العالم منشغل بـ«كورونا».. والحوثيون يطورون إرهابهم البحري في «باب المندب»

في ظل ما يجتاح العالم من حالة رعب بسبب وباء كورونا العالمي- بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية- تتجلى المخاوف الدولية في اليمن من تزايد هجمات الحوثيين على حركة الملاحة البحرية، أو محاولات الميليشيات المدعومة إيرانيا عرقلة جهود قوات التحالف العربي، واستهداف ناقلات النفط السعودية بصواريخ متطورة إيرانية، وزراعة المزيد من الألغام البحرية على مضيق باب المندب وساحل البحر الأحمر، وقبالة الساحل الغربي لليمن بالقرب من المخا والحديدة، مما يعرض السفن الدولية للخطر.
كارثة دولية
وأشار تقرير صادر عن مكتب المخابرات البحرية الأمريكي في 2017 إلى أن الهجمات على السفن في مضيق باب المندب، وخاصة التجارية، ستؤدي إلى كارثة دولية، وأن احتمالية إغلاق هذا الممر المائي سيؤدي إلى زيادات كبيرة في إجمالي تكاليف الطاقة وأسعار النفط العالمية.
ويوجد حوالي أربعة أشكال من الإرهاب البحري، يستخدم الحوثيون الفئة الرابعة وهي استهداف أهداف بحرية ثمينة تلحق الضرر الجسيم بالخصم.
مخاوف دولية
يحذر تقرير معهد واشنطن للباحث مايكل نايتس المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية بدول الخليج وإيران، من تصاعد قوة الحوثيين مرة أخرى في ظل الأوضاع الأخيرة التي يمر بها العالم ودول الخليج، ما أدى لتزايد هجماتها البرية والبحرية، بدعم إيراني.
ففي يناير 2020 اعترضت قوات التحالف العربي طريق صواريخ متطورة إيرانية من نوع “سي-802” مضادة للسفن في طريقها للحوثيين باليمن، وفي مطلع مارس 2020 تعرضت ناقلة نفط سعودية لهجوم حوثي بالقرب من ميناء نشطون اليمني خلال عدة قوارب متفجرة.
ويشير “نايتس” إلى أن الحوثيين يستخدمون قوارب متفجرة دون قبطان والتحكم بها عن بعد للهجوم على الناقلات السعودية والإماراتية منذ عام 2016، ولكنها تطورت الآن من خلال إطلاق هذه السفن على مسافة تبعد 800 ميل من موانئها على البحر الأحمر، ما يوضح تطور الأسلحة التي يستخدمونها مؤخرًا، فضلًا عن استخدام الضربات الصاروخية التكتيكية دقيقة بعيدة المدى.
وتابع أن انخفاض الضغوط الموجة إليهم من قوات التحالف، واستغلال مساعي السلام التي أطلقتها أمريكا بعملية السلام عام 2018 وانسحاب القوات الإماراتية لاستغلال الموقف لصالحهم، ونقلوا قواتهم من جبهة لأخرى على الصعيد المحلي، ونفذوا هجمات ناجحة في مطلع العام الماضي في محافظات الجوف وضالع وسعدة ومأرب.
إرهاب بحري
ويوضح تقرير بعنوان “الإرهاب البحري للحوثيين في البحر الأحمر” لمعهد الأبحاث للدراسات الأوروبية والأمريكية اليوناني أن صواريخ الدفاع الساحلية، والرادار والألغام وزوارق المتفجرات المنتشرة من قبل المتمردين تشكل تهديدًا للشحن في مضيق باب المندب، وأن الحوادث الأخيرة قبالة سواحل اليمن ومضيق هرمز وباب المندب، تشير إلى زيادة مستوى التهديد للشحن البحري من الإرهاب البحري والقرصنة.
وفي فبراير 2020 قُتِلَ ثلاثة صيادين مصريين على ساحل البحر الأحمر وانفجار قاربهم جراء الألغام البحرية المزروعة من قبل الحوثيين، ووصل اللغم الذي اكتشف ودُمر من قبل قوات التحالف على ساحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب لـ137 لغمًا.
تهديدات إيرانية
من جانبها تحاول إيران تهديد مصالح خصومها من دول الخليج وإيران من خلال دعم وكلائها لتنفيذ عملياتها الإرهابية و-هم الفاعلون المسلحون من دون الدول- على مضيق هرمز وباب المندب، ومد الحوثيون بتكنولوجيتها وطائرات بدون طيار لاستهداف ناقلات النفط السعودية والإماراتية والأمريكية مثل الهجوم على النقالة “يو أس أس ميسون”.
كما أمدتهم بطائرات بدون طيار للمراقبة والهجوم، من طراز “سارير- أتش110″، الملحقة بصواريخ “جوجو” و”شاهد-129″ التي لها قدرة مراقبة على مدار الساعة وحمل الأسلحة، وأحيانا استخدمتها إيران لمضايقة الناقلات الأمريكية كطريقة لاستعراض القوة دون الهجوم وفقاً لورقة بحثية لمؤسسة عين على التطرف”.