المخرب الصغير

بقلم الاستاذة رشا أحمدسويلم
أخصائية الصحة النفسية- مدرب معتمد
أهلابيكم مجددا في مقالات أنا وطفلي بصحة نفسية سليمة هنا هنكتسب ونتعلم مجموعه من المعارف والمهارات والقيم من اجل التمتع بالصحة النفسية للطفل والاسرة جميعا. أما بعد ….
النشاط و الحركة و حب الإستطلاع من طبائع الأطفال التي لا يمكن إغفالها في سلوك هم اليومي. لذلك فمن المهم أن لا يعتبر إتلاف سلوكاً تخريبياً. و في الغالب أن الطفل يعبث بالأشياء و يمزقها و يكسرها من باب الفضول و حب الإستطلاع لا من باب التخريب. و حينما لا يحسن الطفل مسك الأشياء و جذبها و تناولها فمن المتوقع أن يلحق بها الضرر لجهله بكيفية التعامل الصحيح معها. و الطفل الصغير قد يعبث بالأشياء جهلاً بقيمتها . و على العموم فكلما كان الطفل صغيراً لا يعرف الكثير عن الأشياء كلما إزدادت رغبته في العبث بها و يحليلها و فكها ليتفحص ما في داخلها ، لذلك فالطفل يمسك باشيء و يتفحصه و قد يتذوقه و يحركه بقوة ليرى إن كان يحدث صوتاً ثم يرمي به ليرى تأثير ذلك. و قد ينطبق ذلك على كل ما يقع تحت يده من تحف و كتب و أشياء ثمينة. و كلما تقدم الطفل في السن كلما طور أساليب عبثه ، حتى يصير تخريب الطفل إبن الخامسة منهجياً نوعاً ما ، فيفك الساعة و شريط الفيديو و الدراجة … للتعديل الصحيح لا بد من التفريق بين التخريب الطبيعي و الغير الطبيعي. و لذلك لا بد من دراسة كل حالة للتعرف على التخريب غير الطبيعي و أسبابه و دوافعه. كما لابد من توفر اللعاب المناسبة للطفل من ناحية عمره و قدراته و الأبتعاد عن القطع الصغيرة و المعقدة التركيب ، و كذلك توافر المكان المناسب و الفسيح الكافي لتفريغ طاقته و إستيعاب نشاطه. و قد ينصح بالرياضة و الإلتحاق بالنوادي و الدورات و المنافسة البريئة. ولابد عرض الطفل على الطبيب لإسبتعاد أي مشكلة عضوية قد تكون سبباً لسلوكه التخريبي. و في محيط الأسرة لا بد من التنبه للإبتعاد عن التوجيه المباشر على كل صغيرة و كبيرة لأن ذلك يفقد التوجيه قيمته التأديبية و يفقد الطفل الثقة في إمكاناته . من وجهة نظرى أن الاهتمام بسلامة الأطفال المخربين هو الأولوية، من خلال تقديم ألعاب آمنة لهم ومنع كل ما يمكن أن يسبب ضرر لهم من زجاج ومواد مشتعلة وأدوات حادة، والأولوية الثانية هي محاولة علاج المشكلة من جذورها بدلاً من عقاب الطفل المخرب بغض النظر عن سبب التخريب، والأهم من ذلك كله ملاحظة رد فعل الطفل على أساليبنا الجديدة بالتعامل معه. وإلى اللقاء فى مقال الأسبوع القادم حيث نلتقى أسبوعيا بمقالات تهمك وتهم طفلك . كل تحياتي وتقديري لكم



