مقالات

لهذا السبب

بقلم :-  دكتور مرزوق العادلي
الأديان السماوية لا تعرف لغة الكبت والعصبية والجهل والتعصب ،،، ولا تعرف لغة التعالي وعدم المساواة بين الناس ،،، الأديان السماوية لا تخاطب العقل والمنطق فقط بل تخاطب القلب والمشاعر الإنسانية ،، وهي بعيدة تماما عن كل أشكال القبح من أحقاد وضغائن ومكائد وحسد وتجهم “تكشيرة يعني ،،، الأديان السماوية لا تعرف التحجر في المعارف ولا التصحر في العواطف، ولا تعترف أبدا بالسطو علي حقوق الآخرين ،،، هي رسالة جميلة معبرة عبر كل زمان عن كيان هذا الإنسان .

ولهذا السبب يقيم الله الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا يقيم الظالمة ولو كانت مسلمة ،،،، الله عادل وفي محبته ورحمته شامل ،،، الله ابتسامة حلوة تخفف ألم مخلوقاته ،، الله ابتسامة حلوة حنونة تحتوي عباده وتفرغ ما بداخلهم من كتل سوداء تشكلت بفعل الأخطاء البشرية ،،، المخلوق الرباني يجب أن يكون مرنا فيقبل البشر كبشر وليس كأنا واخويا علي ابن عمي وانا وابن عمي علي الغريب ،،، وعظمة المخلوق البشري في تواضعه فبه يعلو في عقول وعيون الناس الذين هم سواسية كأسنان المشط مع الاحتفاظ بالمنازل والمكانة العلمية طبعا ،،، الأديان السماوية محبة ورومانسية ونقاء وسلام داخلي ينعكس بالجمال والروح المعنوية العالية علي الناس ،،، الله حب وعشق وولع يمنح الإنسان هذه القيم لتزوده بالطاقة الإيجابية التي تعينه علي النجاح والسعادة في الحياة والآخرة،،،، الدين ابتسامة حلوة نزلت من فوق لتمسح دموع وضعف اللي تحت ،صوت هادئ وحلو من القلب مش صاخب ومن الأسنان يزيد الدموع والضعف والأوهان أكثر وأكثر .
أصبحنا نتعايش بالغصب في مجتمعات تتسابق في التناقض مع رسالة الأديان السماوية ، ذلك التناقض الذي ظهر لنا في صور وأشكال متعددة كالقتل والله يرفض، كالجهل والله يرفض ، كالظلم والله يرفض ، كالحقد والحسد والغيبة والنميمة وشهادة الزور والله يرفض ،،، مجتمعات أصبحت تقبل معظم أو كل ما يرفضه الله ،،، ويتساءلون كل يوم لماذا لا نعيش مثل الغرب حياة متطورة مرفهة ونقدس الحريات مثلهم وخاصة الشخصية؟ ولا يعرفون أن الغرب احترم بالفطرة العقل والقلب، العلم والحب، وهم احتقروا وأهانوا بوعي أو باللاوعي المنطق والفكر ،،المشاعر والإحساس؛ فتأخروا علميا، وتبلدوا عاطفيا .
ولهذا السبب سأكتب ما يمليه عليا ضميري بشأن مجتمع أنا أنتمي إليه؟! أنشروا ثقافة الحب والتسامح والسلام، لتختفي شيئا فشيئا ثقافة الكراهية والعند والصراعات؛ فالله كل الجمال وكل المحبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى