لم تعد الأساليب القديمة فى عمليات رى الأراضى الزراعية تجدى نفعا بشكل كامل, وذلك بسبب الطفرة التكنولوجية الحديثة التى شهدها العالم أجمع، ولان مصر على طريق التنمية المستدامة، تسير بخطى ثابتة وموفقة، فإنها تحتاج أيضا لتطوير أنظمة الزراعة والرى ليتواكب مع التنمية, ليزيد إنتاجية الفدان, ويغطى احتياجات الشعب من الأمن الغذائي, والتى من المنتظر أن تصبح مصر خلال سنوات قليلة من أفضل الدول المصدرة للمنتجات الزراعية والمزروعات.
ولذلك فقد حرص المزارع أحمد جابر, ابن مركز الشهداء بمحافظة المنوفية, على إدخال نظام الرى الحديث وهو مايطلق عليه نظام « الرى بالتنقيط», حيث يتحكم فى وصول المياه إلى المزروعات والتى تنمو وتطرح مبكرا, وبدأ فى تطبيق النظام الحديث عام 2018 , استخدمه فى رى 4 أفدنة، وفى العالم الماضى ارتفع إلى 10 أفدنة, بعدما تأكد من نجاح التجربة وتحقيق إنتاجية عالية.
لم يتوقف الأمر عند المزارع جابر فقط, بل امتد إلى جيرانه من المزارعين الأخيرين بعدما وجدوا سرعة فى نمو النباتات وزيادة فى الإنتاجية, ليتشاركوا فيما بينهم, واستخدموا فى زراعة محاصيل الفراولة والطماطم والبطاطس والفلفل والشطة والذرة, والثوم, حيث تم مد خطوط رى حديثة بالتنقيط، وهو ماأدى إلى خفض تكاليف توصيل الشبكات وبالتالى توفير مبالغ مالية باهظة كانت ستصرف فى توصيل الشبكات, فضلا عن ارتفاع إيجار فدان الرى الحديث من 15 ألف جنيه إلى 24 ألف جنيه, لترتفع المساحة المنزرعة فى المنطقة إلى 1500 فدان خاصة لتطلق عليها فيما بعد بـ» المزرعة النموذجية».
ويقول المزارع أحمد جابر: إنه كان حريص على إدخال نظام الرى بالتنقيط , حيث راودته الفكرة منذ فترات بعيدة, برغم أن الأرض قديمة والمياه وفيرة, إلا أن زيادة الإنتاجية وتوفير الأسمدة وحصاد المحصول قبل أوانه كان العامل الأكبر فى الإصرار على خوض التجربة, مؤكدا أنه فاز على ممثلى 7 دولة أوروبية عام 2018, وتم تكريمه وحصوله على هاتف أيفون, لتفوقه فى استخدام النظام, مشيرا إلى أنه حاليا يقوم حاليا بتصدير محصول الفراولة للخارج بأسعار أعلى من السوق المحلية وبسعر 50 جنيها للكيلو.
أرسل المزارع المنوفى صورا لمحصول الفراولة المروى بنظام الرى الحديث على موقع التواصل الاجتماعي» واتس آب» الخاص بالدكتور محمد عبدالعاطي, وزير الموارد المائية, ليتفاجأ برد الوزير والذى أخبره بزيارته لتفقد المحصول على أرض الطبيعة, وبالفعل زار عبدالعاطى المزرعة النموذجية وأشاد بالمزروعات, مؤكدا أنها تجربة تستحق الإشادة خاصة بسبب النمو السريع للمحاصيل بالإضافة لجودة الثمار.
2-الشرقية بدء زراعة البنجر بـ«الرش»
الشرقية- عبد العاطى أبوالسعود
بدأت محافظة الشرقية فى تطبيق تجربة جديدة لأول مرة بزراعة محصول البنجر بنظام الرش لتوفير المياه ورفع الإنتاجية والقضاء على الحشائش وتوفير العمالة.
قال د.ممدوح غراب محافظ الشرقية: إن زراعة البنجر تشهد إقبالا كبيرًا وتمت زراعة ما يقرب من ٧٢ ألف فدان والمستهدف زراعته ٨٠ ألف فدان وذلك لإنتاجيته المرتفعة.
أضاف المحافظ أنه فى إطار خدمة مزارعى البنجر تم عقد اجتماع مع خالد بدوى رئيس مجلس إدارة الشركة الشرقية لصناعة السكر والمُقامة بقرية قصاصين الشرق مركز ومدينة الحسينية لتقنين وضع الشركة لضمان استمرارية المشروع والذى يعد من أكبر المشروعات الاقتصادية والإنتاجية فى مجال صناعة السكر بالشرق الأوسط ويوفر 25% من حجم استهلاك المصريين للسكر بخلاف توفيره لأكثر من 70 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لافتا إلى أن ذلك جاء لتحقيق المصلحة العليا باعتبار أن الشركة قائمة وتقدم مشروعا استراتيجيا للدولة بما يعود بالنفع على تحسين الاقتصاد القومى وتقديم فرص عمل حقيقية للشباب قائلا: إن الاستثمار يمثل حجر الزاوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتباره أحد العوامل الرئيسية لتحسين مستوى الاقتصاد وأن الدولة تعمل على تهيئة المناخ المناسب للمستثمرين لإقامة مشروعاتهم للمساهمة فى تحسين مستوى الدخل ودفع عجلة العمل وزيادة الإنتاج لإحداث التنمية المنشودة فى جميع القطاعات المختلفة وتم الاتفاق والوصول لصيغ توافقيه لتذليل جميع العقبات أمام الشركة لإنهاء إجراءات التقنين والتصالح وتصحيح الأوضاع المخالفة والدخول تحت مظلة الدولة والقانون.
أوضح المهندس على لاشين وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة أن زراعة محصول بنجر السكر بدأت بالمحافظة عام ١٩٩٥ بزراعة ٤٠ فدانا ثم بدأت المساحة فى التضاعف حتى وصلت إلى المساحة الحالية وزاعة البنجر منتشرة بمراكز منشأة أبوعمر والحسينية وصان الحجر وأولاد صقر وكفر صقر والتى ترتفع نسبة الملوحة بها، وهذا الإقبال لم يأت من فراغ بل للتيسيرات التى يتم تقديمها للمزارعين والتى تتمثل فى توزيع التقاوى المنتقاة التى تحقق إنتاجية مرتفعة تصل إلى ٤٥ طنا فى الفدان، وكذلك تسوية الأرض بالليزر وحرثها تحت التربة ومنح المزارعين رشة مجانية لمكافحة دودة القطن ورشة مخصبات علاوة على الدعم الفنى من خلال مراكز البحوث المختصة بالسكر وسهولة تسويقة، حيث تقوم شركات السكر بإبرام عقود مع المزارعين لاستلام المحصول من المزارعين من الحقول وسداد قيمته بأسعار متميزة تتراوح ما بين ٦٥٠ إلى٦٧٠ جنيها للطن مؤكدا أن البنجر له عائد اقتصادى جديد بتأجير الأراضى التى يتم حصادها لرعاة الأغنام بأسعار تتراوح ما بين ٣٠٠ إلى ٥٠٠ جنيه للفدان لتغذية حيواناتهم على مخلفات المحصول كعلف أخضر.
أضاف لاشين أنه تم تطبيق الرى بالرش كتجربة جديدة يتم تطبيقها لأول مرة على مساحة ١٠ أفدنة بالمحافظة خاصة وان الرى بالرش طريقة متعارف عليها دوليا وتعتبر تجربة رائدة خاصة أن النبات يأخذ احتياجه فقط من المياه مع التوقع بزيادة الإنتاج مرة ونصف عن الإنتاج العادى.
