الدكتور خالد العناني أول مصري وعربي يتولى منصب مدير عام اليونسكو
في إنجاز تاريخي غير مسبوق، انتخب المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا للمنظمة للفترة من 2025 إلى 2029، ليصبح أول مصري وعربي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1945، بعد حصوله على 55 صوتًا من أصل 57 في تصويت المجلس التنفيذي، وهو رقم قياسي في تاريخ المنظمة.
وجاء فوز العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، بدعم عربي وإفريقي واسع، بعد أن تبنّت جامعة الدول العربية ترشيحه رسميًا في قمة مايو 2024، باعتباره المرشح العربي الوحيد، وهو ما عكس رغبة الدول العربية في تعزيز حضورها داخل المنظمة الدولية.
وقال الدكتور العناني عقب انتخابه إن خدمته في اليونسكو “لن تكون مجرد إدارة لمنظمة دولية، بل التزامًا بتجسيد قيم التنوع الإنساني وجعل المنظمة بيتًا لكل شعوب العالم”، مؤكدًا أن رؤيته تقوم على الحوار، التشارك، وبناء التوافقات بين الدول الأعضاء.
ويعد العناني من أبرز المتخصصين في علم المصريات، حيث شغل وزارة السياحة والآثار (2019–2022)، وكان أول وزير يجمع بين حقيبتي الآثار والسياحة منذ عام 1966. كما تولى الإشراف على المتحف المصري بالقاهرة ومتحف الحضارة المصرية، وحصل على عدة أوسمة دولية، منها وسام فارس جوقة الشرف الفرنسي (2025) ووسام الشمس المشرقة الياباني (2021).
وأكد المدير العام الجديد لليونسكو أن التعليم سيكون في صدارة أولوياته، باعتباره “الركيزة الأساسية لأي تنمية حقيقية”، مشيرًا إلى عزمه على تعزيز التحول الرقمي وتقليص فجوة المساواة في التعليم. كما شدد على أن حماية التراث الثقافي تمثل محورًا رئيسيًا في رؤيته، من خلال إشراك الشباب في جهود الحفاظ عليه وتحويله إلى مورد للتنمية المستدامة.
وأوضح العناني أن هدفه هو جعل اليونسكو أكثر قربًا من الدول الأعضاء، خاصة إفريقيا والدول النامية، عبر تعزيز الحضور الميداني والمكاتب الإقليمية، حتى تكون المنظمة أكثر فاعلية في دعم التعليم والثقافة والعلوم.
واختتم قائلاً: «اليونسكو التي نحلم بها يجب أن تكون منصة حقيقية للتعاون الإنساني، تُبرز ما يجمعنا لا ما يفرقنا، وتضع التعليم والثقافة والتراث في قلب جهود بناء السلام العالمي».
