اخبار محليه

الإرهاب يأكل نفسه”.. فهل وصلنا لنهاية المسرحية الدموية ؟!

إعداد :-محمد عبدالمولي
*** صراع داعش والقاعدة وباقي التنظيمات الإرهابية.. هل يكتب النهاية لتلك للتنظيمات؟!

ولنبدأ باليمن:
*** داعش والقاعدة..
مَن يحرك التنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن؟!

كشفت تطورات الأيام الماضية عن استغلال التنظيمات المتطرفة للأحداث في جنوب اليمن من أجل إعادة تنظيم صفوفها، وسط تساؤلات بشأن الجهة التي تحركها، إذ إنها تظهر وتختفي طبقا لحساب جهات سياسية مثل حزب الإصلاح، بحسب محليين.

وفي هذا السياق يبدو لافتا أن يتحول، الخضر جديب، وهو واحد من أبرز قادة تنظيم القاعدة في اليمن، المسؤول عن عشرات العمليات الإرهابية، إلى الذراع الأيمن لوزير الداخلية اليمني، أحمد الميسري، وقائدا لحراسته.
ثم ما لبث أن أصبح جديب قائدا في قوات الإصلاح الموالية للشرعية التي حاولت احتلال عدن خلال الأيام الماضية، قبل أن تنكسر على أسوارها.
واحتل جديب مناصب في الشرعية اليمنية، رغم أنه مطلوب في قوائم الإرهاب الدولية واليمنية، الأمر الذي يثير شكوكا بشأن التزام حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بمكافحة الإرهاب.
ويظهر الأمر بجلاء العلاقة العلانية بين الحكومة وتنظيمات الإرهاب في اليمن، التي كانت حتى وقت قريب تسيطر على كبريات مدن ومحافظات الجنوب، كعدن وحضرموت وابين وشبوة، وترتكب فيها أبشع الجرائم ضد آلاف اليمنيين.
لكنه بات ماضيا فتبدل وتلاشى خلال فترة وجيزة، بفضل إعادة ترتيب وإنشاء قوات أمنية قادرة على مواجهة الإرهاب وهزيمته، فكانت النخب والأحزمة في محافظات الجنوب، التي انبثقت من المقاومة الجنوبية التي نجحت في تحرير عدد من المحافظات اليمنية من سيطرة الوجه الاخر للإرهاب الميليشيات الحوثية.
وبدعم وتأهيل وتدريب من التحالف العربي، تمكنت قوات الأمن والنخب والأحزمة الامنية، من تحرير عدن ثم أبين فلحج فساحل حضرموت أكبر محافظات البلاد من سيطرة تنظيمي القاعدة وداعش .
وبدأت تلك المناطق تعيش عهدا من الأمن والاستقرار وشيئا من الرخاء، وهو الامر الذي كان من الطبيعي ألا يروق لجماعات الإرهاب والأحزاب التي ترتبط بها وتديرها.
وبعدما تمكنت قوات الحزام الأمني من طرد ميليشيات حزب الإصلاح من عدن الخميس، تعرضت المدينة، الجمعة، لهجمات إرهابية تبنى تنظيم داعش واحدا منها.

حسابات تحدد عمل القاعدة
———————————-
ويقول الباحث السياسي، سمير اليوسفي: إن تنظيم القاعدة موجود بالفعل في اليمن منذ تسعينيات القرن الماضي، ويتمركز في مناطق جبلية ما بين أبين والبيضاء وشبوة، في جنوبي البلاد.
وأضاف أن التنظيم دخل إلى الجنوب في تسعينيات القرن الماضي في صفقة تمت مع السلطة، ولم تكن ظهرت بصورته الإرهابية، كما هي عليه الآن.
وقال إن “القاعدة” في اليمن تذهب ثم تعود وفقا لحسابات جهات معينة، مشيرا إلى أنه عندما تم محاصرتها في المحافظات الجنوبية فرت إلى الجبال، وعادت مؤخرا لشن هجمات بعد أن طلب منها أن تقوم بهذا الدور.

الإصلاح والقاعدة
———————-
أما الباحث والكاتب السياسي، أحمد الصالح، فيقول إنه “إذا تتبعنا حركة التنظيمات الإرهابية، من ناحية نشاطها وخمولها، سنصل إلى استنتاج مفاده أن هذه الجماعات لديها غرفة عمليات موحدة تحركها متى شاء”.
وقال إن التنظيمات الإرهابية في اليمن تظهر وتشن هجمات، عندما يكون حزب الإصلاح في زاوية ضيقة أو يخسر مواقعه ونفوذه.
وأضاف أن هذه الجماعات اختفت خلال السنوات الماضية في الجنوب، بسبب تضحيات النخب والأحزمة والمقاومة الجنوبية.
وأكد أن الإرهابيين لم يستهدفوا الحوثي، رغم أنهم يعتبرونه عدوهم، وراحوا عوضا عن ذلك يستهدفوا خصوم الجهات التي تحركهم.

كما تصاعدت وتيرة الخلاف بين تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، مؤخرا، وزادت احتمالات وقوع صراع مسلح بين الطرفين خاصة في المناطق المتنازع عليها في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.
وعزز مقتل أبوبكر البغدادي احتمالات الاقتتال بين التنظيمين اللذين لم يشهد التاريخ بينهما سوى الصراع والكراهية والتكفير المتبادل.

من يتزعم الشر؟!
———————
يُرجع باحثون تاريخ الصراع بين التنظيمين إلى بداية نشأة داعش في 2013، حيث ظهرت حالة الصدام بشكل جلي وزادت بعد تكفير كل منهما للآخر.
ويرى الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، سامح عيد، أن الحرب بين تنظيمي داعش والقاعدة لن تنتهي، لأن الصراعات بين التنظيمات الإرهابية يكون على الولاية، وأسبابها التمويل والقيادة والتابعين أو ما يسمونهم “جنود الخلافة”.
وأوضح عيد أن “الأصولية الدينية في صراع دائم عبر التاريخ يعتمد في الأساس على مبدأ الفرقة الناجية وهم أهل الإيمان ودار الحق والفرقة الثانية أهل الكفر ودار الباطل، والفرقتان لا تجتمعان، لذلك فإن إيجاد أرضية مشتركة بين التيارات المتطرفة يكون أمرا شبه مستحيل”.
ونشر تنظيم داعش الإرهابي مطلع عام 2018 كتابا جديدا، وصف فيه زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بـ”المرتد” و”سفيه الأمة”، يحمل عنوانا لاذعا “الرد القاصف على شيوخ القاعدة الخوالف”.
وتؤكد الدراسات أنه مع انهيار داعش أصبحت التنظيمات الإرهابية العالمية في حالة تغير مستمر، وبدلا من الدخول في مرحلة من الاندماجات أو عمليات الاستحواذ أصبحت أكثر عرضه لاحتمالات الاقتتال والصراع الدموي من أجل الحق في الولاية.
ومن المرجح أن تصبح هذه التنظيمات في المستقبل القريب متنافسة إلى حد القتال، وفي حين تأرجحت الثروات النسبية لداعش والقاعدة في السنوات الأخيرة، فإن التطورات في البيئة الإرهابية في سوريا زادت من حدة الخلافات القديمة بينهما في العقيدة والنهج.

*** الساحل والصحراء.. مسرح صراع
———————————————-
مسلح
——-
تعتبر منطقة الساحل الأفريقي مسرحا للصراع بين التنظيمين، ويرى الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة ومساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية علي بكر أن منطقة الساحل والصحراء لها مميزات خاصة تجذب التنظيمين، خاصة بعد انهيار “داعش” تنظيميا في سوريا والعراق.
وقال “بكر” : إن المنطقة شهدت انتشارا إرهابيا غير تقليدي، وأهم ما يميز المنطقة هو تعدد أشكال الإرهاب، كما توحدت فيها أنماط الإرهاب القبلي أو العرق وهو المتمثل في حركة تحرير ماسينا وجماعة أنصار الإسلام في بوركينا فاسو.
وأشار إلى أنها تنظيمات عرقية لا تقبل بين أطيافها أي عرقية أخرى مثل “الماسينا” التي لا تقبل إلا عرقية “الفولان”، وهي تسعى إلى تحقيق أهداف عرقية وسياسية مثل إعادة إمبراطوريات قديمة أو استعادة الحقوق لبعض الأقليات، ولكن تحت شعارات جديدة، فأخذت الصراعات العراقية صبغة دينية وشعارات جهوية.
وإعتبر “بكر” أن تنظيم القاعدة هو الرأس الكبير في الساحل والصحراء، ويتميز بتعدد مجموعاته الإرهابية خاصة بعد أن خلق مظلة تنظيمية جمعت بين عناصر القاعدة وعناصر قبلية وهي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي أعلن عنها في مارس/آذار 2019 وجعلت للقاعدة قدرة على توجيه الضربات في تشاد ومالي وبوركينا، فالتقارير تشير إلى أن القاعدة أصبحت أخطر من داعش.
وأشار الباحث إلى أن تنظيم القاعدة اعتمد في تعزيز وجوده في الساحل عبر مجموعة آليات، فهو استطاع الانتشار عن طريق الانتشار التنظيمي وليس السيطرة المكانية، اعتماداً على مجموعات متفرقة تنتشر في أكثر من منطقة دون السيطرة، وهو الخطأ الذي اعتمد عليه تنظيم داعش، واستطاعت القاعدة تنوع مصادرها التمويلية.
تنظيمات الساحل الأفريقي
تعد أبرز الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة في أفريقيا: “المرابطون”، و”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامى”، و”أنصار الدين”، و”جبهة تحرير ماسينا”، و”كتيبة خالد بن الوليد” (أنصار الدين الجنوب)، في المقابل يدين بالولاء لداعش كل من “تنظيم الدولة في ليبيا”، و”بوكو حرام”، و”أنصار بيت المقدس” و”دواعش سيناء”.
وتقول دراسة صادرة عن مركز “برق” الدولي للدراسات والأبحاث بوضوح إن التنافس بين تنظيمي “القاعدة” و”داعش” أصبح ظاهرا للعيان بعد أن كان خفيا في جلب المقاتلين واستمالة الجماعات المسلحة المحلية.
وقد انتقل التنافس إلى مستوى آخر هو إنجاز العمليات المسلحة وتبنيها واستثمارها إعلاميا، من أجل كسب المزيد من الملتحقين والمتعاطفين.
وحسب الدراسة، فإن “تنظيم داعش” يستفيد مما يحققه من توسع في الشرق الأوسط ليطلق يديه في أفريقيا، كما لم يغفل تحريك الآلة الإعلامية للتسويق له كتنظيم شرعي له الأحقية في الخلافة عن تنظيم القاعدة، الذي وجد بعض الباحثين عن المجد الشخصي والزعامة فرصة الانشقاق عنه، والانضمام إلى تنظيم أكثر عنفا ودموية.
فالقاعدة وداعش ، وفق الدراسة، لهما نفس الأهداف والمخططات في أفريقيا، والفرق يكمن فقط في طريقة التنفيذ، التي يسعى من خلالها كل طرف لتثبيت موقعه فيها.

توقعات بصراع دموي
————————–
ترجح الدراسة الصادرة عن “برق” أن تشهد الأيام المقبلة صراعاً دموياً ما بين تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، حيث ترتفع حدّة التنافس بشكل متصاعد بسبب عدم اعتراف أي طرف بشرعية الطرف الآخر.
وأشار تقرير صادر عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى احتمال تصاعد “التنافس الجهادي” بين تنظيمي “القاعدة” وداعش، في ضوء الخسائر التي تعرض لها التنظيمان.
وأوضح أنهما سيسعيان إلى التنافس في مناطق النفوذ المشترك رغبةً منهما في تعزيز صورتهما الجهادية، وسعًيا إلى تأكيد نفوذهما، واجتذاب المقاتلين.
وأورد التقرير الذي يحمل عنوان “مستقبل ساحة الجهاد العالمي” سيناريوهات أربعة عن طبيعة الصراع الذي شهدته الساحة السورية بين داعش وجبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا) من ناحية، وداعش والقاعدة في اليمن من ناحية أخرى، حيث كان الصراع على النفوذ.
كذلك التنافس في تونس بين “كتيبة عقبة بن نافع” التابعة لتنظيم “القاعدة”، و”جند الخلافة” المنطوية تحت راية “داعش”، إذ كان ذلك التنافس على تجنيد واستقطاب المقاتلين.
كذلك التنافس بين “داعش” والقاعدة في الصومال، حيث كان التنافس على مصادر التمويل.
وتوقع التقرير أن يلجأ التنظيمان إلى شن هجماتٍ مدويةٍ بغرض استقطاب المتطرفين حول العالم، وتأكيد سيطرتهما على ساحة الجهاد العالمي في سياق التنافس الجهادي بينهما.

ربنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى