنتجات الزراعية مقابل الحصول على الأسلحة.
وأشار الموقع إلى أن الرئيس التركي لديه أيضا الابن الأكبر – أحمد براق (39 عاما) الذي يشارك في القطاع البحري التركي، ويمتلك 99 ٪ من أسهم شركة MB Denizcilik وتقدر ثروته بنحو 80 مليون دولار.
ووفقا لوسائل الإعلام، فهو الابن الذي يقدم الحلول اللوجيستية المتعلقة بنقل النفط السوري إلى الخارج.. كما يتخصص براق في تهريب الأشياء ذات الأهمية التاريخية والثقافية.
وحقق أحمد براق، الذي تأثر بتاريخ وثقافة الدول الإسلامية منذ شبابه، عشرات الملايين من الدولارات في السنوات العشر الماضية، من خلال خدمات الوساطة لإعادة بيع المجوهرات العتيقة التي سُرقت من سوريا والعراق.
ولعل ما يفسر تلك الوقائع الخطيرة، تصريحات أردوغان العلنية التي كشف فيها عن مطامعه بطلبه من موسكو حق استغلال حقول النفط في دير الزور في سوريا.
* براق أردوغان.. يدير إمبراطورية “خفية” بعيدا عن أجواء إدلب
لا يتوافر الكثير من المعلومات عن النجل الأكبر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أحمد براق أردوغان، رجل الأعمال المليونير الذي يمتلك 6 سفن على الأقل.
وطالب برلماني تركي معارض، الأحد، الرئيس رجب طيب أدوغان، بإرسال نجله إلى إدلب السورية للقتال في صفوف الجنود الأتراك هناك، متهما في الوقت ذاته أبناء الرئيس بعدم أداء الخدمة العسكرية.
وكان أردوغان قد قال، السبت، تعليقا على قتلى الجيش التركي، الخميس الماضي بإدلب: “قوافل الشهداء لن تنتهي أبدا”، ما أثار حفيظة المعارض علي ماهر باشارير.
وأشار تقرير نشره موقع “نورديك مونيتور” السويدي إلى أن شركات براق أردوغان لا تملك موقعا على شبكة الإنترنت. والصور المتاحة له على شبكة الإنترنت لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة.
كما أن نجل أردوغان لا يحظى بوجود على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر أو فيسبوك أو أنستقرام أو أي منصة اجتماعية أخرى.
ولا يشغل براق نفسه بالتعليق على أي شيء، حسب الموقع السويدي، حتى وإن كان حدثا تهتز له تركيا بأكملها. فلم ينطق بكلمة أثناء أو بعد انقلاب 15 يوليو/تموز 2016.
وكان العضو الوحيد في العائلة الذي لم يحضر أداء اليمين الدستورية لوالده بعد انتخابه رئيسا عام 2014. ولم يحضر جنازة جدته، ولم يشارك في حفلات زفاف إخوته.
واتهم باشارير النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، الرئيس بترديد شعارات حماسية جوفاء كـ”الشهادة” في سيبل الوطن وهو وعائلته لا يسعون لنيل الشهادة.
وفي تغريدة نشرها تعليقا على تصريحات أردوغان، قال باشارير: “السؤال الأهم في هذا السياق: هل أدى أبناء أردوغان واجبهم الوطني بالجيش؟”.
وأضاف: “على حد معلوماتي أحدهم دفع مبلغا ماليا ليتم إعفاؤه من أداء المهمة عملا بالقانون الذي سنته حكومة العدالة والتنمية بوقت سابق”.
وأوضح تقرير “نورديك مونيتور” أنه على عكس أبناء أردوغان الآخرين، الذين تترد أسماؤهم كثيرًا في وسائل الإعلام، فقد احتجب براق بشكل تام لسبب غير معروف، متجنبًا أي نوع من التفاعل الاجتماعي.
لا يعيش براق في تركيا، ويتم حذف الأخبار والمنشورات والتغريدات التي تذكر اسمه على الفور بموجب أوامر المحكمة التي يؤمنها محاموه في أي وقت من الأوقات، حتى إنه رفض ذكر اسمه على صفحة تركيا على موقع “ويكيبيديا”.
وتشير التكهنات إلى أن تجنبه الاهتمام بالرأي العام بدأ بعد أن صدم المغنية سيفيم تانوريك، في حادث مروري عام 1998، والتي توفيت متأثرة بجراحها.
كان براق طالبا في جامعة إسطنبول في ذلك الوقت، وبحسب المعلومات المتوافرة لم يكن لديه رخصة قيادة حين صدم المغنية أثناء عبورها الطريق.
كان رجب طيب أردوغان عمدة إسطنبول في ذلك التوقيت، وسارع بإرسال براق إلى الخارج. ووفقًا لشهود العيان، تم إرسال عمال البلدية على الفور إلى مكان الحادث، وتم تنظيف الشارع بأكمله، ولم يمثل براق أردوغان أمام المحكمة.
وفي محاولة لتفسير تجنب براق الظهور العلني، على عكس إخوته الآخرين، تكهن البعض بأنه على خلاف مالي مع والده، إلا أنه اعتقاد خاطئ لأن أردوغان نفسه يدعم نشاط ابنه التجاري، كما فعل عندما احتاج ابنه لرأس مال لشراء سفينة، بحسب “نورديك مونيتور”.
ليس ذلك فحسب، فإن شقيقه مصطفى وشقيقه ضياء إيلجن، اللذين يثق بهما أردوغان ثقة كبيرة، شريكان تجاريان لبراق.
وخلال المحادثة الشهيرة بين أردوغان وابنه بلال، التي نشرها موقع “نورديك مونيتور”، طلب أردوغان من بلال التخلص من النقود المخبأة في منازل أفراد الأسرة في أسرع وقت ممكن لتجنب مصادرتها في مداهمة محتملة للشرطة خلال 17 ديسمبر/كانون الأول 2013 أثناء التحقيقات بشأن عملية فساد.
وطلب أردوغان حينها من نجله الصغير ضرورة البقاء على اتصال وثيق مع شقيقه براق خلال التخلص من الأموال التي يتم وضعها في أماكن مختلفة.
ولد براق في 4 يوليو/تموز 1979 وتلقى تعليمه الثانوي في تركيا وغادر إلى لندن بعدما صدم المغنية ليدرس الاقتصاد، بمنحة من رجل الأعمال التركي رمزي غور بناء على طلب أردوغان. وتزوج “سيما” ابنة رجل الأعمال عثمان كيتنجي الذي أصبح شريكه فيما بعد في شركة النقل البحري.
وفي 2006 أسس براق مع شقيقه مصطفى وتركي آخر هو ضياء إلجين شركة للنقل البحري، وخلال بضعة أشهر يتمكن الشركاء الثلاثة من شراء أول سفينة، بنحو 2.35 مليون دولار، والتي كانت فيما بعد جزءا من أسطول من ست سفن.
وقام أحد الصحفيين بسؤال أردوغان، رئيس الوزراء آنذاك، في برنامج تلفزيوني مباشر حول الصفقة، متسائلاً: كيف يمكن لشاب يبلغ من العمر 28 عامًا، درس الاقتصاد بمنحة دراسية ولم يكن لديه رأس مال أو مصدر آخر للدخل من شراء سفينة بعدة ملايين من الدولارات. أجاب أردوغان: “هناك سفن، وهناك سفن صغيرة. هى ليست سوى سفينة صغيرة. “
خلال العامين التاليين، استحوذت شركته على أربع سفن أخرى في تتابع سريع ومشبوه.
صفقات براق التجارية وبعض صلاته الشخصية كانتا ضمن ملفات التحقيق الخاصة بعمليات الفساد الكبرى عام 2013، والتي أغلقها أردوغان عبر إقالة جميع المدعين العامين وضباط الشرطة الذين تعاملوا مع الملفات على أي مستوى. لا يزال بعض هذه الملفات متاحة للجمهور، فيما حجب بعضها الآخر.
وقد اختلطت تعاملات براق أردوغان التجارية، سواء أكانت خاصة به أو نيابة عن والده، بالأجندة السياسية لتركيا مؤخرًا أيضًا، وهو ما ظهر مع ظهور ما يعرف بـ”وثائق مالطا السرية” التي كشف عنها زعيم المعارضة الرئيسي في تركيا كمال كيلجدار أوغلو.




