كلمة صورة
بقلم
أسامة شحاتة
بدايةً، هذه الصورة تحكي قصصًا كثيرة وتحتاج إلى أسطر طويلة، لكنني سأحاول الاختصار بقدر الاستطاعة.
فهي تضم، من اليمين إلى الشمال وخلفهما، المهندس معتز عاطف، رئيس الإدارة المركزية لمكتب الوزير ووكيل وزارة البترول للمكتب الفني والمتحدث الإعلامي. وقد جاء من شركة عالمية بفكر متطور إلى الشركة القابضة للغازات. ومن سوء حظي، ورغم تواجدي الدائم وزياراتي للقابضة، إلا أنني لم أتعرف عليه هناك، وكان هناك ارتباط خاص مع شخصية ستظل محببة لي لأنها صادقة مع نفسها ومخلصة لعملها. إنه الدكتور مجدي جلال، رئيس “إيجاس” الأسبق، الذي صنع معجزات داخل “إيجاس”. كما أنني أكنّ الاحترام للأستاذ أيمن حجازي، نائب “إيجاس” للشؤون القانونية، رجل ابن بلد بكل ما تعني الكلمة. وكل قيادات “إيجاس”.
ورغم كل ذلك، لم أتعرف على المهندس معتز حتى حضوري الموك. معتز هو ابن الأكرمين، فوالده أحمد عاطف، نائب رئيس النقابة العامة للبترول، ووالدته عائشة عبد الهادي، وزيرة القوى العاملة. وقد عرفتها عندما كان الوزير العماوي وزيرًا للقوى العاملة وعضوًا بمجلس الشورى عن الحدائق والزّاوية والشرابية. كنت وقتها رئيسًا لمجلس محلي حدائق القبة وأصغر رئيس مجلس على مستوى الجمهورية. كان العماوي يقول: “عائشة ستصبح يومًا وزيرة”، وتحققت رؤيته. لذلك أقول للمهندس معتز: يكفيك أنك ابن هذه العائلة، وابن الناس دائمًا لا ينظر إلى التفاهات.
أما الذي يليه فهو الصديق والأخ ياسين محمد، رئيس “إيجاس”، وهو رجل يعمل في صمت، يتميز بطباعه الهادئة. كنت أجلس معه وهو نائب لـ”إيجاس” وكنت أشعر بمدى العبء الذي يتحمله، أما الآن فالعبء أكبر بكثير، وفقه الله
وإلى جانبه من أطلقت عليه منذ سنوات لقب “المقاتل”؛ إنه المهندس صلاح عبد الكريم، رئيس هيئة البترول. صلاح واجه تحديات جمة في شركات كانت تحتاج إلى مناضل لتعود للقمة، منها شركة الحفر المصرية التي نجح فيها بجهوده مع الوزير السابق المهندس طارق الملا، والمهندس عابد عز الرجال رئيس هيئة البترول الأسبق في شراء نصيب الشركة، وكانت ملحمة ستذكرها الأيام، وبدايتها خبر نشرته في المساء عن رجل أعمال يشتري نصيب “مرسيك” لصالح دولة أخرى، وتحركت مصر بأجهزتها ورجالاتها وتم الشراء.
ثم نأتي إلى الجيولوجي خالد حمدان، الحاضر الغائب ورئيس “جابكو” السابق، الذي قال إنه سيصل بإنتاج “جابكو” إلى 100 ألف برميل، لكنه نُقل بعدها لأسباب قد تكشفها الأيام. ثم جاء المهندس صلاح لاستكمال البنية التحتية وزيادة الإنتاج في شركة “جابكو”. أما المهندس إيهاب رجائي، وكيل وزارة البترول للإنتاج، فهو رجل من مطبخ مشروعات المهندس القدير سامح فهمي، وزير البترول الأسبق، وهذا يكفي.
في المدرج الثاني، نجد “عمدة البترول” في الإسكندرية، الدكتور سيد الخراشي، رئيس شركة الإسكندرية للبترول الأسبق ورئيس مجلس إدارة جمعية البترول. ولولا جهوده في ردم الملاحات وتوفير الأراضي، لما تأسست الشركات الموجودة في الإسكندرية الآن. أتمنى أن يكرمه المهندس كريم بدوي تقديرًا لعطائه.
وبجواره العملاق هادي فهمي، نائب الشؤون الإدارية بهيئة البترول. وكان محبوبًا للجميع قبل نقله ليصبح رئيسًا لمصر للبترول، ورئيسًا للشركة القابضة للتجارة، حيث حولها من خاسرة إلى رابحة. ثم نجد الأخ مصطفى حسين، نائب رئيس هيئة البترول للشؤون الإدارية، الذي أضاف الكثير للهيئة وتميز بأخلاقه الرفيعة. وهذه الصورة التقطتها كاميرا “الأنوار المصرية” في مؤتمر “الموك”.
هذه حكايات وتاريخ يحتاج إلى كتب ليوثق ما حققه هؤلاء، وما ستحققه الأجيال الحالية. تواصل الأجيال هو سنة الحياة. انتظروني في “كلمة صورة” أخرى، وتحيا مصر.