حكومة الوفاق الليبية والموالية لتركيا والغير شرعية تتصدع

حكومة الوفاق الليبية والموالية لتركيا والغير شرعية تتصدع
تقرير من إعداد:
——————–
محمد عبدالمولي
———————
*** المجلس الرئاسي في طرابلس
——————————————
يتصدع.. خلاف “الوفاق” يشتعل
—————————————-
جدد نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، أحمد معيتيق، الجمعة توجيه سهامه إلى من وصفها بـ “سلطة الفرد المطلقة” في إشارة إلى فايز السراج وفريقه في الوفاق، معتبرًا أنها سبب في الفساد.
وملمحا إلى عمليات فساد وهدر داخل الوفاق، دعا في بيان نشر على صفحته الجمعة الليبيين إلى التظاهر والمطالبة بفتح تحقيق في الأموال التي صرفت، وأوجه صرفها.
كما طالب وزير الداخلية، فتحي باشاغا، الذي يواجه بدوره مشاكل مع بعض الفصائل في العاصمة طرابلس بـ”اتخاذ ما يلزم لحماية المتظاهرين”.
خلاف يشتعل
——————
وتظهر تصريحات معيتيق خلال الأيام الماضية اشتعال أزمة جديدة داخل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بين رئيسه السراج ونائبيه معيتيق وعبد السلام كاجمان، بسبب تفرد الأول بالسلطة واستحواذه على القرارات، في خطوة رأى مراقبون أنها قد تكون “المسمار الأخير” في نعش المجلس الذي يشهد انشقاقات وخلافات داخلية منذ تشكيله عام 2015.
وتداولت وسائل الإعلام المحلية سابقا رسائل وجهها النائبان بالمجلس معيتيق وكاجمان تستهدف السراج شخصيا، انتقدوا فيها تفرده بالقرارات وإصداره تعميمات وتعيينات دون الرجوع لبقية أعضاء المجلس.
وحاول معيتيق في رسالته تذكير السراج بأن اتفاق الصخيرات ينص على أن “رئاسة الوزراء تتمثل في مجلس رئاسة الوزراء وهذا المجلس يتشكل من رئيس مجلس الرئاسة ونوابه ووزيري دولة، وذكرّه بعدم امتلاكه صفة رئيس الوزراء وبأنه فقط رئيس لمجلس الرئاسة”.
كما قال إن رئيس المجلس الرئاسي لا يملك كامل صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، موضحا أنّ الرئاسة تنعقد للرئاسي بأعضائه وبهيئتها المقررة في الاتفاق السياسي، مطالبا بوجوب حضور أعضاء الرئاسي ووزراء الدولة لاجتماعات مجلس الأمناء ممثلين لمجلس رئاسة مجلس الوزراء الحكومة الوفاق الوطني.
المؤسسة الليبية للاستثمار
———————————-
ويبدو أن المؤسسة الليبية للاستثمار، الصندوق السيادي لليبيا الذي يدير مليارات الدولارات، هي أحدث حلقات الخلافات والصراعات داخل المجلس الرئاسي، إذ يؤكد معيتيق أن “رئاسة مجلس أمناء مؤسسة الاستثمار وفق اتفاق الصخيرات هي لرئاسة مجلس الوزراء، وليس رئيسه منفردا والذي لا يمتلك لوحده هذا الاختصاص”، مشيرا إلى أن تأسيس المؤسسة “تم وفق قانون نص على تشكيله من مجلس الأمناء ويرأسه المجلس الرئاسي بكامله وليس السراج كرئيس للمجلس الرئاسي”.
انفراد السراج
—————–
من جانبه، انضم عضو المجلس الرئاسي عبد السلام كاجمان إلى جبهة معيتيق وأرسل بكتاب إلى السراج قبل يومين، انتقد فيه تفرده بالقرارات خاصة فيما يتعلق بمؤسسة الاستثمار، وأكد فيه أن رئيس مجلس أمناء المؤسسة الليبية للاستثمار هو مجلس رئاسة الوزراء مجتمعا وليس السراج بشخصه.
وأضاف أن الوضع الحالي “المتمثل في انفراد السراج بقرارات المؤسسة غير قانوني”، مطالبا بإيقاف العمل بقرار مجلس الوزراء رقم 12 لسنة 2017 لحين تعديله بما يتفق مع الاتفاق السياسي والإعلان الدستوري والقوانين ذات العلاقة، داعيا إلى إيقاف عقد اجتماعات مجلس أمناء مؤسسة الاستثمار لحين إجراء التعديلات اللازمة على القرار.
“الصراع أشد وطأة”
————————-
وتؤشر كل تلك المعطيات إلى تصاعد الخلاف داخل المجلس الرئاسي.
وفي السياق رأى المحلل السياسي الليبي محمد الرعيش، أن هذا الصراع “أشد وطأة وقد ينتهي بانهيار المجلس” الذي شهد سابقا استقالة عدد من أعضائه، نظرا لقيمة عبد السلام كاجمان وأحمد معيتيق اللذين يعدان من أهم حلفاء وأصدقاء السراج.
وتابع الرعيش في تصريح للعربية.نت، أن تحوّل كاجمان ومعيتيق من حلفاء للسراج إلى خصوم له، خاصة نائبه أحمد معيتيق الذي يمثل مدينة مصراتة ذات الثقل السياسي والعسكري غرب ليبيا الداعمة للسراج، من شأنه أن “يحدّ من سلطة السراج السياسية والتنفيذية داخل المجلس الرئاسي ويجعله ضعيف الصلاحيات”.
كما أضاف أن “انقسام المجلس إلى جبهتين متصارعتين واحدة يمثلها معيتيق وكاجمان والأخرى السراج المدعوم من العضوين بالمجلس محمد عماري وأحمد حمزة، سيضعف المجلس الرئاسي داخليا وكذلك خارجيا، حيث لا يزال المجتمع الدولي يراهن عليه”.
وتزيد هذه الخلافات من أزمة المجلس الذي شهد خلال السنوات الماضية، استقالة عدد من أعضائه وعلى رأسهم علي القطراني وفتحي المجبري، وعمر الأسود، وموسى الكوني.
*** مسؤول بحكومة السراج يقرّ:
——————————————
تركيا استغلت ضعف “الوفاق”
————————————
في تصريح مبطن.. مسؤول في حكومة السراج يكشف تململاً داخل الوفاق من الخضوع للشروط التركية حيث نقلت وكالة الأسوشييتد برس عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الليبي، فايز السراج، إقراره اعتماد حكومة طرابلس الكامل” على تركيا.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه إن الأمر “كان مثل لعبة خذ وهات. وقد استغلوا ضعفنا في ذلك الوقت.” وفق تعبيره.
واعتبر المسؤول أن دعم تركيا لحكومة السراج عسكريا يسير جنبا إلى جنب مع مشاريعها الاقتصادية.
وكانت مصادرنا قد أكدت أن طائرة شحن تركية أفرغت حمولتها من المرتزقة في قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا سبقتها معلومات تحدثت عن هبوط طائرة عسكرية تركية في القاعدة الجوية بمصراتة قادمة من قاعدة الوطية.
وبحسب المصادر فإن الطائرة تحمل مقاتلين وأسلحة إلى مصراتة من أجل نقلها لاحقا إلى جبهة سرت والجفرة.
وكان فريق من المخابرات التركية وصل في رحلة مباشرة من تركيا إلى قاعدة الوطية الجوية التي مكث فيها بضع ساعات ثم غادرها عائدا من حيث أتى.
*** نقمة في طرابلس بوجه الوفاق..
———————————————
وخلافات بين السراج ونائبه
———————————–
مع تدهور الأحوال المعيشية في العاصمة الليبية طرابلس، ترتفع الأصوات المنددة بسياسة حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة، مطالبة بتحسين الخدمات الأساسية في المدينة.
قد انتشرت خلال الساعات الماضية دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي بالخروج في طرابلس غدا الجمعة تنديدا بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والانتفاض ضده.
حتى إن بعض الأصوات دعت إلى المطالبة بإسقاط حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج بسبب تردي الخدمات الأساسية للمواطنين من كهرباء وماء، فضلاً عن انتشار القمامة في شوارع العاصمة، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار.
بين السراج ونائبه.. خلافات متصاعدة
———————————————–
بالتزامن تصاعدت الخلافات بين ونائبه أحمد معيتيق الذي هاجمه بحدة، معتبراً أنه لا يملك كامل صلاحيات رئيس مجلس الوزراء.
فقد وجه معيتيق إلى السراج قبل يومين انتقادا بشأن مؤسسة الاستثمار، مؤكداً أن الأخير يملك صلاحيات محددة لا ينبغي تخطيها.
واعتبر في بيان أن “السراج لا يملك كامل صلاحيات رئيس مجلس الوزراء وفق اتفاق الصخيرات، لكنه يترأس المجلس بصلاحيات محددة وحصرية لا يفترض أن يتعداها”
ويبدو أن المؤسسة الليبية للاستثمار هي التي أشعلت فتيل الخلاف، فقد أوضح نائب السراج في بيانه أنه “وفقًا للاتفاق السياسي يستوجب أن تكون رئاسة مجلس أمناء المؤسسة متمثلة في رئاسة مجلس الوزراء، ورئيس ونواب ووزراء الدولة وليس الرئيس منفردًا”.
يأتي هذا في وقت تغرق البلاد في الفوضى منذ العام 2011، وانقسمت منذ 2014 بين حكومة تسيطر على العاصمة طرابلس والشمال الغربي وبين الجيش الليبي المتمركز في بنغازي.
إلا أن الوضع تفاقم مع تدخل أطراف خارجية في الصراع الليبي، ودعم فريق في وجه آخر، لا سيما الدعم التركي للوفاق بالسلاح والمرتزقة.
وفي هذا السايق، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل أيام قليلة من أن هناك “مستويات لم يسبق لها مثيل” من التدخلات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا.




