الهدف من الغزو التركي عودة “داعش”؟! .. وإطلاق سراح معتقليهم

الهدف من الغزو التركي عودة “داعش”؟! .. وإطلاق سراح معتقليهم
بقلم:
محمد عبدالمولي
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
تصاعدت المخاوف من عودة ولادة تنظيم داعش الإرهابي نتيجة للعدوان التركي على الأراضي السورية شمال شرقي البلاد، إضافة إلى غارات جوية قامت بها أنقرة مطلع أكتوبر الجاري في شمالي العراق طالت معسكرات حزب العمال الكردستاني.
وترسخت هذه المخاوف بعدما أوقفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حربها ضد تنظيم داعش، لاستحالة تنفيذ أي عملية في ظل التوغل التركي في الشمال السوري والتهديد الذي يطال عناصرها.
وتحرس “قسد” منشآت سجون تضم نحو 11000 إرهابي من داعش، بينهم نحو 9000 سوري وعراقي، و2000 من نحو 50 دولة أخرى رفضت حكوماتهم إعادتهم، كما يديرون مخيم “الهول” الذي يضم عائلات داعش.
عوامل ضاغطة
——————-
ثمة العديد من العوامل التي تساهم في عودة سريعة لتنظيم داعش في سوريا والعراق، أولها مهادنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوغل العسكري التركي شمال سوريا، وتخليه عن دعم الأكراد.
ورغم دور لا تخطئه عين للقوات الكردية في هزيمة “داعش” مقابل اتهامات لتركيا بإدارة علاقة مع الكيانات المسلحة، وتحولها في أوقات عدة من ممر إلى مستقر لقيادات إرهابية فإن الولايات المتحدة غضت الطرف عن العدوان التركي الغاشم على سوريا.
وفي تغريدة له قال ترامب، إن تركيا ستتحمل مسؤولية إبقاء أسرى تنظيم داعش في السجون، وعدم فسح المجال أمام التنظيم لإعادة تأسيس نفسه، مضيفا أن “واشنطن تتوقع من تركيا الوفاء بالتزاماتها”، مؤكدا أن “بلاده ستراقب الأوضاع عن قرب”.. لكن في المقابل، لا تمتلك تركيا القدرة على التعامل بشكل آمن ومناسب مع إرهابيي داعش المعتقلين منذ فترة طويلة لدى الأكراد.
وثانيها يتعلق برفض الدول التي لها رعايا منتمون إلى “داعش” في معسكرات الاحتجاز شرق سوريا، تحمل مسؤولية استعادة مواطنيها وأطفالهم لاعتبارات إنسانية وفي ظل أطرها القانونية وبحث كل حالة على حدة.
خلف ما سبق، فإن تركيا ربما لا تستطيع السيطرة على عناصر “داعش” حال إعادة انتشارها، خاصة مع تصاعد الفكر الداعشي المتطرف داخل معسكر الهول في شرق سوريا الذي تتولى قوات “قسد” إدارته وحراسته.
ويعد من أكبر المخيمات في العالم وأخطرها حيث يعيش فيه نحو 74 ألف من عائلات الدواعش، حسب تقديرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كما أنه لم يعد مجرد معسكر لإيواء واحتجاز العناصر “الداعشية”، خاصة من النساء والأطفال، بل أصبح يمثل بؤرة للعنف والتحريض، في ظل سيطرة الفكر “الداعشي” عليه بشكل ملحوظ.
وثمة مؤشرات عدة عززت المخاوف من عودة “داعش” إلى تموضعه في سوريا، يمكن بيانها على النحو الآتي :
————————————–
انسحاب واشنطن
———————
يتوقع حدوث انتعاشة لافتة لتنظيم داعش مع انسحاب القوات الأمريكية من بعض مدن شمال شرقي سوريا، وبخاصة “رأس العين وتل أبيض” في 8 أكتوبر الجاري، وهي المدن الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا.
والأرجح أن الموقف الأمريكي يثير الكثير من علامات الاستفهام، ورغم محاولة الرئيس ترامب طمأنة الأكراد فإن توجهاته بشأن التوغل التركي، ورفضه انخراط واشنطن في دعم عناصر “قسد” في مواجهة العدوان التركي.. قد يوفر بيئة حاضنة لعودة تنظيم داعش على الأرض، ويؤكد على ذلك تأكيد وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، أن “العملية التركية ستكون مسؤولة عن ظهور جديد للآلاف من إرهابيي داعش”.
في سياق متصل حذر عدد من نواب الكونجرس من أن هجوم تركيا على الأكراد سيمكن مسلحي “داعش” من الهروب، والعودة لساحة المعركة من جديد.. كما انتقد السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام -المقرب من ترامب- قرار الانسحاب من شمال سوريا، ووصفه بالكارثة. وقال إنه سيطرح مشروع قانون في مجلس الشيوخ يدعو لإبطال هذه الخطوة.



