المزيد

البطارخ – كافيـــــــــار المبروك المفقود

بقلم دكتور/ إبراهيم حسن إبراهيم
مركز البحوث الزراعية
قسم التربية والوراثة – المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية بالعباسة- أبو حماد- الشرقية، مصر. aquagenetics@gmail.com
مقدمة:
تعتبر أسماك المبروك العادى Common Carp (Cyprinus carpio) من أهم أنواع الأسماك المستزرعة في العالم الآن، وهي أكثر الأنواع المستزرعة انتشارا من أي نوع آخر . وظهر هذا النوع في الصين ثم انتقل إلى أوروبا . وظهر في وسط آسيا من آلاف السنين وفي أوروبا في عهد الرومان وتوجد عدة أنواع من المبروك في العالم ، وتم استجلابه إلى مصر من أندونيسيا عام 1934 للاستزراع السمكي .
وعموما فإن أسماك المبروك العادى أسماك تتحمل المياه الباردة وقد نجح استزراعها فى المياه العذبة المصرية وأصبحت ثالث أكثر الأنواع انتشارا بعد أسماك البلطى والقراميط ، يمكنها التغذية على مختلف الأغذية النباتبة والحيوانية . الأسماك الصغيرة تتغذى على الغذاء الطبيعي المنتج في الأحواض مثل البروتوزوا – وكذلك البلانكتون بنوعيه ، وعند وصول أسماك المبروك إلى طول 10 سم يبدأ في التغذية على حيوانات القاع (Bottom fauna ) . والأكبر من ذلك الحجم تتغذى على يرقات الحشرات والديدان ومختلف الأنسجة النباتية والحيوانية والعلائق المصنعة ، ويفضل المبروك العادي المياه قليلة الحركة .
موسم التفريغ يختلف على حسب المناخ، حيث يمتد موسم التفريغ في المناطق الحارة من يناير إلى إبريل . وفي المناطق تحت الإستوائية يكون موسم التفريغ من إبريل حتى يونيه .
وعموما تتميز أسماك المبروك العادي بأنها :
– سهل التفريغ صناعيا بالحقن التحفيزى لمستخلص الغدة النخامية للمبروك في درجة حرارة من 22 إلى 25 درجة مئوية، أما التفريغ الطبيعي فيلزمه بيئة مائية خاصة حيث الأوراق الخضراء وفروع الأشجار والنباتات العشبية اللازمة لإلتصاق البيض بها ، حيث أن بيض المبروك العادى أكثر لزوجة عن الأنواع الأخرى ويطفو ، ولا يصنع المبروك أعشاشا أو جور كالبلطي .
– تقاوم التغيرات في طبيعة المياه ودرجات الحرارة فى الاستزراع المختلط polyculture.
– أسماك المبروك ذات معدل نمو مرتفع وسريع.
– تقبل التغذية على الأعلاف المصنعة الرخيصة، و مقاومتها للأمراض عالية.
– سهولة عملية التربية والرعاية والتداول، ويتم استزراعها إما منفردة monoculture أو مختلطة polyculture .
 ولكن من عيوبه وجود أشواك ثلاثية أو ثنائية متفرعة دقيقة بكثرة داخل العضلات ولون اللحم داكن مما يقلل من الإقبال عليها ، لذا يتم فرم اللحم وتصنيعه بعمل الكفته الطازجة فى المطاعم وأقسام التصنيع الغذائى.
أنواع المبروك : 1- أسماك المبروك العادي Common Carp
2- أسماك المبروك الصيني Chinese Carp وأهمها:
مبروك فضي Silver crap ( Hypophthaimichtlys molitrix )
مبروك حشائش Grass crap ( Ctenopharyngodon idella )
مبروك ذو الرأس الكبير Bighead crap ( Aristichthys nobilis )
والجدير بالذكر أنه قد أجريت أبحاثا وتجارب عديدة قام بها مربي المبروك العادي في أوروبا الغربية لانتخاب الأحجام الكبيرة منذ فترة طويلة وكان من نتيجة ذلك وجود سلالات مميزة مثل المبروك اللامع mirror carp التي تحتوي على بعض القشور في بعض مناطق الجسم ، وبقية الجسم عاري ويتحكم في ذلك جين متنحي والمنتشر فى مصر وخاصة فى المزارع السمكية بالعباسة- محافظة الشرقية
وقد اهتم العلماء بالانتخاب في المبروك بغرض إنتاج سلالات مقاومة للأمراض إلا أن الاستزراع المكثف جعل من الصعوبة التحكم في الأمراض والطفيليات التي تصيب الأسماك ، وبهذا فإن المقاومة الوراثية تلعب دوراً رئيسياً في إنتاج سلالات جديدة ومقاومة للأمراض.
كذلك فإن التربية بغرض إنتخاب بعض الصفات السلوكية ، أوضحت أن السلالات الأوروبية وكذلك المصرية المستأنسة التي تربت في أحواض يمكن صيدها بسهولة بخلاف السلالة الصينية الأصل والأوروبية البرية التي تمتلك مقدرة عالية على الهروب من الشباك.
كذلك تم الانتخاب لصفة مهمة وهي تقليل عدد الأشواك العظمية في لحم أسماك المبروك ، ولكن نظراً لعدم وجود اختلافات مظهرية كبيرة فإن محاولة الانتخاب لأنواع تقل فيها هذه الأشواك أمراً صعباً، ولكنه قد نجد حلا فى المستقبل لهذه المشكلة عن طريق التقنيات الحديثة للوراثة الجزيئية والبيوتكنولوجى ونقل الجينات والتحكم فيها.
كذلك تم الانتخاب لصفة تقليل نسبة الدهن والتي يمكن التحكم فيها بواسطة الرعاية المناسبة.
بعض المشاكل التى تواجه المربى والمستهلك:
1- وجود أشواك ثلاثية أو ثنائية متفرعة دقيقة بكثرة في لحم أسماك المبروك ولون اللحم داكن مما يقلل من الإقبال عليها.
2- انخفاض سعر البيع للمستهلك وتاجر الجملة.
3- زيادة نسبة الدهن قليلا عن أسماك البلطى.
4- عدم الاقبال على معلبات المبروك المصنعة .
5- عدم الاستفادة من أسماك المبروك فى الاستزراع الفردى monoculture نظرا لرخص سعرها.
 الاستغلال الأمثل لأسماك المبروك:
تدور الفكرة حول تعظيم الفائدة من أسماك المبروك العادى ذات النموالمرتفع والسريع ورفع قيمتها وذلك بانتاج عشيرة من الإناث فقط لانتاج البطارخ أو الكافيار عن طريق عمليات تحويل الزريعة الصغيرة (ما بعد الفقس) إلى إناث بتغذيتها على عليقة تحتوى على هرمون الأنوثة 17 بيتا استراديول الذى يؤثر على نمو وتمايز المناسل ظاهريا إلى إناث feminization – فتح مجالات جديدة للمشروعات الصغيرة وتشجيع الشباب على استزراع هذا النوع .
ويعتبر الكافيار أو بيض الأسماك ذا قيمة غذائية عالية جدا نظرا لاحتوائه علي كثير من العناصر الغذائية ومن أهمها البروتين والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن المختلفة لذا يجب العناية بعملية حفظ وتصنيع هذا المورد الهام. وقد انتشرت صناعة الكافيار في مصر منذ القدم ومن الأصناف التي إستخدمت لصناعة الكافيار في مصر هي أسماك البوري والطوبار والقاروص وأحسنها في صناعة الكافيار هي أسماك البوري بينما اسماك الطوبار والقاروص يعيبها رداءة اللون.
وتتميز منتجات الكافيار بالقيمة الغذائية العالية وذلك للآتي:
1 ـ لاحتوائها علي نسبة عالية من الدهون والبروتينات وكمية قليلة من الكربوهيدرات في صورة جليكوجين.
2 ـ يحتوي الكافيار علي كمية كبيرة من العناصر المعدنية مثل الفسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز والحديد فهو يحتوى على المح الغنى بالعناصر الغذائية للأجنة.
3 ـ كما يحتوي الكافيار علي كمية صغيرة من فيتامين “أ” وكمية متوسطة من فيتامين “ب” وكمية كبيرة من فيتامين “د” ولذا ينصح بتناوله في حالة الكساح عند الأطفال.
لذا ينصح بحفظ الكافيار في مخازن باردة نظرا لسرعة تلفه
كما يجب إعداد غرف خاصة في المخازن الباردة لتخزين الكافيار وذلك بسبب قابلية الكافيار لامتصاص الروائح من المنتجات الاخري بسهولة.
ويعد الاتحاد السوفيتى سابقا أكثر الدول إنتاجا للكافيار حيث يعتبر أحد أكثر صادراته الهامة يلية الولايات المتحدة الامريكية ثم النرويج فالبرتغال .
تحويل الجنس Sex Reversal Gynogensis and
يمكن الحصول على الأسماك وحيدة الجنس عن طريق استخدام الهرمونات الجنسية ، فالمعروف أن بعض هرمونات الذكورة لها القدرة على تحويل الإناث إلى ذكور بينما لبعض هرمونات الأنوثة القدرة على تحويل الذكور إلى إناث مع احتفاظ كل منهما بتركيبه الوراثي الأصلي ، بمعنى أن ذكر المبروك مثلا يمكن أن يتحول ظاهريا وفسيولوجيا إلى أنثى في حالة إعطاؤه جرعات معينة من هرمون الأنوثة ( الإستروجين ) إلا أن التركيب الكروموسومي للأنثى الناتجة يبقى XY . فهذه الهرمونات الأنثوية تلعب دورا هاما فى التغيرات الفسيولوجية والتأثير على نسبة هرمونات الذكورة والأنوثة أثناء التكون الجنينى والنمو للأسماك.
الحلول والنتائج المتوقعة:
1- منتج الكافيارجيد الطعم ومرتفع السعر وجديد فى أنشطة الاستزراع السمكى فى مصر ويمكن تسويقه فى المطاعم ليعوض الخسائر فى انخفاض سعر لحم المبروك. 2- أسماك المبروك تتحمل البرودة وتتغذى على الأعلاف الرخيصة وتعطى انتاجا متميزا للفدان.
3- استخدام أعلاف رخيصة ذات نسبة منخفضة فى البروتين سيوفر كثير من تكلفة الفدان .
ولذلك فالمتوقع:
1- زيادة الانتاجية للفدان من إناث أسماك المبروك باستزراع مايقرب من سبعة آلاف زريعة إناث للفدان
وتوفير منتج جيد للسوق المحلى والتصدير للخارج وتوفير دخل جيد.
2- توزيع زريعة إناث أسماك المبروك على صغار المزارعين وتشجيع مجال الاستزراع السمكى عند الشباب.
3- إنشاء مصانع صغيرة لحفظ وتصنيع الكافيار بالقرب من المزارع السمكية.
4- توفير ما يقرب من 50% من سعر الأعلاف المصنعة.
والله ولى التوفيق،،
أد/ إبراهيم حسن إبراهيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى