مقالات

طفلي فوضوي

بقلم : رشا أحمد سويلم
أخصائية الصحة النفسية- مدرب معتمد
أهلا بيكم مجددا في مقالات أنا وطفلي بصحة نفسية سليمة هنا هنكتسب ونتعلم مجموعه من المعارف والمهارات والقيم من اجل التمتع بالصحة النفسية للطفل والاسرة جميعا.
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد …..
تعاني الكثير من الأمهات من مشكلة فوضوية أطفالهن وكثرة بعثرتهم للأشياء وعدم الاهتمام بالترتيب والنظافة والتنظيم، وغالباً ما تفشل الأم في تهدئة الطفل وتغييره
الحقيقة أن الأمر لا يستدعي العصبية أو اليأس من الحل، لأنه يتلخص في تطبيق أمور بسيطة ومحاولة تعديل سلوكيات موجودة لدى الطفل والأم وجميع أفراد الأسرة معاً.
يوجد حالتين من رد فعل الامهات اتجاه السلوك الفوضوي وكلا منهم بيتصرف بطريقة خطأ وهما:
1- من الأمهات من لا تبدي لطفلها أي ضيق من عدم ترتيبه لأشيائه في غرفته وخزانته، وتقوم هي بترتيب كلِّ شيء.. ويتكرر ذلك مهما تكررت فوضى طفلها وإهماله !
2- ومنهن من تثور ثائرتها؛ فتصرخ في طفلها بكلمات تزيد من سلوكه السيئ وتضعه في دائرة الكسالى.
، فالأمُّ الأولى تنشئ طفلاً إتكالياً، والثانية تقهر طفلها دون أن تسلك به مسلك التعليم.
تعالوا معي …
إن تعديل سلوك الطفل الفوضوي يمكن أن يتحقق في تطبيق عدة نقاط أساسية تهدف أيضاً إلى تحسين طبيعة الحياة التي يعيش بها الطفل في المنزل، ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي:
1-على الأم أن تبدي انزعاجها من فوضى الطفل وتشعره أن ما يقوم به خطأ، لكن دون اللجوء إلى الصراخ أو الضرب، وعليها أن تتجنب ترتيب أغراضه كلما قام ببعثرتها حتى لا تنمّي لديه روح الاتكال واللامبالاة لديه.
2-البدء بتعويد الطفل على الترتيب بتقسيم العملية لعدة مراحل متفرقة وجعل الطفل يقوم بمهام الترتيب كل على حدة وحسب ما تطلب منه أمه فاستخدم العلب والألوان .. هناك علاقة بين الألوان والترتيب، فالعلب والسلال الملونة، تسهل عمليتي التصنيف والترتيب للأم والطفل، بل تعطي روحاً طفولية للغرفة، لذا يمكن الاستعانة بالسلال الملونة الجاهزة، هذا بالإضافة إلى إمكانية تلوينها في المنزل.
3-شجيع الطفل على حب الترتيب والنظافة وعززي ذلك بمكافأة بسيطة إذا قام بترتيب سريره صباحاً؛ فمن المهم تعزيز السلوك الإيجابي عند الطفل، بإبداء مشاعر الفرح إن قام بعمل جيد ومدحه والثناء عليه حتى يشعر برغبة بتكرار هذا التصرف واعتماده كأحد أعماله اليومية.
4-يواجه البعض مشكلة اختلاف طباع الوالدين وتعاملهما مع الطفل، فيجب على أحدهما ألا يتهاون في القوانين التي توضع للطفل فيشعر بالانضباط مع أحد أبويه وباللامبالاة مع الآخر وهذه المشاعر غالباً ما تكون هي المسئولة عن الفوضى والإهمال والمشاكل السلوكية الشائعة عند أطفالنا.
5-يجب على الأم أن تنمّي حس التعاون لدى طفلها من خلال تخصيص عمل ما يقوم بإنجازه جميع أفراد الأسرة معاً، كتنظيف وترتيب المنزل مرة في الأسبوع مع تقسيم المهام على أفراد الأسرة بما فيهم الطفل، حتى يشعر أنه جزء مهم وعليه واجبات مثل غيره في المنزل.
6-حاولي تبسيط عملية الترتيب والنظام لطفلك بتقسيمها إلى مراحل، كأن تقولي له: ضع المكعبات في السلة الخاصة بها، ثم اجمع الكتب وضعها على الرف.. ولا بأس بمشاركتِك إياه في المرّات الأولى على الأقل.
7-عوِّديه مرّة تلو الأُخرى، وساعديه في تعليق ثيابه التي ألقاها في زوايا الغرفة.. وقولي له: “سأعلق لك ثيابك هذه المرّة وساعدني في ذلك”. وفي المرّات اللاحقة تستطيعين أن تشجِّعي طفلك على الترتيب مستفيدة من التجربة السابقة: “هيا يا بطل.. أنت تستطيع أن ترتِّب غرفتك كمافعلت المرّة الماضية بنجاح”.
8-شجِّعي طفلك على احترام النظام والترتيب وقولي له: “إذا استيقظت وجهَّزت نفسك باكراً للمدرسة ، ورتبت غرفتك، تستطيع اللعب قليلاً قبل الذهاب إلى المدرسة أو بعد العودة”.
9-حاولي بعد ذلك أن يتحمّل طفلك بمفرده مسؤولية إنجاز عمل ما، كترتيب أغراضه، بعد أن تحددي له أهداف هذا العمل، وما ينتظر منه أن يعمله..
10-اجعلي فكرة التعاون والمشاركة في إنجاز عمل ما، مع مجموعة يكون طفلك واحداً منها، وهنا يعرف أهمية التعاون وقيمته في إنجاز الأعمال وترتيب الأشياء.
11-يمكنك أن تشرحي له بطريقة عملية بالتجربة أمامه، حتى يستوعب أكثر ما تريدين خاصًة في السن الصغيرة. لا تتركي نظافة الغرفة وبعثرة محتوياتها تزداد سوءًا، ولكن حددي موعدًا ثابتًا يوميًا لترتيب الغرفة، كأن يكون كل يوم بعد العشاء وقبل التحضير للنوم، ومع التكرار سيصبح الأمر عادة لهم
12-اصنعي جدولًا لأطفالك للتنظيم والنظافة كل أسبوع، وبعد انتهاء الأسبوع كافئي أطفالك على تعلمهم ومحافظتهم على الغرفة.
اكتساب مهارة التنظيم في كل الأعمال، فالنظام لا يعني فقط غرفة مرتبة، وخزانة نظيفة، ولكنه يعني أيضاً التفكير بنظام، والاستفادة من الوقت بنظام، وكل هذا يكتسبه الطفل بالممارسة، والصبر من قبل الوالدين، فالطفل منذ ولادته في حاجة إلى أن نعلمه النظام، فهناك نظام غذائي يُتبع لإطعامه، وهناك نظام لنومه، ونظام لأداء واجبه .
فطفلك بحاجة لمن يضع له حدوداً في كل مجالات حياته اليومية، فهو يحتاج إلى أن يعرف متى يأكل، ومتى يستحم، ومتى يذهب إلى سريره، وكذلك ترتيب أغراضه.
كل تحياتي وتقديري لكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى