مقالات

ملخص رسائل مصر فى احتفال اليوم بتخريج دفعات ( أولادنا خير أجناد الأرض ) من الأكاديمية العسكرية المصرية 

كتب : الشيخ أحمد تركى 

 

فى ظل التحديات التى تواجه الدولة المصرية فى هذا العصر ، تتطلب الضرورة تدريس ملاحم جيشنا العظيم وبطولات الشهداء فى تاريخ مصر قديماً وحديثاً لأولادنا فى المدارس، بداية من مينا موحد القطرين ومروراً بنصر أكتوبر ، وانتهاءً بانتصار مصر على الارهاب ، وعلى كل التحديات القائمة التى تتهاوى أمام إرادة المصريين . 

 

فقد انتصرت الدولة المصرية فى كل معاركها عبر التاريخ والتى تُقدر ب 955 معركة ، لم تنهزم سوى فى 12 معركة وفق تقرير مجموعة 73 مؤرخين ، ولم تخسر حرباً فى يوم من الأيام وهذا بالطبع سرّ بقائها وقوتها إلى أن تقوم الساعة بإذن الله ، مع الوضع فى الاعتبار الفرق بين المعركة والحرب ، قد تكون الحرب عدة معارك ينهزم المنتصر فى بعضها ثم يحقق هدفه وينتصر . 

و أقترح أيضاً عودة التربية العسكرية فى المدارس مرة أخرى بهدف بعث الجندية فى نفوس الشباب والأطفال حتى تكون نشأتهم فيها من الولاء والانتماء ما يُكوّن شخصيتهم الوطنية ، وحتى يؤهلون للمستقبل على بصيرة وبطولة ، كما كان أجدادهم أبطال مصر فى المعارك الماضية ، وكذلك حتى يظل الظهير الشعبى الذى كان من أهم أسباب النصر فى حرب أكتوبر قائماً ، يتوارثه المصريون جيلاً بعد جيل.  

والظهير الشعبى للجيش جزء من القوة المعنوية الهائلة وخاصة فى ظل الحرب الشاملة ضدنا ، والتى لا تقتصر على المواجهة الأمنية أو العسكرية فقط ! ، إنما تمتد لتشمل الحرب الإعلامية والنفسية والتأثير على الجنود عبر الإشاعات والمكائد الإعلامية ، وكذلك الضغوط النفسية على الشباب عبر الإعلام الفضائى والرقمى! 

 

ومن قديم الزمان والجيوش لها ظهير شعبى يقوى من أزر الجنود وثقتهم بأنفسهم وبطولتهم وقيادتهم ورئيسهم وخاصة عند المواجهات الكبيرة واللى أحياناً يكون لها خسائر مادية أو خسائر فى الأرواح.  

 

فكان العربى قديماً يُخرج خلفة نساءه وأمواله أثناء الحرب وكانو يتغنون بغناء بعاث ( مثل الغناء الوطنى الان ) وكان ذلك وسيلة من وسائل ما يُسمى الظهير ألشعبى.   

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعين بالشعراء وقت الحرب لصد هجوم العدو الإعلامية والتشكيك فى جيش المسلمين. وكان يقول لهم ” اهجوهم وروح القدس تؤيدكم ” 

وكان هذا أيضاً صورة من صور الظهير الشعبى للمقاتل وقت المعارك ،،، 

وفى معركة أحد أشيع أن رسول الله قد استشهد !! وكانت هذه إشاعة خبيثة من قريش بقصد ارباك المسلمين وهزيمتهم نفسياً !! وأثّر ذلك على المقاتلين لدرجة تركهم للقتال ، والبعض الاخر أخذ يقاتل دون التميز بين صفه وصف الأعداء ، فقتل بعض المسلمين خطئاً !! 

أراد الله أن يلقنهم درساً فى ضرورة الحفاظ على القوى المعنوية عند الشدائد فقال تعالى : ” أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) ال عمران 

واستطاع رسول الله أن يلملم الجراح وحشد الجند وأرجع لهم الثقة والأمل وخرج خلف العدو فى موقعة حمراء الأسد وانتصر . وكان يقول للجند أروهم منكم قوة !!

 

كان الظهير الشعبى المصرى للجيش فى حرب أكتوبر ، حماسة وإخلاصاً وتأييداً معنوياً ، ودفئاً عاطفياً ، شعر كل جندى على الجبهة بهذه المشاعر من ملايين المصريين مسلمين ومسيحيين ، فتحولت هذه القوى المعنوية إلى قوة عظيمة نصر الله بها هذه الأمة على عدوها المتفوق عليها عسكرياً ! 

 

وبنفس الأدوات من الحماسة السلبية يمكن أن تهزم الجندى معنوياً فينهزم حتماً فى أرض المعركة !! 

فإياك من نقل الأخبار الكذوبة المسربة التى تؤثر على الحالة المعنوية لابنك المقاتل ! 

ولهذا أوصانا القرآن الكريم عند لقاء العدو بالثبات وذكر الله والصبر وعدم التنازع والاختلاف ( يعنى علينا دعم قواتنا بكل ما أوتينا من قوة ) 

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 45، 46].

 

ويقينى كمصرى قبل أن أكون أزهرياً ، أن هذا الوطن العظيم يطرح تنمية وحضارة وعزة كما يطرح أبطالاً كالجبال الرواسى فى ثباتهم أمام التحديات وكالأسود الضواري أمام أعدائهم وقت اللقاء !! 

فأبطال مصر اليوم هم أبناء وأحفاد أبطال مصر فى حرب أكتوبر المجيدة. 

ومن أهم الأيام في ذاكرة تاريخنا الحديث يوم العاشر من رمضان 1393هـ ، السادس من أكتوبر 1973 م، حين حققت الأمة نصرها الحقيقي على الصهاينة في تاريخها الحديث .

هذه الحرب العظيمة الخالدة ، كانت حدثاً فاصلاً في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، عادت من خلالها تعلن عن نفسها من جديد،وتؤكد أنها قادرة بفضل الله تعالى على تجاوز جراحها، وتحقيق آمالها ، متى اتضح الهدف ؟ واجتمعت الأمة حول ثوابتها؟ ، صادقة في نياتها، عازمة على تسطير مجدها .

 

فليس شرطاً أن تكون الأقوى حتى تنتصر !! ، المهم أن تكون الأقدر على تحقيق النصر ، وأن تكون مع الله حتى يكون الله معك ،،، 

ومن أبرز شروط الانتصار بالقدرة أن ينتقل الانسان من الاهتمام بنفسه فقط !والولاء لذاته ؟ الى الولاء والاهتمام بوطنه ومجتمعه ،،،، 

 

إن التاريخ المصرى مليء بالإنتصارات على كل المستويات ، وكانت مصر تنتصر فى كل تحدياتها بقدراتها رغم تفوق العدو فى القوة الاقتصادية والعسكرية ! 

وهناك نماذج كثيرة : لعل من أبرزها انتصارها فى صد هجمات الحيثيين قديماً – صدها لغزو التتار وانتصارها السحيق – صدها للغزو الحديث – انتصارها فى حرب اكتوبر 1973 – صدها للمؤامرات الخارجية والتى كانت كفيلة بتدمير الكرة الأرضية فى حقب مختلفة ،،، الخ الخ.  

 

وستنتصر مصر بإذن الله فى تحدياتها الراهنة أمام مؤامرات كلاب سكك الأرض الذين يريدون إدخالها حظيرة التبعية مرة أخرى مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعيشها ،،، ستنتصر مصر حتماً كما انتصرت خلال سبعة آلاف عام ،،، وسيأتى الفرج الربانى قريباً بإذنه ومشيئته تحقيقاً لقول الله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام ” ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) سورة يوسف. إشارة إلى سعة العيش ورغده.  

المهم أن يجتمع كل المصريين على بعث الجندية فى قلوب الشباب من جديد ،،، 

لأن الجندية المصرية ولاءُ وتضحية أساسها الوعى وغرس الحقائق فى وجدان أبنائنا،،، 

وأخيراً أقول : 

سلو التاريخَ والقرآنَ والأديانَ عن مصر هل ضرّها يوماً مكائد الأعداءِ ؟! ..

فلنكن صفاً واحداً لمصرنا كى لا يخْترقها أىُّ جانى وانتفضوا جميعاً .. عملاً وسعياً ووعياً وانشروا الأملَ وامسحوا دمعةَ الباكى فهل من مجيب يا مصريين .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى