أخبار مصر

اسامه شحاته يتناول اهم الاخبار

صباح الخير قراءنا الكرام

عزيزي القارئ، هل تعتقد أن البشر يتمتعون بالرشادة الكاملة التي تمكنهم من اختيار ما يحقق لهم أكبر منفعة ممكنة؟ إذا كنت تعتقد ذلك، فلماذا لا يمارس معظم البشر الرياضة على الرغم من أهميتها الكبيرة للصحة؟ ولماذا يستمر بعض الأشخاص في التدخين رغم الضرر الناتج عنه على المدى الطويل؟ ولماذا يشعر البعض بألم عند دفع الأموال نقدًا بينما لا يشعرون بالألم نفسه عند استخدام بطاقات الائتمان

البحث عن إجابات لهذه الأسئلة كان سبب ظهور الاقتصاد السلوكي الذي حاول إيجاد تفسير لها من خلال بعض المفاهيم والأفكار، أهمها مفهوم “التنبيه” والذي يعد بمثابة قفزة في مجال الاقتصاد السلوكي، والذي تم استخدامه في مختلف المجالات، بل وفي صنع السياسات الخاصة بالدو

اضغط هنا للتواصل معنا

نشأة الاقتصاد السلو

يجمع علم الاقتصاد السلوكي بين عناصر الاقتصاد وعلم النفس لفهم كيفية وطريقة تصرف الأفراد في الواقع، فهو يختلف عن الاقتصاد الكلاسيكي الذي يفترض أن معظم الأفراد لديهم تفضيلات محددة جيدًا ويتخذون قرارات مستنيرة وذات مصلحة ذاتية بناءً على تلك التفضيلات

ويرتكز علم الاقتصاد السلوكي على الملاحظات التجريبية للسلوك البشري، والتي أظهرت أن الأشخاص لا يتخذون دائمًا القرار “العقلاني” أو “الأمثل”، حتى لو كانت لديهم المعلومات والأدوات المتاحة للقيام بذلك، فعلى سبيل المثال، لماذا يتجنب الأشخاص في كثير من الأحيان أو يؤخرون ممارسة الرياضة، حتى لو كانوا يعلمون أن القيام بهذه الأشياء سيفيدهم؟ ولماذا يخاطر المقامرون في كثير من الأحيان أكثر بعد الفوز والخسارة، على الرغم من أن الاحتمالات تظل كما هي؟، ومن خلال طرح مثل هذه الأسئلة وتحديد الإجابات من خلال التجارب، يتبين لنا أن مجال الاقتصاد السلوكي يعتبر هؤلاء الأشخاص بشرًا يخضعون للعاطفة والاندفاع ويتأثرون ببيئاتهم وظروفهم

 بدأ علم الاقتصاد السلوكي في التوسع منذ الثمانينيات، لكن يمكن إرجاع بعض الأفكار المهمة في هذا المجال إلى الاقتصادي الإسكتلندي في القرن الثامن عشر “آدم سميث”، فقد أشار “آدم سميث” إلى أن الأفراد يخافون من الخسارة أكثر من تشوقهم إلى الفوز، ويميلون إلى السعي وراء الفوائد قصيرة الأجل أكثر من الفوائد طويلة الأجل، وهذه الأفكار هي مفاهيم أساسية في علم الاقتصاد السلوكي حاليًّا، وتشكل هذه التجارب تباينًا مع النماذج الاقتصادية التقليدية التي تعامل الأشخاص على أنهم فاعلون عقلانيون بشكل كامل أو أشخاص يرتكبون أحيانًا أخطاءً عشوائية تُلغى على المدى الطوي

وكانت الانطلاقة في مجال الاقتصاد السلوكي في السبعينيات والثمانينيات في أعمال عالمي النفس “تفيرسكي” و”كانيمان” حول عدم اليقين والمخاطر؛ حيث حددا العديد من التحيزات في الطريقة التي يصدر بها الأشخاص الأحكام، ووجدا أن الأشخاص غالبًا ما يعتمدون على المعلومات التي يتم استرجاعها بسهولة، بدلًا من البيانات الفعلية عند تقييم احتمالية نتيجة معينة، وهو مفهوم يُعرف باسم “توافر إرشادي” أو “التحيز المبني على التوفر” على سبيل المثال، قد يعتقد الأفراد أن هجمات سمك القرش هي سبب شائع للوفاة إذا قرؤوا عن أحد هذه الهجمات، ولكن هذه الحوادث نادرة جدًا في الواق

كما أثبت “تفيرسكي” و”كانيمان” من خلال “نظرية الاحتمالات” أن وضع إطار معين يتصرف الأشخاص خلاله والنفور من الخسارة يؤثر على الخيارات التي يتخذها الأشخاص، فعلى سبيل المثال، إذا أتيحت لك ضمان فرصة الفوز بـ 250 دولارًا أو المقامرة بنسبة 25٪ لربح 1000 دولار و 75٪ عدم الفوز بأي شيء، فإن معظم الأشخاص ستختار الفوز المؤكد، لكن إذا كنت متأكد من خسارة  750 دولارًا أو كان هناك احتمال بنسبة 75٪ لخسارة 1000 دولار و25٪ عدم خسارة أي شيء، فإن معظم الأشخاص سيخاطرون بخسارة 1000 دولار ، على أمل فرصة ضئيلة بأنهم لن يخسروا شيئًا على الإطلا

ويوضح المثال أن الأشخاص أكثر استعدادًا لتحمل مخاطر أكبر إذا كان ذلك يعني تجنب خسارة 1000 دولار عن الحصول على ربح بقيمة 1000 دولار، وهو ما يتعارض مع نظرية المنفعة المتوقعة، هذا وقد استمرت أعمال “تفيرسكي” و”كانيمان” في إثراء العديد من مجالات أبحاث الاقتصاد السلوكي اليوم، وفي الثمانينيات، بدأ “ريتشارد ثالر” في البناء على أعمال “تفيرسكي” و”كانيمان”، وفاز بجائزة نوبل عام 2017 عن بحثه في تحديد العوامل التي توجه اتخاذ القرارات الاقتصادية للأشخا

المص

دور الاقتصاد السلوكي في تفسير سلوكيات البش

يحدد علم الاقتصاد السلوكي العديد من التحيزات البشرية أو الميول السلوكية التي تؤثر على قراراتنا، وأحيانًا خارج نطاق وعينا، ويستخدم في تفسير معظم القرارات اليومية، مثل: (ما يشتريه الأفراد، وكيف يديرون شؤونهم المالية، وما إذا كانوا يتخذون خيارات أسلوب حياة صحية أم لا

صاغ “ريتشارد ثالر” مجموعة من المفاهيم التي تفسر سلوكيات الأفراد، أهمه

المحاسبة العقل

يرى “ثالر” أن الأشخاص يفكرون في القيمة من منظور نسبي وليس بشكل مطلق، ويستمدون المتعة ليس فقط من قيمة الشيء، ولكن أيضًا من جودة الصفقة – أي مدى منفعتها في المعاملات، وغالبًا لا يرى الأفراد تكاليف الفرصة البديلة (المقايضات) بشكل كامل وبالتالي يكونوا عرضة لمغالطة التكلفة الغارقة؛ والتي تعني أن الأشخاص أقل استعدادًا للتخلي عن المشروعات التي استثمروا فيها، حتى لو كان ذلك يعني المزيد من المخاط

وقد تساءل “ثالر” عن سبب زيادة رغبة الأفراد في الإنفاق عند الدفع ببطاقة ائتمان أكثر من الدفع نقدً

وتوصل وفقًا لنظرية المحاسبة العقلية، إلى أن الأفراد يعاملون المال بشكل مختلف اعتمادًا على عوامل مثل أصل المال والغرض من استخدامه، بدلًا من التفكير فيه من منظور “المحصلة النهائية”، فعادة لا يفضل الأشخاص إنفاق المال ويشعرون بألم دفع المال؛ لأنهم يكرهون الخسارة، ويلعب هذا الألم دورًا مهمًّا في قيام المستهلك بتنظيم إنفاقه، وقد ساعدت عمليات الشراء ببطاقات الائتمان على خفض هذا الألم، حيث إن انخفاض المال أقل وضوحًا، وكذلك يتم تأجيل الد

تبسيط الأشي

يعد تبسيط الأشياء حافزًا لتنفيذها، فإذا كنت ترغب في حث الأفراد على إعادة تدوير النفايات المنزلية، فقم بتزويدهم بصناديق إعادة التدوير وترتيبها بشكل منتظم، وكذلك إذا كنت تريد أن يدفع الأشخاص ضرائبهم في الوقت المحدد فيسر عليهم القيام بذلك، وفي سبيل ذلك أنشأت الولايات المتحدة وأستراليا تطبيقًا مجانيًّا للهواتف الذكية سهل الاستخدام يساعد الناس على فهم مقدار الضريبة الشخصية التي سيدفعونها على أرباحه

الإرادة المقي

لماذا يؤجل الأفراد ممارسة التمرينات الرياضية على الرغم من أهميتها في رفع اللياقة البدني

سيظل الأشخاص في كثير من الأحيان يختارون بشكل تفضيلي أي شيء يجلب أكبر فائدة على المدى القصير على التقدم التدريجي نحو هدف طويل الأجل، حتى في ظل إدراكهم للاختيار الأفضل ويرجع “ثالر” ذلك إلى فكرة “الإرادة المقيدة”

هندسة الاختي

ظهر مفهوم هندسة الاختيار في كتاب (الترغيب أو التنبيه: تحسين القرارات حول الصحة والثروة والسعادة) لعالمي الاقتصاد السلوكي “ثالر” و”سانستين”، ويعد هذا المفهوم أحد تطبيقات الترغيب (nudge)؛ حيث يقصد به هيكلة كيفية تقديم المعلومات والخيارات إلى الأشخاص، فأنماط الإنفاق الاستهلاكي تتأثر بشدة بالطريقة التي يتم بها عرض السلع أو بيعها، إذ يؤثر في قرار الشراء عاملان أساسيان، هما: ميل المستهلك للخيارات التي اعتاد عليها، واختيار السلع بناءً على المزايا قصيرة الأجل؛ لذا يمكن تطبيق هندسة الاختيار من خلال إحداث تعديلات بسيطة في بيئة الاختيار والتي ستؤدي إلى نتائج كبيرة بتكلفة منخفضة، وتشمل هذه التعديلات تغيير ترتيب تقديم البدائل المتاحة، أو تغيير طريقة الصياغة المستخدمة في وصف الأشياء، أو عرض الخيارات المرغوبة على أنها الخيار التلقائي ووضعها قريبة من الأفرا

طبقت شركة Google هندسة الاختيار في كافتيرياتها في محاولة لجعل الموظفين يتبنون عادات صحية أكثر في الأكل، فعندما يصل موظفو Google إلى مكان الأطباق، فإنهم يجدون لافتة تخبرهم أن الأشخاص الذين يستخدمون أطباقًا كبيرة يميلون إلى تناول طعام أكثر من أولئك الذين يستخدمون أطباقًا صغيرة، وبفضل هذا التغيير البسيط، زادت نسبة الأشخاص الذين يستخدمون الأطباق الصغيرة بنسبة 50

التنب

وقد توصل “ثالر” لمصطلح “التنبيه”، وهو طريقة للتلاعب بخيارات الأشخاص لقيادتهم إلى اتخاذ قرارات محددة: على سبيل المثال، وضع الفاكهة على مستوى العين أو بالقرب من الكاشير في كافيتريا المدرسة الثانوية هو مثال على “التنبيه” إلى حث الطلاب على اختيار خيارات صحية، ويتمثل أحد الجوانب الأساسية للتنبيهات في أنها ليست قسرية؛ حيث لا يعاقب الأشخاص على اختيار الخيارات غير الصحية، وقد قام العديد من الدول بتبني أفكار “ثالر” حول “التنبيهات” في وضع السياسات العام

المص

فيديو توضيجى لفكرة التنب

تعزيز الحفاظ على الطا

تهدف التدخلات السلوكية في هذا المجال إلى الحد من استهلاك الطاقة (على سبيل المثال، توفير التغذية العكسية للمستهلكين)، وزيادة الاستثمار في كفاءة الطاقة (توفير المعلومات المتعلقة بكفاءة الطاقة بطريقة واضحة وبارزة)، وتشجيع استخدام الطاقة من المصادر المتجددة (الاستفادة من الطاقة الخضرا

يعتمد استهلاك الطاقة، سواء في المنزل أو في العمل، على السلوك الروتيني والتلقائي وليس على الاختيارات المتعمدة، وتعد الطاقة سلعة مساعدة ضرورية لاستهلاك الخدمات التي تقدمها الأجهزة المنزلية والإلكترونيات وما إلى ذلك، كونها سلوكًا روتينيًّا، فهي تعتمد بشدة على العمليات التلقائية

لذا، فقد تم تطوير مشروع يوضح إمكانات تطبيقات الرؤى السلوكية لتشجيع المواطنين على الحفاظ على الطاقة بين عامي 2007 و2011 من قبل المكتب البريطاني لأسواق الغاز والكهرباء (OFGEM)، ويتضمن مشروع أبحاث الطلب على الطاقة بقيادة OFGEM مجموعةً من التدخلات السلوكية التي تهدف إلى دراسة استجابة المستهلكين لتحسين المعلومات حول استهلاكهم للطاقة، وتم اتخاذ هذه المبادرة لإبلاغ عملية طرح العدادات الذكية المقترحة من حكومة المملكة المتحد

وكان التدخل من خلال نشر العدادات الذكية إلى جانب تركيب شاشات عرض المعلومات في الوقت الفعلي هما الأكثر فاعلية في تقليل استهلاك الطاقة، فقد يؤدي كلاهما إلى توفير في الطاقة بنسبة 1٪ تقريبًا)، وأحد الأسباب التي تجعل العدادات الذكية قد توفر وفورات مهمة في الطاقة في هذا السياق هو أنها توفر ملاحظات فعلية حول الاستهلاك التاريخي، مما يتيح للمستهلك التعلم على المدى الطوي

ويدخل في إطار تعزيز الحفاظ على الطاقة تقليل استهلاك الطاقة من خلال الأجهزة الكهربائي

تعد مقارنة التكاليف قصيرة الأجل لشراء الأجهزة المنزلية الموفرة للطاقة مع المدخرات المتوقع توفيرها في فواتير الطاقة على المدى الطويل أمرًا معقدًا بالنسبة للمستهلكين، فإذا كانت التكلفة المالية للطاقة اللازمة لتشغيل جهاز معين غير واضحة، فإن حساب التكاليف التراكمية لتشغيل الجهاز طوال حياته (تكلفة الطاقة مدى الحياة) يكون أكثر تعقيدً

يُعد تقديم معلومات حول تكاليف الطاقة للأجهزة طوال عمرها الافتراضي المتوقع جنبًا إلى جنب مع السعر وملصق كفاءة الطاقة، طريقة للسماح للمستهلكين بإجراء هذا الحساب ومقارنة التوفير المتوقع عبر الأجهزة المختلفة، وقد اختبرت وزارة الطاقة وتغير المناخ في المملكة المتحدة تأثير إضافة تقديرات لتكاليف الطاقة مدى الحياة إلى ملصق الطاقة للأجهزة الكهربائية على مشتريات المستهلكين في الاتحاد الأوروبي من خلال تجربة ميدانية بدأت بين سبتمبر 2013 وأبريل 2014 في سلسلة محلات للبيع بالتجزئة، وأظهرت هذه التجربة أنه يمكن تحفيز شراء الأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة من خلال جعل نفقات الطاقة للجهاز طوال عمره الافتراضي المتوقع أكثر بروزًا، ومع ذلك، كانت هذه النتيجة ذات فاعلية فقط للأجهزة عالية الاستهلاك، مثل الغسالات والمجففات. وبالنسبة لهذه الفئة من السلع، كان متوسط استهلاك الطاقة السنوي المتوقع للمنتجات المباعة في المتاجر التي تمت إضافة الملصق على الأجهزة بها 0.7% أقل من المنتجات المباعة في المتاجر التي لم يتم وضع الملصق على الأجهزة بها، وكانت فروق الاستهلاك بين الغسالات والمجففات ذات الكفاءة العالية والمنخفضة واسعة بشكل كبير؛ وأدى اختيار الأنواع الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة إلى توفير إمكانات كبيرة لتحقيق وفورات

تحسين إدارة النفاي

في عام 2010، شاركت ثماني بلديات في هولندا في مشروع يهدف إلى تقليل القمامة في المحيط المباشر لحاويات النفايات تم اختبار ستة تدخلات سلوكية من خلال تجربة ميدانية بتصميم قبل/ بعد، حيث تمت مراقبة حاويات النفايات ومحيطها لمدة أسبوعين، ثم تم مراقبتها لمدة أسبوعين آخرين بعد التدخلات، وكانت التدخلات الستة التي تم طرحها، 

ا- التصحيح الذاتي عن طريق الانعكاس الذاتي: وضع مرآة بجوار حاوية النفايات، بحيث يرى الأشخاص أنفسهم عند إحضار نفاياتهم إلى الحاوي

2- القاعدة الاجتماعية الإلزامية: وضع صورة لشخص يرمي القمامة بجانب حاويات النفايات، جنبًا إلى جنب مع طلب التصرف بالطريقة الصحيحة من خلال رمي أكياس القمامة في الحاويات المناسبة

3- القاعدة الاجتماعية الوصفية: وضع لافتة بجانب حاويات النفايات مكتوب عليها “ساعد في الحفاظ على نظافة المكان، معظم الناس في هذا الحي لا يلقون القمامة بجانب الحاويات”

4- المراقبة والعقوبات: مراقبة مواقع حاويات النفايات، ووضع تحذير بأن إلقاء النفايات قد يعرضك لغرامة

5- الالتزام والاتساق: (الالتزام بالحفاظ على الحي نظيفًا)، ثم منحهم تلميحًا ملموسًا حول كيفية احترام هذا الالتزام (على سبيل المثال، وضع لافتة بجوار الحاوية ودعوتهم إلى الحفاظ على نظافة الحي من خلال عدم إلقاء القمامة)

6- تحديد القاعدة الصحيحة: تفريغ الحاويات بشكل متكرر والحفاظ على نظافة موقعها

هذا، وقد أظهرت التجربة أن ثلاثة من التدخلات كانت لها تأثيرات فعالة، فقد أدى التدخل الوصفي للمعايير الاجتماعية إلى انخفاض معدل رمي القمامة من 50٪ إلى 30٪، كما أدت الآليات القائمة على المراقبة والعقوبات إلى انخفاض من 51٪ إلى 29٪، وأدت أجهزة الالتزام إلى تخفيض رمي القمامة من 45٪ إلى 28

تشجيع الحفاظ على المي

في عام 1997، عانت مدينة “بوغوتا” بكولومبيا من نقص المياه؛ بسبب فشل البنية التحتية للنفق الذي يربط العاصمة بمصدر المياه العذبة الرئيس لعدة أشهر، واتخذت سلطات المدينة عدة إجراءات لتعزيز توفير المياه في حالات الطوارئ، وكانت المبادرة الأولى عبارة عن حملة إعلامية للتعبير عن حجم حالة الطوارئ، والتي يمكن أن تترك 70٪ من المدينة بدون ماء. على عكس توقعات صانعي السياسات، لوحظت زيادة في استخدام المياه في أعقاب هذه الحملة. في حين أن عدة عوامل قد تكون ساهمت في ذلك، فإن التفسير المحتمل لفشل الحملة في تحقيق خفض فوري في استهلاك المياه هو أن سكان المدينة لم يكونوا مقتنعين بإمكانية إحداث فرق ولم يعرفوا كيف يتم توفير المياه، مما دفع سلطات المدينة إلى تنفيذ ثلاثة أنواع مختلفة من التدخلات في وقت واحد، و

• التغييرات في البيئة المادية: توزيع الملصقات لوضعها بجوار صنابير المياه من أجل جعل الحاجة إلى الحفاظ على المياه بارزة عند نقطة الاستخدا

• مخططات المكافآت والعقاب: المكافآت العامة للأسر التي تحقق وفورات مائية عالية بشكل خاص، والإعلان عن استراتيجياتها وفرض غرامات على المسرفين في استخدام الميا

• توفير المعلومات: حملة لنشر المعلومات حول أكثر الطرق فعالية لتوفير الميا

وقد ساعدت هذه التدخلات في إنشاء معيار اجتماعي للحفاظ على المياه، مما أدى إلى تحقيق وفورات فعلية تتجاوز التوقعات الأكثر تفاؤلًا: بعد 8 أسابيع من بداية الحملة، بلغ إجمالي توفير المياه ذروته عند 13.8٪، كما استمرت تأثيرات الحملة الإعلامية إلى ما بعد نهاية حالة الطوارئ المتعلقة بندرة المياه، حيث ظل استهلاك الفرد من المياه دون مستويات ما قبل الأزمة لأكثر من عق

في يوليو 2014، أجرت مدينة “بيلين” في “كوستاريكا” تجربة ميدانية لتقييم تأثير المقارنات الاجتماعية وتوفير التغذية العكسية على استهلاك المياه، ويعد الحفاظ على المياه من أولويات البلدية المحلية، نظرًا لخطر نقص المياه الذي قد تتعرض له المدينة في المستقبل القريب، وبشكل أكثر تحديدًا، اختبرت التجربة ثلاثة سلوكيات بديلة، وه

مقارنة اجتماعية على مستوى الحي: عن طريق وضع ملصقات على فاتورة المياه، عليها مقارنة بين استهلاك الفرد للمياه ومتوسط استهلاك الأسرة في الحي نفس

مقارنة اجتماعية على مستوى المدينة: عن طريق وضع ملصقات على فاتورة المياه تتضمن مقارنة بين استهلاك الفرد للمياه ومتوسط استهلاك الأسرة في المدين

تحديد الأهداف ووضع الخطط: عن طريق ورقة عمل تجعل الاستهلاك النسبي بارزًا، وتحث المستهلكين على كتابة هدف شخصي لتقليل استهلاك المياه، مع تقديم نصائح للوصول إلى هذه الأهدا

أظهرت التجربة أن أداتين فقط من الأدوات الثلاث السلوكية كانا لهما تأثيرات كبيرة على استهلاك المياه، مما أدى إلى انخفاضه في الأشهر التي أعقبت التدخل، وقد خفضت مقارنة الأحياء استهلاك المياه بنسبة 3.7 – 5.6٪، فالمقارنة الاجتماعية على مستوى الحي كانت أكثر فاعلية في تحفيز التغيير السلوك

أدى تحديد الأهداف ووضع الخطط إلى خفض الاستهلاك بنسبة 3.4 – 5.5٪. ويبدو أن وضع الخطط هو الأكثر فاعلية للأسر ذات الاستهلاك المنخفض التي قد تكون لديها بالفعل الدافع لجهود الحفاظ على المياه وتحتاج فقط إلى الدعم في تحديد الإجراءات الملموسة، وعلى العكس من ذلك، تعد مقارنة الأحياء أكثر فاعلية للأسر التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، والتي قد لا يكون لديها إحساس واضح بكيفية مقارنة أنماط استهلاك المياه بأقرانها مسبقً

تعزيز خيارات النقل الأكثر استدا

يتم استخدام التدخلات السلوكية لحث المستهلكين على اتخاذ خيارات نقل أكثر استدامة؛ حيث يؤثر توفير المعلومات حول كفاءة وقود السيارات والانبعاثات وتكاليف التشغيل بطريقة واضحة وبارزة على سلوك الأفراد، وذلك على النحو التالي

يرتبط استهلاك الوقود في النقل الآلي بإجراءات وعادات القيادة؛ حيث يمكن أن تساعد القواعد والأعراف الاجتماعية في تحويل هذه العادات إلى أسلوب قيادة “صديق للبيئة” وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، ويمكن للإطار المعلوماتي أن يوضح العلاقة بين أنماط القيادة المحددة واستهلاك الوقود ويجعلها أكثر وضوحًا، ويمكن أن تلعب الأعراف الاجتماعية دورًا كرافعة سلوكية من خلال تزويد الأفراد بتعليقات حول سلوكهم في القيادة مقارنة بزملائهم الآخرين من مالكي المركبات من الحجم نفس

وعندما يتعلق الأمر بشراء السيارات، غالبًا ما يظهر المستهلكون اختلافًا في المواقف والسلوك؛ فمع إدراك التأثير البيئي للسيارات، وإبراز فكرة الاقتصاد في استهلاك الوقود كمعيار مهم لاختيار السيارة، فإن هذا لا يُترجم في النهاية بالضرورة إلى عمليات شراء صديقة للبيئة، وقد يكون هذا بسبب عدم فهم العلاقة بين كفاءة استهلاك الوقود في السيارة والأثر البيئي لاستخدامه

ولفهم كيفية التأثير على قرارات شراء السيارات بشكل أفضل، أمرت المفوضية الأوروبية في عام 2013 بتقييم تأثير الأنواع المختلفة من الملصقات والمواد الترويجية التي توفر معلومات حول كفاءة الوقود وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتكاليف التشغيل، وقد  بنيت الدراسة على نهج ثلاثي يتكون من مسح عبر الدول، وتجربة اختيار محددة تم طرحها على منصة عبر الإنترنت (تم إجراؤها في 10 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي)، وتجربة معملية (أجريت في المملكة المتحدة)، وفي المختبر، ركز المحللون على اختبار التصاميم البديلة لملصقات التأثير البيئي، وفي تجربة الاختيار عبر الإنترنت، اختبروا أيضًا تصميمات مختلفة للمواد الترويجية، وتم قياس فعالية الطرق المختلفة (ملصقات ومواد ترويجية) من خلال مؤشرات مختلفة، وه

الاستعداد للدفع: هل المعلومات المضمنة في الملصقات/ المواد الترويجية تدفع المستهلكين إلى إنفاق المزيد على السيارات الصديقة للبيئة والموفرة للوقود أو إلى إنفاق أقل على السيارات غير الصديقة للبيئة والموفرة للوقو

تم طرح أسئلة على المستهلكين حول “اخضرار” السيارة وكفاءة استهلاك الوقود، وتم استخدام إجاباتهم لاستنتاج كيف كانت المعلومات ملحوظة ومفهومة في الملصقات والمواد الترويجي

ومن بين النتائج الأكثر حسمًا للتجارب، كانت الملصقات التي تستند إلى مؤشرات الاقتصاد في استهلاك الوقود (مثل المعلومات حول وفورات الوقود المُقدّمة، وتكاليف الوقود المعروضة في أشكال مختلفة) أكثر فعالية من تلك التي تعتمد على المؤشرات المتعلقة بالانبعاثا

المصد

هل ستشعر بمزيد من الالتزام بدفع ضرائبك إذا كنت تعلم أن جميع الجيران في منطقتك قد قاموا بدفعها؟ وهل ستستخدم مجفف الأيدي بدلًا من منشفة ورقية في الحمام العام إذا ذكّرك إشعار بالتأثير البيئي لقطع الأشجار؟ الإجابات عن هذه الأسئلة مهمة للحكومات؛ لأنها يمكن أن تساعدها في تصميم سياسات عامة أفضل ومبتكرة، بمساعدة علم الاقتصاد السلوك

هذا، وقد بدأ تبني أفكار الاقتصاد السلوكي خاصة فكرة ” التنبيه” في تصميم السياسات العامة في الدول المتقدمة، وكانت المملكة المتحدة والولايات المتحدة من أولى الدول التي أنشأت وحدات التنبيه الوطنية، ثم بعد ذلك شقت طريقها إلى أمريكا اللاتينية والعديد من الدول النامية على مدى السنوات القليلة الماضية، وبدأت بعض الحكومات المحلية والوطنية في تبنيها؛ حيث تعد جذابة بسبب انخفاض تكلفة المبادرات السلوكي

 

المملكة المتح

كانت المملكة المتحدة أولى دول العالم التي تتبنى تطبيقات الاقتصاد السلوكي. ففي عام 2010 قام رئيس الوزراء “ديفيد كاميرون” بإنشاء وحدة الرؤى السلوكية التابعة للحكومة لجعل الخدمات العامة أكثر فعالية من حيث التكلفة وأسهل على المواطنين في الاستخدام، وإدخال نموذج أكثر واقعية للسلوك البشري في السياسة، بالإضافة إلى تمكين الأشخاص من اتخاذ خيارات أفضل لأنفسهم، وعمل فريق الرؤى السلوكية على إجراء العديد من التجارب لتحسين عملية صنع السياسات العامة، من

تعزيز معدلات دفع الضرا

عادةً ترسل دائرة الضرائب في المملكة المتحدة خطابًا إلى أولئك الذين لم يدفعوا الضرائب في الوقت المحدد؛ لتذكيرهم بفعل ذلك، وبمساعدة فريق الرؤى السلوكية، تم تعديل الرسائل وإرسالها إلى مجموعة تجريبية وكان نص الرسالة الأولى “تسعة من كل عشرة أشخاص يدفعون ضرائبهم في موعدها، أنت من الأقليات التي لا تدفع ضرائبها في الوقت المحدد

الخطاب الثاني، يركز على “تأثير الجار”: “تسعة من كل عشرة أشخاص في منطقتك المحلية يدفعون ضرائبهم في الوقت المحدد، أنت من الأقلية التي لا تدف

الخطاب الثالث: “تسعة من كل عشرة أشخاص عليهم ديون مثل ديونك يدفعون ضرائبهم في الوقت المحدد، أنت من الأقلية التي لا تدفع

وخطاب أخير: “تسعة من كل عشرة أشخاص عليهم ديون مثل ديونك، في منطقتك، يدفعون ضرائبهم في الوقت المحدد، أنت من الأقلية التي لا تدفع”. وكان هذا الخطاب الأخير هو الأكثر فاعلي

عملت هذه التجربة علي زيادة نسبة الأشخاص الذي يدفعون الضرائب بحوالي 6 نقاط مئوية من 33% إلى 39%، وفي الواقع، جلبت هذه التجربة ومجموعة أخرى من التجارب في الدفعة الأولى أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني في أول 12 شهرًا، ودفع نجاح هذه التجربة إلى تجربتها في دول أخرى منها “كوستاريكا”؛ حيث ساعدت هذه التجربة في زيادة معدلات الإقرارات الضريبية إلى ثلاثة أضعاف، وفي بولندا أدت إلى زيادة المدفوعات بنسبة 17

تقليل عدد الأشخاص المتأخرين في دفع الضرائب على المركب

تعاونت وحدة الرؤى السلوكية (BIT) مع وكالة ترخيص المركبات والسائقين في المملكة المتحدة لتقليل عدد الأشخاص المتأخرين في دفع الضرائب على مركباتهم معتمدة على مفهوم التحيزات المعرفية؛ حيث تُظهر الأبحاث أن الناس يشعرون بالسوء تجاه تكبد الخسارة بمقدار الضعف عن الشعور بالرضا حيال تحقيق مكاسب بالمبلغ نفسه (التحيز المعروف باسم النفور من الخسارة)، لذا فقد تمت كتابة رسائل إشعار جديدة تتضمن “ادفع ضريبتك أو تفقد سيارتك”  وهو خروج عن اللغة القانونية المعقدة المستخدمة في الرسالة الأصلية لجعل الطلب شخصيًا أكثر، وتضمنت بعض الرسائل صورًا لسيارات الأشخا

أدت الرسائل المعاد كتابتها وحدها إلى زيادة عدد الأفراد الذين قاموا بدفع الضرائب بنسبة 6%، بينما الرسائل التي احتوت صورة للسيارة أدت إلى زيادة عدد الأشخاص بنسبة 20

زيادة معدلات التسجيل في المعاشات التقاعد

في كثير من الأحيان، لا يملك الناس الوقت أو يؤجلون التسجيل في نظام المعاش التقاعدي في العمل، لذا فقد قامت الشركات بإخبار موظفيها أن الشركة ستقرر لهم معاشًا تقاعديًّا افتراضيًّا جيدًا، وسيتم تسجيلهم تلقائيًّا فيه، ويمكنهم اختيار نظام مختلف أو الانسحاب من المعاش التقاعدي تمامًا، لكن إذا لم يقوموا بالاختيار فسيفترض النظام أنهم سجلوا في النظام الافتراضي، وكان لهذا آثار عميقة في المملكة المتحدة؛ حيث أدى ذلك إلى تسجيل أكثر من 5 ملايين مدخر جديد في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى تفضيل الأشخاص لهذا النظا

المص

الولايات المتحدة الأمريك

أنشأ الرئيس “أوباما” “وحدة تنبيه” عام 2015 عرفت بفريق العلوم الاجتماعية والسلوكية (SBST) لاستخدام رؤى علم النفس والاقتصاد السلوكي وعلوم القرار الأخرى؛ لتحسين البرامج والعمليات الفيدرالية، وقد تم تنفيذ عدة تجارب منه

تحسين الوصول إلى الكليات والقدرة على تحمل تكاليف

لمساعدة الطلاب على الالتحاق بالكلية، فقد قام مكتب المساعدة الفيدرالي التابع لوزارة التعليم بالاشتراك مع وحدة العلوم الاجتماعية والسلوكية بصياغة الرسائل التي تخطر خريجي المدارس الثانوية المقبولين بالكلية بمهام ما قبل التخرج المطلوبة للالتحاق بكليات معينة، وأدت سلسلة من ثماني رسائل نصية مخصصة للطلاب ذوي الدخل المنخفض لتذكيرهم بإكمال هذه المهام إلى زيادة بنسبة 5.7% بالالتحاق بالكلية، من 66.4% إلى 72.1

تعزيز المشاركة في خطة الادخار للموظفين الفيدراليين ووزارة الدف

وفي دراسة لأثر تدخل البريد الإلكتروني على التسجيل في برنامج للادخار تم إرساله إلى ما يقرب من 800 ألف من أفراد الخدمة العسكرية، ولم يتم تلقي أي بريد إلكتروني ردًّا على ذلك، وتم إجراء الدراسة مرة أخرى بالاشتراك مع فريق العلوم الاجتماعية والسلوكية بالبيت الأبيض، وقد ضاعف البريد الإلكتروني الأكثر فاعلية تقريبًا معدل الالتحاق بالبرنامج مقارنةً بالبريد الإلكتروني الأصلي؛ حيث قام هذا البريد الإلكتروني باستخدام تنبيهات بسيطة، مثل تقديم خطوات قابلة للتنفيذ؛ للتسجيل في برنامج الادخار وإعطاء الأشخاص أمثلة واضحة عن الكيفية التي يمكن أن تؤدي بها المساهمات الصغيرة إلى أرصدة حسابات كبيرة، لتسهيل عملية التسجيل في البرنام

ونظرًا لأن التدخل عبر البريد الإلكتروني كان منخفض التكلفة نسبيًّا فقد أنفقت وزارة الدفاع حوالي 5000 دولار فقط، وكان التنبيه أكثر فعالية من حيث التكلفة بما يقرب من 100 مرة من السياسات التقليدية، مثل الحوافز الضريبية وبرامج التعليم المال

المص

ق

كانت قطر من أولى الدول العربية في تبني تطبيقات الاقتصاد السلوكي لمواجهة التحديات ذات الجذور السلوكية التي تواجه السياسات العامة، لذا في عام 2016 قد تم تأسيس “وحدة الرؤى السلوكية في قطر” من خلال اللجنة العليا للمشروعات والإرث، والتي تحدث تدخلات سلوكية توجه قرارات الناس اليومية نحو تأثير اجتماعي أكبر ونمو شامل، وقد أجرت الوحدة أكثر من 25 تدخلًا سلوكيًّا لتعزيز الحياة الصحية وريادة الأعمال والاستدامة البيئية، وغيرها من المجالات الأخرى، ومن هذه التجا

التقليل من هدر الطعام في المناسبات الاجتماعية الكبي

بالاشتراك مع مجلس قطر للأبنية الخضراء في مؤسسة قطر تم إجراء تجربة اختبرت تأثير حجم الأطباق الصغيرة على نفايات الطعام، حيث قام برنامج استدامة المدارس البيئية، باختيار مجموعتين من الطلاب بشكل عشوائي وتقسيمهما على طاولتي بوفيه، الأولى تحمل أطباقًا قطرها 27 سم، والثانية (معدلة)، تحمل أطباقًا قطرها 25 سم، وتم وضع حاوية بجانب كل طاولة لقياس حجم الطعام المتبقي الذي تم إنتاجه بواسطة 33 طبقًا بالحجم الطبيعي و37 طبقًا أصغر حجمًا؛ أظهرت النتائج أن انخفاض قطر الطبق بمقدار 2 سم يمكن أن يؤدي إلى انخفاض بنسبة 30٪ في متوسط نفايات الطعام لكل شخ

تحسين العادات والاختيارات الغذائية اليومية بين موظفي اللجنة العليا للمشروعات والإر

بالشراكة مع اللجنة العليا للمشروعات والإرث تم إجراء تجربة تهدف إلى حث موظفي اللجنة العليا في كافتيريا اللجنة على تضمين المزيد من الفواكه والعصائر الطازجة في وجباتهم الغذائية اليومية، وتعتمد التجربة على ثلاثة تدخلات تستخدم تقنيات القناة وموضع البروز وتأثير التذكي

الأول: نقل الثلاجة التي تعرض الفواكه المعبأة إلى بداية خط تقديم الطعا

الثاني: وضع الفواكه المعبأة بالقرب من كاشير الكافتيري

الثالث: وضع ملصقات تحث المستخدم على اتخاذ إجراءات مستنيرة من الناحية السلوكية (“كوب من البرتقال الطازج مفيد جدًا لصحتك”

ومقارنة بالفترة قبل التجربة، أدى إدخال اللافتات المعدلة من الناحية السلوكية إلى زيادة متوسط عدد العصائر اليومية المباعة في كافتيريا اللجنة العليا إلى ثلاثة أضعاف، بينما أدى نقل ثلاجة العرض إلى زيادة ثمانية أضعاف في المتوسط اليومي لمبيعات الفاكهة من حيث الحج

تعزيز الحفاظ على المناديل الورقية بين موظفي اللجنة العل

في شراكة مع اللجنة العليا للمشروعات والإرث تم إجراء تجربة لتقليل استهلاك المناديل الورقية بين الموظفين في دورات المياه المكتبية؛ واعتمدت التجربة على تدخلين، الأول: ورقة تلميح بارزة موضوعة على مرايا فوق أحواض دورة المياه، عليها إشارات مرئية بسيطة توضح تعليمات للموظفين بتجفيف أيديهم بورقة منديل واحدة فقط، والثاني: وضع ملصقات تذكير على موزعات المناديل، مما دفع الموظفين إلى الحفاظ على المناديل الورقية؛ حيث أدت التدخلات إلى انخفاض متوسط استهلاك المناديل الورقية في دورات المياه للإناث والذكور بنسبة 56٪ و 48٪ على التوال

المص

لبن

كان لبنان ثاني الدول العربية التي تتبنى إدخال تطبيقات الاقتصاد السلوكي في السياسة العامة، وذلك من خلال إنشاء وحدة “الترغيب والتوجيه” Nudge Lebanon وهي مبادرة غير حكومية وغير ربحية تعمل على تطبيق رؤى سلوكية لتحديات السياسة العامة في لبنان؛ لتحسين السياسات التي تركز على المواطن وتوجيه الأشخاص والمنظمات نحو اتخاذ أفضل الخيارات لأنفسهم ومجتمعاتهم، من خلال أدوات تجريبية كالتجارب العشوائية، ومن التجارب التي قد قامت الوحدة بتطبيقها

تحسين سداد فواتير الكهرباء في مواعيد

 درست وحدة “الترغيب والتوجيه” (Nudge Lebanon) في لبنان تأثير الرسائل البسيطة على كروت التذكير في تشجيع المشتركين على دفع فواتيرهم من خلال الزيارة الثانية للمحصلين لتحسين سداد فواتير الكهرباء في مواعيده

فعادة يتلقى المشتركون في لبنان فواتير الخدمات العامة ويدفعونها للمحصلين، وبموجب لائحة كهرباء لبنان يجب تحصيل الفواتير في غضون 40 يومًا من تاريخ إصدارها، ويُطلب من المحصلين زيارة المشتركين مرتين فقط، وإعطاء كروت تذكير لأولئك الذين لا يدفعون في الزيارة الأولى، حيث يتم تحديد المبلغ المستحق والتاريخ المقترح للزيارة الثاني

عامة، يدفع أكثر من 90٪ من المشتركين في غضون 40 يومًا، ولكن يقوم المحصلون بأكثر من زيارتين لتحقيق هذا المعدل، مما يضيف تكاليف إدارية وبشرية كبيرة إلى عملية التحصيل؛ لذا فقد أجريت تجربة عشوائية في مدينة “صيدا”، بالتعاون مع شركة كهرباء لبنان ومزود الخدمة المختص، لفحص تأثير إضافة رسائل تنبيه بسيطة في كروت التذكير على زيادة سداد فواتير الكهرباء من خلال الزيارة الثانية للمحصلين. وقد تم اختيار 429 أسرة من المشتركين بشكل عشوائي قد تلقت واحدة من أربع رسائل من خلال المحص

كارت التذكير الأصلي بدون تعدي

كارت به رسالة تركز على عامل المتاعب التي سيتحملها، وفكرة نفور الشخص من الخسارة؛ حيث تحدد الخطوات التي يجب على المشترك اتباعها في حالة عدم السداد في الزيارة الثانية وتوضح الرسوم المالية الإضافية التي سيتم فرضه

الرسالة الثانية تركز على المعيار الاجتماعي؛ حيث تكشف عن ارتفاع نسبة المشتركين في المجتمع المحلي الذين يدفعون فواتيرهم في موعدها، وتنص الرسالة على ما يلي “يدفع أكثر من 90٪ من سكان منطقتك فواتيرهم في الوقت المحدد، هل ستكون جزءًا من هذه المجموعة؟

الرسالة الثالثة تركز على عامل الوطنية، من خلال تضمين العلم اللبناني واستخدام لغة ناعمة تثير الشعور بالوطنية، وتنص الرسالة على ما يلي “بلدك بحاجة إليك، كن مواطنًا صالحًا وادفع فاتورة الكهرباء في موعدها

وبمقارنة تأثير تلقي كروت التذكير المعدلة بالكارت غير المعدل، أظهرت النتائج أن الرسالة التي ركزت على الفخر الوطني كانت الأكثر فاعلية؛ حيث إن 61.4% ممن حصلوا على كارت يركز على الفخر الوطني” دفعوا فواتيرهم في الزيارة الثانية، وهي أعلى بنسبة 15% في معدل السداد من كارت التذكير الأصلي، يليها الكارت الذي يركز على المعيار الاجتماعي حيث إن 60.2% ممن حصلوا عليه دفعوا فواتيرهم في الزيارة الثانية بزيادة بنسبة 13% على الكارت الأصلي، وأخيرًا 55.3% من المشتركين الذين حصلوا على كارت المتاعب والعواقب قاموا بسداد فواتيرهم في الزيارة الثانية بزيادة بنسبة 4٪ مقارنة بالكارت الأصل

كما يشير التحليل كذلك إلى أن تقديم تدخل مصمم بطريقة سلوكية له تأثير إيجابي على دفع الفواتير؛ حيث يزيد احتمال دفع الأشخاص بنسبة 11٪، ونجاح هذه التجربة يشير إلى إمكانية تطبيقها في مختلف القطاعات الأخرى، بما في ذلك دفع الضرائب، والتي ستحقق زيادة ضخمة في معدلات سداد الضريبة بالإضافة إلى تحسين تقديم الخدمات العامة على المستوى القوم

المص

الكو

في خطة لتحسين جودة صنع السياسات في الكويت، دعَم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مركز الكويت للسياسات العامة (KPPC)، في إنشاء وحدة الرؤى السلوكية (وحدة التنبيه)، والمعروفة باسم مختبر تقييم السياسات (KPAL)، من أجل تطبيق النتائج في علم السلوك والاقتصاد في السياسات العامة، وخاصة لتنفيذ خطة التنمية الوطنية الكويتية (KNDP

تعد الكويت من أولى الدول في المنطقة العربية التي تدمج علم السلوك في السياسة العامة؛ حيث تعد KPAL هي ثاني وحدة تنبيه حكومية في المنطقة، وتعمل الحكومة على تحديد المجالات التي يمكن فيها تطبيق الرؤى السلوكية من أجل تصميم السياسات وتنفيذها بشكل أكثر فعالية، وتشمل: المساواة بين الجنسين، والشمولية، والقضايا البيئية والتنويع الاقتصادي، وتقوم KPAL حاليًّا بوضع أجندة سياسات، لأربع ركائز تتعلق برؤية الكويت 2035: التعليم، والنمو الاقتصادي وريادة الأعمال، والطاقة والبيئة، والصح

ولاكتشاف وتحديد التدخلات السلوكية التي سوف تُطبق، تستخدم KPAL تجارب التحكم العشوائية (RCT)؛ حيث تقوم تلك التجارب بالتحقيق في تأثير التدخلات السلوكية على سلسلة من الأشخاص الذين يتلقونها مقابل أولئك الذين لا يتلقونه

تقليل معدلات إلقاء القمامة في دور السين

قامت وحدة تقييم السياسات في الكويت بالتعاون مع طلاب الجامعة الأمريكية بالكويت، ومؤسسة  B4Developmen  بدولة قطر، بعمل دراسة لاستخدام الرؤى السلوكية، في تقليل إلقاء القمامة في دور السينما في الكويت، باستخدام (السلوك الأكثر ملاحظة” البارز”)، حيث قام الفريق بالتدخل على نطاق صغير لمعالجة الجذور السلوكية الكامنة وراء إلقاء القمامة في دور السينم

وتم إجراء التدخل السلوكي في سينما “سينسكيب” في مول 360 في الكويت، حيث تم اختيار المسارح بشكل عشوائي لتلقي التدخل، ففي أحد المسارح تم تشغيل مقطع فيديو قبل بداية الفيلم يحث المشاهدين على التخلص من القمامة بشكل صحيح باستخدام صوت يقرأ بيانًا يجذب انتباههم وصورة GIF تصور التخلص من القمام

كما تم وضع ملصقات على الجزء الخلفي من مقاعد السينما تحتوي على صورة مماثلة لتلك الموجودة في الفيديو، تشير إلى التخلص من القمامة بشكل صحيح، وبيان يجذب انتباههم باللغتين الإنجليزية والعربية. (“نحن نعتمد عليك للحفاظ على نظافة المسرح!”)

ومن خلال مقارنة تأثير هذه التدخلات على حجم القمامة التي تم التخلص منها بشكل سليم، فقد حدثت زيادة في التخلص السليم من القمامة، تقريبًا لكل 20 متفرجًا، كان هناك 1 كجم إضافي من النفايات في الصناديق، وكان التدخل من خلال الفيديو، وجاذبية انتباه المشاهدين، الأثر الأكبر في تشجيع المشاهدين في مسارح “سينسكيب” على ممارسة سلوكيات أكثر وعيًا بيئيًّا واجتماعيًّا عند التخلص من نفاياتهم، وعلى الرغم من أن حجم هذا التدخل صغير نسبيًّا، فإن نتائج هذا التدخل تقدم آثارًا مهمة لاستخدام الرؤى السلوكية لمبادرات الاستدامة الأوسع نطاقً

الإمارات العربية المتحد

تم إطلاق البرنامج الوطني للمكافآت السلوكية – فزعة في الإمارات العربية المتحدة، والذي يعد ضمن تطبيقات علم السلوك، ويهدف البرنامج إلى تشجيع المواطنين على تبني سلوكيات إيجابية من خلال تطبيق نظام مكافآت قائم على النقاط يمكن استخدامه في مدفوعات الخدمات الحكومية.

 ة

 ا..ة.ا.ماا.ة.). 

يتدري.

 ي.”.”.ا.ل.ل:ة.ا.ها:

اندري.

يام.).ا.م.ر:ث

 ص.رة رب:

طردري.ج.اع%.هاا: 

 يةدرم.ية٪.ص.ات %.ة.”.ع.”.ئبها:

 دة

ة.ي.رت.ة.د.ي:ا.ه.:

 

 مةا.ي.ف.ة.ه.ي:د.ه.ه.م.هي:

اه٪……ة.هي:

 ات.

ا.ة ل.ة..

 ء).قةيهدرة.يه٪. 

 د.ار.ة؟دة

 م.اءفع.ا؟

 ر.يةا: ؟).

 ر در ص.ق.ع.ل. 

.

 .

 

 كي

ل.؟

 ..؟21ام الرؤى السلوكية لمبادرات الاستدامة الأوسع نطاقًا.

 

الإمارات العربية المتحدة

 

تم إطلاق البرنامج الوطني للمكافآت السلوكية – فزعة في الإمارات العربية المتحدة، والذي يعد ضمن تطبيقات علم السلوك، ويهدف البرنامج إلى تشجيع المواطنين على تبني سلوكيات إيجابية من خلال تطبيق نظام مكافآت قائم على النقاط يمكن استخدامه في مدفوعات الخدمات الحكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى