مقالات

احتفال مولد الرسول والكعبة الجديدة في كربلاء بالعراق

كتب دكتور فوزي الحبال
زينة وأضواء، حلوى ومأكولات شعبية، جلسات مدح وذكر، أعلام ومواكب شموع، في الكثير من المدن والقرى العربية، من المغرب إلى المشرق، اعتاد الناس على الاحتفال بالمولد النبوي كلّ عام، بطرق عدّة .
وحيث أنّ الاحتفال راسخ في التقاليد الشعبية كمناسبة سارة، يتجدد السؤال كلّ عام حول رأي المذاهب الفقهية فيه بين تحليل وتحريم، كما في الكثير من القضايا الإسلامية، لا يتفق علماء الفقه على اتجاه واحد في مقاربة الاحتفال بالمولد النبوي، حتى أنّ تاريخ ولادة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم، محطّ اختلاف بين السنة والشيعة .
صحيح أنّ معظم المراجع تميل للرأي القائل أنّه ولد في شهر ربيع الأول بحسب التقويم الهجري، إلا أنّ السُنة يحتفلون بالذكرى في 12 ربيع الأوّل، بينما يحتفل الشيعة بها في 17 منه. لذلك يعدّ شهر ربيع الأول بأكمله، شهراً للاحتفال .
ولقد كان هذا الخلاف في التأريخ، سبب دعوة روح الله الخميني إلى ما سمّي بأسبوع الوحدة الإسلامية، بين تاريخي الاحتفال، بدءاً من عام 1981، كوسيلة للتقريب بين السنة والشيعة .
كما أثار وجود مجسم للكعبة في منطقة بين الحرمين بمدينة كربلاء، الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما حملت بعض التعليقات طابع السخرية، ومع ذلك، وجدها آخرون بأنها تشير إلى رمزية محددة، وأظهرت صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مجسم الكعبة الذي وُضع مؤخراً بالقرب من مرقد الإمام الحسين ابن علي ابن أبي طالب .
وهاجم ناشطون ومدنون صاحب فكرة المجسم، معتبرين إياه نوعاً من أنواع المبالغة في التشبيه، كما أن ليس هناك مبرراً لنقل مجسم الكعبة إلى كربلاء، بحسب تغريدات وتدوينات كثيرة،على إثر ذلك، قال مدير إعلام وعلاقات العتبة الحسينية علي شبّر، إن العتبة الحسينية لم توجّه بوضع هذا المجسم داخل الصحن الحسيني، مبيناً في تصريحاتٍ صحافية، أن صاحب الموكب الذي وضع المجسم، باعتباره مجسماً تعبيرياً عن الكعبة، وضعه ليومين، وقد تمَّ إخراج المجسم من الصحن الحسيني بعد يومين من وضعه .
وتقع العتبة الحسينية في مركز مدينة كربلاء، ويوجد في العتبة قبر الإمام الحسين وبجانبه العديد من القبور التي تزار، منها مرقد إبراهيم المجاب، مرقد حبيب بن مظاهر الأسدي .
إضافة إلى أضرحة أصحاب الحسين ممن كانوا معه في معركة “الطف” في كربلاء، والقاسم بن الحسن وعلي الأكبر بن الامام الحسين بن علي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى